أخبار عاجلة

تأخرتَ جدًّا

تأخرتَ جدًّا
رغم ضيق الطريق، وكثرة الازدحام فيه؛ كانت تسيرُ تحت المطرِ على مهل، تتغلغلُ قطراتِ الماء الباردة ثيابِها تمَّ تندسُّ في غَوْرِ جسدِها، موعدٌ ما يُبعثرها على الطُرقات، فتراها تارةً تعبثُ بعقارب الساعة القاطنةِ يُمناها، وتارةً أُخرى تترصّد المارّين بتمعُّن، وتُغفِلُ ناظريها عن الساعةِ لوهلة؛ لتتبع السيارات المُنصرفة عنها، وكأنّما تنتظرُ واحدةً بِعينها.
وتعودُ تُحدُّق بعقارب الساعةِ المواظبة، لتجدَ قطراتِ الماء القاسية قد كستها، لتستنجدَ بأكمامِ بؤسِها، علّهنَّ يُسعفن ما توقف من نبضٍ فيها، وفي ما ترتدي.
ينقضي الوقت سريعًا، تيك تاك، تيك تاك، الساعة الخامسة مساءً، راحت تشيحُ بناظريها للطريق، للسيارات المارّة، وخيبةٌ أُخرى، تُمسُكُ بإبَرِ الساعة، تَعودُ بهنِّ حيثُ الأمل، وكأنّها تُريدُ إعطاء فرصةً ثانية، لكنَّ الساعة أسرع مما تظن، والخيبات تتراكم.
هُنا تُلملم نفسها وساعتها لترجع مع خيباتها المسمومة، ثمَّ تأتي لتقطع الطريق، لتجد نفسها أسفل دواليب السيارة المنتظرة..
يا للحسرة، تأخرتَ جدًّا.
الكاتبة الأردنية نسرين الزيادنه

شاهد أيضاً

رساله الى اختى

رساله الى اختى بقلم صالح منصور ليه مشيتِ ..وسبتينى مش عارف .. اعيش مش قادر …