تخلف وحضارة
فاطمة امازيل
مقال
لم يكن الإسلام أبدا تخلفا، حتى أصبح الكفر حضارة. جاء الإسلام ليعز أهله ويفتح لهم أبواب الأخلاق والعلوم والآداب، فدالت لهم نواصي المعرفة في كل المجالات، وحكموا العالم ينشرون نور الروح والعقل بين الشعوب. كان الإسلام نعمة حركت كل دفين في ثنايا أمة عربية لطالما احتقرها العجم وأذلوها. فكتب لها الله العزة والرقي والسمو. وما تقهقر المسلمون وتخلفوا إلا بعد أن سلموا مشعل النور إلى أهل الكفر، فأصبح نوره نارا تضيء عليهم وتحرقنا. فأظلمت الدنيا حولنا بدخان الحرائق، فلم نعد نرى أو نعقل إلا ما يملونه علينا، فعدنا أذلة مستضعفين ضالين. وصرنا تابعين لحزب إبليس. يزينون لنا الفاكهة المحرمة، ويكيدون لنا حسدا من عند أنفسهم وهم يبنون أبراج الدمار الروحي والفكري. يفرشون لنا بسط التخلف والغواية. يحرفون أبناءنا وسستحيون نساءنا ويذكون في الأنفس الشهوات والمحرمات. يقدمون لنا الخبائث على أطباق من ذهب وفي لفات من مسك وعنبر. فضيعنا أنفسنا وانتكسنا.
فسلام علينا يوم تهنا ويوم أغمي علينا ويوم نستفيق.
فاطمة امزيل سفيرة المحبة