تابع
فلسفة شوبنهاور
د.عبدالواحد الجاسم
6_ حكمة الحياة
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :
اولا : احمق من يظن ان التمادي في اشباع الرغبات تجعله يرتاح
الرغبات لاتنتهي ، ورغبة تتبع رغبة أخرى .
ثانيا : من الطبيعي جدا أن يكون المال أهم شيء عند الناس لان المال يوفر قدرة على تحقيق أكثر الرغبات
ثالثا : لا خير في حياة يقضيها الإنسان في جمع الثروة .
الثروة هي وسيلة يستغلها الإنسان بصورة حكيمة .
لكن اذا استخدمها بشكل غير صحيح تكون مضره جدا .
رابعا : يجب على الإنسان إذا أراد السعادة في هذه الدنيا أن يعرف هدف الحياة ، و الوسائل التي تحقق هذا الهدف .
خامسا : الإنسان يحمل جانبين : جانب يمثل الإرادة والرغبات والشهوات ومركزه الجهاز التناسلي ، وجانب يمثل الحرية والحكمة والخلود والمعرفة ومركزه المخ ، فإذا سيطر الجانب الثاني على الجانب الأول ، يكون الإنسان سعيدا .
سادسا : صحيح أن العقل هو وليد الارادة وناشيء منها ولكن بإمكان العقل ان ينتصر على الإرادة ، والدليل على ذلك أقدام الإنسان على الانتحار أو المبارزة أو الدخول في الحرب وغيرها من الامور التي تعرض حياة الإنسان إلى الخطر ، وطبعا هذا الشيء ( تعريض حياة الإنسان إلى الخطر ) أمر لاتقبل به الارادة وهو عكس رغبتها ، فإذن بامكان العقل ان ينتصر على الإرادة حتى لو كان منتوجا من منتوجاتها .
سابعا : القوة التي يتمتع العقل بها تجعل الإنسان يصل إلى أعلى درجات الرقي والكمال ، وذلك من خلال إخماد الرغبة أو تعديلها ، فإذا تحكم الإنسان برغباته وصار سيدا عليها صار حرا وسعيدا .
ثامنا : أن ميل اغلب العلماء والمثقفين إلى القراءة والاطلاع هو بسبب كون عقولهم فارغة يحاولون ملأ فراغ عقولهم بأفكار غيرهم ، وهذا الشيء غير صحيح لانه لا يبدع ويتطور ويقدم شيء مفيد للمجتمع بالعكس يجمد عقله ويراوح بمكانه .
تاسعا : إذا اردت ان تكون مثقفا حقيقيا وواعيا وليس إمعة ، فعليك بقراءة متون الكتب وليس الشروح
اقرأ وافهم النص الاصلي للكاتب ، لا تقرأ شرح الاخرين
( الحياة قبل الكتب ، والمتن قبل الشرح ) .
عاشرا : سعادتنا تعتمد على تفكيرنا ونظرتنا للحياة
خالية من المعنى ، وادراكنا له هو الذي له معنى ، فلنسعى لجعل عقولنا وأفكارنا جميلة ومنفتحة لكي نرى الحياة جميلة ومنفتحة ، وقد صدق ارسطو حين قال : ( ان الإنسان إذا أراد أن يكون سعيدا ، فليكف نفسه بنفسه ) .
احد عشر : لا طريق للتخلص من الارادة ورغباتها الا في التأمل العقلي
لازم ننظر لكل شيء على أنه مجرد فكرة
7_ العبقريه عند شوبنهاور
يمكن تلخيص هذا البحث بالنقاط التالية :
اولا : العبقرية هي أعلى درجة من درجات المعرفة .
ثانيا : ادنى انواع الحياة هي التي تكون من إرادة ( غريزة ) فقط ، بدون اي درجة من درجات المعرفة
ثالثا : الإنسان بصورة عامة ( اغلب البشر ) عندهم الارادة والغريزة أكبر من المعرفة
رابعا : الشخص العبقري هو الذي تكون معرفته كثيرة وغريزته قليلة
خامسا : عندما يكون مقدار معرفة الإنسان أكثر من مقدار غريزته ، ينتقل بعض من النشاط الموجود في جهازه التناسلي ويضاف إلى النشاط الموجود في مخه
شهوته تقل ، وعقله يزيد
سادسا : الصفة الأساسية للعبقرية هي سيطرة القوة الغضبية على القوة التناسلية ( الشهوة ) وهذا هو السبب في نشوء العداوة والبغض بين الشخص العبقري والمرأة باعتبار ان المرأة تمثل الجهاز التناسلي ( الشهوة ) ، وتمثل خضوع العقل للإرادة ( الغريزة ) ، بينما العبقري يمثل العقل ( المخ ) الذي هو العدو اللدود للشهوة .
سابعا : يمكن أن تكون المرأة عندها مواهب عظيمة لكنها يستحيل أن تكون عبقرية
لأن العبقرية تتطلب التجرد عن الذاتية والأهواء والعواطف ، والمرأة لاتمتلك هذا التجرد .
ثامنا : العبقري عادة يكون غريب بين قومه ، ولا يشعر بالانتماء إليهم والانسجام معهم لان غالبية الناس تفكر بطريقة سطحية ، بينما العبقري يفكر بطريقة عميقة ودقيقة ، هذا الاختلاف في طريقة التفكير عند العبقري وقومه جعله منبوذا وغريبا بينهم .
تاسعا : كلما كان الإنسان غبيا كان اجتماعيا أكثر ، وكلما كان ذكيا كان ميله إلى الانعزال أكثر ، فإذا وصل الرجل إلى العبقرية انقطع تماما عن المجتمع .
عاشرا : اذن العبقري مضطر الى الانعزال والوحدة و كثيرا ماتسبب له الجنون ، ولذلك يقول ارسطو : ( ان الممتازين من الرجال في الفلسفة أو في السياسة أو في الشعر أو في الفن ذوو مزاج مكتئب ) .
احد عشر : ومع ذلك ، فإن هؤلاء العباقرة ( المجانين ) هم الطبقة الارستقراطية للجنس البشري يعني هؤلاء العباقرة هم أفضل أفراد الجنس البشري ، يقول “شوبنهاور” : ( الطبيعة من حيث العقل ارستقراطية إلى حد كبير لأنها فرضت بين الرجال من الفوارق مايفوق ما اصطنعته الامم من الفوارق التي تقوم على ميلاد أو رتبة أو ثروة أو دم ) .
يتبع ان شاء الله