من تونس كتب الشاعر صلاح الورتاني
تحية معطرة
فجأة لمحتها من شرفتها
أومأت لي من بعيد
حيٌتني بحرارة
عيناي تحدٌقان في الجمال
نسيت كل ضيق ومرارة
رحت أسبح في جمالها
تبعثرت كلماتي
لا أدري كيف تكون تحياتي
مازالت ترمقني بعينيها
شاخصتان في
كأنها تريد أن تقول كلاما
فهمت بالإشارة
بأنها محتارة
تشير لي أن أتقدم
تراجعت ثم تقدمت
إذا بها ترمي لي بمنديلها
لتحيٌيني تحية معطرة
أخذته بسرعة
خفت أن اتحرك
تجمدت في مكاني
أتأمٌلها وفي منديلها
راح بي خيالي
ماذا لو كانت بجانبي
هل كنت ألقاها
بهذا السحر والدلال
لأرسم لوحتي بالكلام
بالهمس والهيام
هل هكذا يكون الحب
وبعده الغرام
ما عدت أفقه في الحب
هل هو بحق يعذٌب ؟
أم راحة للقلب ..
ترى ما الذي دفعني
لهذه المغامرة ؟
تبعثرت كلماتي
زادت تنهٌداتي
هل تكون مؤامرة ؟
لا لا لن يكون هذا
هي مثلي معذٌبة
مبعثرة الخيال
خانها السؤال
لتسألني من أكون ؟
ربما هي الظنون
هل تظفر مني بكلام ؟
أم مجرد خيال
مر أمامها وراح
دخلنا في دوٌامة
نحن مرتبكان
كلماتنا معطلة
أرجأنا لقاءنا
لقادم الأيام
نخافه الملام
حيتني بسلام
بيدي أشرت
لمنديلها المعطر
فهمت الكلام
أوصدت نافذتها
غصت أنا في السؤال ؟؟؟
صلاح الورتاني // تونس