تحابوا يرحمكم الله .

مقال بعنوان : /تحابوا يرحمكم الله .
بقلم عادل القليعي أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان .
نحن نعلم تمام العلم أن الله تعالي قد شرع لنا عيدين عيد الفطر (عيد الصائمين)، وعيد الأضحي، ولكن عندما نتحدث عن عيد مثل عيد الحب أو عيد ميلاد فلان أو كذا وكذا فإنما نذكر بمناسبات قد ننساها وسط مشاغلنا ووسط طاحونة الحياة التي جعلتني حتي لا نتذكر أي الأيام هذه ، فلا ندري يوم الأربعاء نحن أم الخميس، فإننا لا يعني ذلك أن ينقص من ديننا شيئ أو يتهمنا أحد بالابتداع فلاصقي التهم كثر وموزعيها أكثر.
المهم عيد الحب أو مناسبة الحب هو دعوة للحب فلماذا لا نحب بعضنا البعض، لماذا لانطرح الكره من قلوبنا والحقد والغل والحسد لماذا لا نتحاب في الله ، لماذا لا نحقق فينا قول الله تعالي يحبهم ويحبونه .
ألم تكن دعوة الاديان جميعهادعوة محبة وسلام واخاء، ألم تدعوا المسيحية إلي المحبة (الله محبة).
ألم يدعوا الإسلام إلي الحب ، ألم يقل الله تعالي .قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم.
فالحب طريق لغفران الذنوب، لماذا لا نمد أيدينا بالسلام ويتصافح كل منا مع أخيه ويهديه باقات الورود .
ياسيداتي وسادتي الحب طريق للنجاة من كل المحن التي نمر بها.
أحبوا بعضكم في أعمالكم وأشغالكم، وتذكروا أن الأمم لاتبني بالبغضاء ولا تقوم علي الشحناء وانما بالحب، فالحب المعجزة الكبري التي وضعها الله سلطانا في الأرض.
ابتسموا في وجوه بعضكم البعض فتبسمك في وجه أخيك صدقة تذيب جليد المشاعر، فيا أحبابي هيا نبتهل إلي المحبوب الأعظم ونصلي له جميعا صلاة واحدة وسجود واحد في محراب واحد، أن يهبني حبه وحب من أحبه حتي نسعد ولا نشقي.
أدعوكم دعاء واحدا وعولوا عليه الحب ثم الحب ثم الحب.
الحب يسود ، اجعلوا الحب طريق للسعادة ، املاؤوا الدنيا حبا ، وقالها رسول الله من أكثر من ألف وأربعمائة عام أتدرون من أحبابي ، قالوا نحن يارسول الله قال أنتم أصحابي إنما أحبابي من آمنوا بي وصدقوني دون أن يروني ،اذن الحب طريق الإيمان ، الحب طريق الصدق.
عودوا أيها المتخاصمون المتشاحنون إلي رواشدكم وتصافوا وتحابوا واكشفوا كل واحد منكم الحجاب لأخيه وليصفي قلبه لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
لا احد يظن أن هذه مثالية لا تتحقق في الواقع ، جربوا ذلك يا أحبابي .كل عام وانتم جميعا بخير متحابين.