أخبار عاجلة

ترامب لا يحترم إلا الأقوياء

ترامب لا يحترم إلا الأقوياء

بقلم/أيمن بحر

لطالما كانت شخصية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مثار جدل واسع على الساحة الدولية ليس فقط بسبب سياساته غير التقليدية ولكن أيضًا بسبب أسلوبه الشخصى فى التعامل مع القادة والدول. من خلال متابعة خطاباته وتحركاته السياسية يتبين بوضوح أن ترامب ينظر إلى العلاقات الدولية من منظور القوة أولًا ويُظهر احترامًا ملحوظا للقادة الذين يمتلكون قوة عسكرية أو اقتصادية أو نفوذًا سياسيًا واضحا فى حين يبدى استهانة أو تهكما تجاه من يعتبرهم ضعفاء أو تابعين.

الرؤية القائمة على الصفقات والقوة

ترامب كرجل أعمال قبل أن يكون سياسيا يرى العالم كساحة صفقات لا كمجتمع دولى تحكمه مبادئ القانون والعدالة. ولذلك يميل إلى تقييم الدول والقادة بناء على ما يملكون من أوراق ضغط ونفوذ لا على أساس القيم أو التحالفات التقليدية. فعلى سبيل المثال أبدى ترامب إعجابًا واضحًا بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين ووصفه بأنه قوى وذكى رغم التوترات بين موسكو وواشنطن. كما امتدح الزعيم الكورى الشمالى كيم جونغ أون رغم تاريخه الحافل بالانتهاكات مبررًا ذلك بقدرته على السيطرة وفرض سلطته.
وقال عن الرئيس عبد الفتاح السيسى انه صقر العرب وزودها قوى

الاستخفاف بالحلفاء التقليديين

فى المقابل لم يُخفِ ترامب استياءه من بعض الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة مثل ألمانيا وكندا ودول حلف الناتو منتقدًا اعتمادهم على الحماية الأمريكية دون مقابل كما وصفه. فقد عبر مرارًا عن أن أمريكا تتحمل عبئا أكبر من اللازم فى هذه التحالفات مطالبًا بزيادة مساهمات الدول الأخرى. هذه الرؤية تظهر بوضوح أن احترامه يمنح بناء على منفعة الطرف الآخر، لا على أساس العلاقات التاريخية أو القيم المشتركة.

ترامب ونظرية الرجل القوى

يجسد ترامب نموذجًا لما يعرف بـ نظرية الرجل القوى فى الحكم وهى التى تعلى من شأن القادة ذوى السيطرة المطلقة والنفوذ الواسع حتى وإن كان ذلك على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويبدو أن ترامب سواء خلال حملاته الانتخابية أو أثناء ولايته كان دائمًا ميالًا إلى هذا النمط من الزعامة وهو ما انعكس على اختياراته وتحالفاته وتقديره للزعماء.

الخلاصة

ترامب لا يحترم إلا الأقوياء لا من حيث الأخلاق أو المبادئ بل من حيث النفوذ والقدرة على الفرض والتأثير. هذا النمط من التفكير قد يكون فعالًا فى عالم التجارة والأعمال لكنه يُشكل خطرًا عندما يُطبّق على العلاقات الدولية حيث لا تُقاس الأمور بالقوة وحدها، بل بالشرعية والاحترام المتبادل والالتزام بالقوانين الدولية. لقد كشف عهد ترامب عن تحول كبير فى فلسفة السياسة الأمريكية من قيادة عالمية مبنية على المبادئ إلى نهج براغماتى صرف لا يرى فى الضعف إلا فرصة للاستغلال وفى القوة فقط مدخلًا للاحترام.

شاهد أيضاً

إعــــدام حـــب

إعــــدام حـــب بقلم خالد أحمد  ……………. كلمات الحب كثيراً ما تـُكتـب ربما يكون شعور غريب …