أخبار عاجلة

    تحليل خيارات اسرائيل للانتقام من ايران

                                           تحليل خيارات اسرائيل للانتقام من ايران

 

 في خضم التوترات  العسكرية الراهنة  التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط يترقب العالم الضربة الاسرائيلية المرتقبة والمحتملة لايران ردا علي الهجوم الصاروخي الايراني في 1 اكتوبر 2024 الماضي  وسط تخوف كبير من اندلاع حرب اقليمية شاملة في المنطقة  حيث زار المنطقة قائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال مايكل كوريك وتعددت التساؤلات عن الهدف من هذه الزيارة وعن امكانية ان يصبح الجيش الامريكي طرفا في الرد الااسرائيلي المحتمل علي مواقع ايرانية .

في الواقع الضربة الصاروخية الايرانية في الاول من اكتوبر كانت الاعنف حيث اطلقت ايران ما يقرب من 180 صاروخ باليستي ضد اسرائيل وذكرت التقارير الغربية ان ما يقرب من 20 صاروخ وصلت الي اهدافها متجاوزة الدفاعات الجوية واصابت قاعدة نيفاتيم بصحراء النقب وقاعدة تلنوف ومحيط مبني الموساد وذلك ردا علي استهداف اسرائيل لاسماعيل هنية والذي قتل في قلب طهران وقيادات حزب الله وعلي راسهم حسن نصرالله وقد اجتمع المسؤولين الاسرائيلين علي ضرورة الرد هذه المرة بصورة اكثر عنفا وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اسرائيل استهدفت في ابريل الماضي رادار منظومة    s300 الايرانية ولم يبد الاسرائيليين اي تصريحات بهذا الشأن وكذلك انكر الايرانيون حدوثها من الاساس ملتزمين باسس قواعد الاشتباك بعدم التصعيد  ولكن هذه المرة من الواضح ان هناك رغبة في التصعيد من الجانب الاسرائيلي وما اخر الرد الاسرائيلي  ان المسؤولين الاسرائيليين يرغبون في الاجتماع مع المسؤولين الامريكيين للاتفاق علي المواقع والاهداف التي سيتم ضربها حيث انه حتي كتابة هذا المقال لم يستقر الاسرائيلين علي الاهداف التي سيتم ضربها فهل ستكون اهداف عسكرية ام اهداف اقتصادية ام اهداف نووية فبحسب صحيفة الايكونوميست اشارت ان نتنياهو يحاول استفزاز ايران لشن هجوم علي اسرائيل ليستخدمه كذريعة لاستهداف المنشأت النووية الايرانية .

والاهداف المرجح ضربها اما ان تكون :

  • اهداف نووية – اهداف اقتصادية                                      – اهداف عسكرية

اولا – الاهداف النووية

 الهدف النووي يعتبر هو الهدف الاخطر  حيث تتنوع المنشات النووية الايرانية  الي مراكز ابحاث نووية او مواقع تخصيب اليورانيوم او المفاعلات وهنا لابد من ذكر اهم هدف نووي ايراني والذي يعتبر عصب البرنامج النووي الايراني هو مجمع نطنز لتخصيب الوقود وهو اكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في ايران ثم منشأة فوردو.

ولكن التحدي الاكبر لضرب هذه الاهداف هو التحصين الشديد لهذه المواقع حيث انها مدفونة في باطن الارض علي عمق يصل من 80 الي 100 متر بالاضافة للدفاعت الجوية الكثيفة المحيطة بهذه المواقع وفقا للتقديرات الاوروبية مما يجعل استهداف هذه المواقع تحدي كبير للاسرائيليين  وبرغم امتلاك اسرائيل لقنابل خارقة للتحصينات مثل القنابل التي استهدفت بها حسن نصرالله في لبنان الا ان هذه القنابل غير كافية لاختراق هذه التحصينات والقنابل الوحيدة القادرة علي اختراق هذه التحصينات هي القنابل الامريكية من نوع Gbu-57  والتي يبلغ وزنها 14 طن وطولها 6 امتار والطائرة الوحيدة القادرة علي حمل هذه القنبلة هي القاذففة b2  spirit والتي يملكها الجيش الامريكي فقط وهذا يعني ان اسرائيل تحتاج الجيش الامركي في حالة رغبتها في ضرب المواقع النووية الايرانية ولكن الامريكيين لا يؤيدون فكرة ضرب المنشات النووية الايرانية ويستبعدونها من بنك الاهداف في هذه الحالة سيضطر الاسرائيلين الي تنفيذ هذه الضربة اعتمادا علي امكاناتهم  والقلق الامريكي من استهداف المنشات النووية الايرانية هو وجود مبرر للايرانيين من الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وتشجيع الايرانيين علي تصنيع اول قنبلة نووية ايرانية حيث ذكرت التقارير الغربية ان ايران يمكنها تصنيع قنبلة نووية في خلال فترة 6 شهور تقريبا بالتالي الهجوم الاسرائيلي سيكون له اثر عكسي بالاضافة الي مشكلة التسرب الاشعاعي الذي سيصيب ايران وكذلك المنطقة المحيطة .

ثانيا – الاهداف الاقتصادية

يعتبر قطاع النفط والغازاهم قطاع اقتصادي في ايران وبدون هذا القطاع يصاب الاقتصاد ككل بالشلل وهذا ما يعلمه الاسرائيليين حيث تملك ايران ما يقرب من 208 مليار برميل بترول خام كأحتياطات مؤكدة وتملك ايران مصافي لتكرير البترول تعتبر الاكبر في المنطقة ويتوزع قطاع تكرير البترول الايراني في 10 مناطق رئيسية والطاقة الانتاجية لهذه المصافي 2 مليون برميل يوميا  منها مصفاة عيدان  وتعالج 360الف برميل يوميا ومصفاه اصفهان  وتعالج 340الف برميل يوميا وبندر عباس وتعالج 320الف برميل يوميا وتملك مصفاه نجم الخليج الفارسي وهي اكبر مصفاه للمكثفات الغازية والتي توفر 40% من البنزين للدولة الايرانية وبلا شك اي مشكلة لهذه المصافي ستسبب اضطرابات اقتصادية كبيرة في ايران .

اما اذا اراد الاسرائيلين ضرب الاقتصاد الايراني في مقتل هو استهداف جزيرة خرج الايرانية والموجودة بالخليج الفارسي والذي ينقل  90% من صادرات النفط الايراني وهذه الجزيرة تعتبر هدف مناسب جدا للاسرائيليين  اذا ارادو خنق اقتصاد ايران

وقد ذكر موقع تانك تراكرز ان ناقلات النفط الخام الفارغة و الراسية حول الجزيرة تم نقلها بعيدا عن الجزيرة وهذا يعني توقع الايرانيين ضربة اسرائيلية للجزيرة

واذا اقدم الاسائيليين فعليا علي هذه الخطوة فهذا يعني حرمان الايرانيين من عوائدهم النفطية مما يعني ضربة قاصمة للاقتصاد الايراني الذي يعاني اصلا بسبب العقوبات الامريكية

 فعلي سبيل المثال : –

 يدفع الصينيين لايران 2 مليار دولار شهريا مقابل النفط الايراني وفي حالة ضرب المنشأت النفطية سيحرم الاقتصاد الايراني من هذه العائدات وسيبحث الصينيين عن مصادر نفطية اخري  بالاضافة الي تعويض دول الخليج لهذا النقص

 

ولكن هل سينتهي الامر بضرب المنشات النفطية الايرانية بدون رد فعل من الجانب الايراني ؟

  بالتاكيد لن يقف الايرانيين صامتين  وغالبا ستسعي ايران لاستهداف المنشات النفطية والغازية مثل حقل تمارا في البحر الابيض او محاولة ضرب البنية التحيتية  الاسرائيلية والذي سيؤدي الي مزيد من التصعيد بالمنطقة  ولكن في واقع الامر هذه الخطوات لن تكون ذات تاثير كبير علي الجانب الاسرائيلي بالتالي فمن الممكن لجوء الايرانيين الي ضرب خطوط النفط والغاز المار من مضيق هرمز بهدف احداث ازمة طاقة عالمية وقد لوح المسؤولين الايرانيين في اكثر من مناسبة انه اذا منعت ايران من تصدير نفطها فستمنع الجميع من تصدير نفطهم حيث يمر 20 مليون برميل يوميا من مضيق هرمز وذلك في اشارة الي دول الخليج العربي  بناء عليه ستكون دول الخليج هي ضحية هذا التصعيد تطبيقا للمثل الشعبي عليا وعلي اعدائي ولكن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو الضغط علي الامريكيين لحثهم علي حل هذه الازمة .

ثالثا – الاهداف العسكرية

اضطرار اسرائيل لضرب الاهداف العسكرية الايرانية يعني عدم رغبة اسرائيل في عدم تصعيد الموقف ففي حالة الاكتفاء بضرب المنشات العسكرية او منصات الدفاع الجوي او المطارات العسكرية الايرانية فغالبا ستتوقف المواجهه بين ايران واسرائيل عند هذا الحد ولن يحدث اي تراشق صاروخي او بالمسيرات ولجوء اسرائيل لهذا الخيار سيكون بضغط اميركي لتجنب تصعيد الموقف .

   

 

                                                                                                                                بقلم

                                                                                                                               محمد نصار

شاهد أيضاً

حرب أكتوبر

حرب أكتوبر بقلم / منار شعبان حرب أكتوبر تعد درسًا في البسالة أعطاه المصريون للعالم، …