تاج العلا
بقلمي الشاعر / محمد منصور
هذا أبي رمزُ الفِدا ‘ ضحَّى لنا طول المدى
إنِّي أرى كم جاد بي ‘ وكم سعى من أجلنا
والأُمُّ كم ضحَّت ولم ‘ تبخل علينا بالهوى
سرُّ الوجودِ في الدُّنا ‘ سرُّ الهنا سرُّ المُنى
كَدَّ لنا جَدَّ بنا ‘ كم قد رعانا كم حنى
كان بريقَ دُنيتي ‘ قد كان تاجاً للعُلا
كم ظلَّ يقْطنُ في دّمي‘بين الوريدِ والحشا
كُنَّا معاً لم نفترقْ ‘ غدَّارةٌ دنيا الورى
كم كان لي من عِزَّةٍ‘عنِّي اختفى بدر الدُّجى
مات الَّذي أحببتهُ ‘ من كلِّ قلبي ها هُنا
طالت ليالي وحشتي ‘ منْ بُعدهِ عنِّي أنا
يا سيِّدي ارحمْ أباً ‘ مُستغرقاً في حُبِّنا
أعمارُنا في لحظةٍ ‘ يا صاحبي قد تُنْطّوّى
كم زارنا من زائرٍ ‘ في بيتنا في حيِّنا
بعد النَّوى قلبي هوى ‘ أين أنا ماذا جرى
أرواحُنا مقبوضةٌ ‘ لم نمتلك من أمرنا
أدعو إلهي دائماً ‘ أنْ نلتقي يوماً غّدا
يا صاحبي قل لي متى‘قلبي تمزَّق من الجوى
هذي الدُّنا مكَّارةٌ ‘ فاز بها أولي النُّهى
من يتَّق الله لهُ ‘ مكانةً فيها سما
بِرُّوا أباكم تسعدوا ‘ في جنةٍ من ربِّنا
بقلمي الشاعر / محمد منصور