تُعَدّ تجارة الأعضاء البشرية من أبشع الجرائم التي تواجه المجتمعات في عصرنا الحالي، حيث يتم استغلال حاجة الإنسان وفقره وجهله لتحقيق أرباح طائلة على حساب صحته وكرامته. هذه الجريمة لا تهدد فقط حياة الأفراد، بل تُمثل وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.
إن الفقر الشديد والجهل يلعبان دورًا أساسيًا في دفع البعض للتفكير في بيع أعضائهم. فحين يفقد الإنسان الأمل في حياة كريمة، ويغيب عنه الوعي الديني والأخلاقي والثقافي، يصبح فريسة سهلة لعصابات الاتجار بالبشر التي تستغل ضعفه وحاجته. وقد يظن البعض أن بيع عضو من جسده حلّ سريع لمشكلات الفقر، دون أن يدرك العواقب الصحية والنفسية والاجتماعية الخطيرة التي قد تلازمه طوال حياته.
إلى جانب ذلك، يساهم غياب التوعية الصحيحة وانتشار الجهل في تفشي هذه الظاهرة؛ إذ لو كان لدى الناس وعيٌ كافٍ بحقوقهم وأهمية جسد الإنسان وحرمة التلاعب به، لرفضوا الانسياق وراء مثل هذه الجرائم. وهنا يأتي دور الأسرة والمدرسة والإعلام في نشر الثقافة الصحيحة والتأكيد على قدسية الجسد وضرورة الحفاظ عليه.
بقلم الصحفية /نورا صلاح عبد الجليل