أخبار عاجلة

بين الذكاء الاصطناعى والسيادة الوطنية: نصيحة استراتيجية لمصر والدول العربية

 

بقلم: هيثم جمال السدوري

فى الوقت الذي تتسارع فيه خطى الدول الكبرى نحو تعميم استخدام الذكاء الاصطناعي والاعتماد الكلي على التكنولوجيا الحديثة فى إدارة شؤونها الداخلية والخارجية، تقف دولٌ كثيرة، ولا سيما في منطقتنا العربية، أمام مفترق طرق يتطلب منّا وقفة وقراءة متأنية لما قد يحمله المستقبل من مخاطر وتحديات.

لقد بات واضحًا أن التكنولوجيا، على الرغم من مزاياها الجمة، قد تتحول إلى سلاح ذي حدين. فالعالم اليوم يشهد سباقًا محمومًا نحو التحول الرقمي الكامل، وهو ما قد يضع الدول الأقل تقدمًا تحت رحمة الأنظمة التكنولوجية العابرة للحدود. وهنا، تبرز الحاجة الماسة إلى الحفاظ على أنظمة بديلة تقليدية، تضمن السيطرة على مفاصل الدولة وربط مؤسساتها بآليات عمل مستقرة، لا تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي أو الإنترنت.

إن السيناريو الأسوأ، الذي لا يُستبعد في ظل احتدام التنافس والصراع بين القوى الكبرى، يتمثل في إمكانية إسقاط الأقمار الصناعية، أو ضرب كابلات الإنترنت الممتدة في أعماق البحار. عندها، ستفقد الدول المرتبطة كليًا بالبنية الرقمية سيطرتها على مؤسساتها الحيوية، وقد تدخل في دوامة من الفوضى والعجز عن إدارة شؤونها.

لذلك، فإن من الحكمة أن نعيد التفكير في بنيتنا التحتية الوطنية، بحيث تكون قادرة على الصمود في وجه الكوارث المفاجئة، سواء كانت طبيعية أو مصطنعة. ويُستحسن أن نحافظ على نظم تشغيل “احتياطية” بدائية لكنها فعالة، تضمن استمرار الخدمات الأساسية في حال تعطل أو انقطاع التكنولوجيا المتقدمة.

في الختام، تبقى النصيحة إلى مصر والدول العربية:

> لا تنساقوا كليًا خلف التكنولوجيا الحديثة دون أن تبنوا لأنفسكم بدائل تقليدية تحفظ أمنكم واستقراركم في زمن التحولات الكبرى، وتضمن الاستقلال الحقيقي عن تقلبات النظام التكنولوجي العالمي.

شاهد أيضاً

أمانة العمل الجماهيري بالمركزية لهيئة حزب مستقبل وطن في قلب الحياة النيابية

كتب/سيد عبدالسميع  في إطار حرص حزب مستقبل وطن على نشر الوعي السياسي بين كوادره، نظّمت …