Oplus_16908288

“بين الأمل والانكسار: كيف يصنع الاستسلام إنسانًا مهزومًا قبل المعركة”

“بين الأمل والانكسار: كيف يصنع الاستسلام إنسانًا مهزومًا قبل المعركة”

بقلم/ الكاتب أحمد فارس 

 

في معارك الحياة اليومية، يواجه الإنسان خيارات مصيرية تحدد مستقبله: إمّا أن يقاوم متحديًا العقبات، أو أن يستسلم قبل أن تبدأ معركته. الاستسلام ليس مجرد فعل عابر أو لحظة ضعف عابرة، بل هو قرار قاتل يطفئ جذوة الإرادة، ويحوّل الأحلام إلى أطلال. حين يرفع الفرد الراية البيضاء، فإنه لا يخسر معركة واحدة فقط، بل يخسر ذاته واحترامه وثقة من حوله.

الاستسلام هو مقبرة الطموحات. إنسان يتنازل عن حلمه، كمن يغلق بيده أبواب الفرص، ويترك اليأس يتغلغل في قلبه، فتذبل روحه شيئًا فشيئًا. ومع مرور الزمن، يصبح الاستسلام عادة تترسخ في السلوك، تقود إلى الإحباط، والفشل، ثم انهيار الفرد، لينعكس ذلك على المجتمع بأسره .

لكن الحقيقة التي يجب أن نواجهها جميعًا، علماءً كنا أم طلابًا، أطباءً أم عمالًا، هي أن النجاح لا يُمنح لمن يهرب، بل لمن يقاوم. الناجحون لم يولدوا محاطين بالراحة، بل تعثروا، سقطوا، واجهوا أحزانًا ومصاعب تفوق الوصف. الفارق بينهم وبين الفاشلين أنهم رفضوا الاستسلام، ورأوا في كل عقبة فرصة لبداية جديدة. فحتى الفقد، مهما كان موجعًا، يمكن أن يعلمنا القبول، ويعيد إلينا توازننا النفسي لنواصل السير.

ما يحتاجه مجتمعنا اليوم هو ثقافة المقاومة والإصرار، لا ثقافة الانكسار. فالمطلوب أن نزرع في نفوس أبنائنا أنّ العقبات هي المعلم الأكبر، وأن الهزيمة الحقيقية لا تأتي من الظروف، بل من الاستسلام لها. وإذا توحّد صوت الجميع، من الأكاديميين إلى البسطاء، على ضرورة محاربة هذه الآفة، فإننا سنبني أمة أقوى، قادرة على تحويل الألم إلى أمل، واليأس إلى انطلاقة جديدة.

فالاستسلام ليس خيارًا، بل جريمة بحق الذات وبحق المستقبل. والبديل دائمًا واحد: المقاومة حتى آخر نفس.لكي تحقق أهدافك وطموحاتك المستقبلية حاضرًا ومستقبلًا….،

شاهد أيضاً

أيها الجمال جددنا 

أيها الجمال جددنا  كتب سمير ألحيان إبن الحسين    __ أتذكر من أبي حيان التوحيدي …