Screenshot

بيان حاد من ثماني دول عربية وإسلامية لإسرائيل بعد تصريحات رفح ومصر

 بيان حاد من ثماني دول عربية وإسلامية لإسرائيل بعد تصريحات رفح ومصر

كتب/ايمن بحر 

 

البيان الذي صدر عن ثماني دول عربية وإسلامية ليس مجرد توضيح موقف بل إنذار سياسي مباشر لإسرائيل بأن العبث بملف رفح ومحاولات صناعة واقع ديمغرافي جديد في غزة لن يمر مهما تبدلت الظروف لقد قرأت العواصم العربية ما وراء التصريحات الإسرائيلية الأخيرة وفهمت أنها ليست مناورة إعلامية بل جس نبض لفرض تهجير مقنع يفتح الباب أمام إعادة تشكيل الخريطة السكانية في فلسطين وهو ما رأته الدول الثماني تهديدا وجوديا يستدعي الرد دون تردد

 

مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر اختارت أن تتحدث بصوت واحد صوت يرفض أي خطوة تستهدف دفع سكان غزة نحو سيناء أو خارج أرضهم ويعتبر أن فتح معبر رفح في اتجاه واحد محاولة سياسية مكشوفة لتفريغ القطاع وتحويل الفلسطيني من صاحب أرض إلى ضيف مؤقت في عالم بلا خرائط إنها محاولة لإعادة تدوير أفكار قديمة تحت شعارات إنسانية بينما الحقيقة أنها تهجير بالقوة الناعمة

 

البيان أعاد التأكيد على ضرورة الالتزام بما نصت عليه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فتح المعبر في الاتجاهين وضمان حرية الحركة وهي إشارة محسوبة بعناية تحمل رسالتين الأولى أن إسرائيل هي من تنقلب حتى على ما تدعي أنه وثائق مرجعية والثانية أن الدول العربية والإسلامية تستخدم الأدوات السياسية المتاحة لإظهار التناقض الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي فلا يمكن لإسرائيل أن تستند إلى الاتفاقات حين تشاء ثم تدهسها حين تخدم مصالحها

 

سياسيا يدرك الجميع أن تهجير الفلسطينيين ليس مجرد خطوة عابرة بل تفجير للمنطقة بأكملها إذ سيخلق بيئة عدم استقرار تمتد من سيناء إلى الأردن ومن الخليج إلى تركيا كما يدرك الجميع أن الأمن القومي العربي لن يسمح بتحويل أراضي أي دولة إلى بديل جغرافي للقطاع فالتوطين ليس حلا بل وصفة لانهيار إقليمي لا يمكن احتواؤه

 

ما يميز هذا البيان أنه لم يكن دفاعيا بل هجوميا منضبطا يضع قواعد اللعبة من جديد إسرائيل لن تتصرف منفردة في مستقبل غزة ولن تفرض على المنطقة أمرا واقعا ولا يمكن لأي طرف أن يختبر قدرة الشعوب على حماية قضيتها الأولى القضية الفلسطينية لقد حاولت إسرائيل استكشاف حدود الصمت العربي فجاء الرد أوسع وأقوى وأكثر وضوحا

 

إن الرسالة التي خرجت من القاهرة وعمان وأبوظبي وجاكرتا وإسلام أباد وأنقرة والرياض والدوحة هي أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر لا يسمح بتجاوزه وأن أي تفكير في نقل سكان غزة إلى خارج وطنهم سيواجه برفض سياسي جماعي ولن يجد غطاء دوليا ولا إقليميا مهما حاول البعض تجميله

 

القضية الفلسطينية لم تعد ملف تفاوض بل عنوانا للثبات السياسي العربي ومن يظن أن الضغط العسكري أو الاقتصادي قادر على تغيير الجغرافيا أو إزاحة شعب عن أرضه سيكتشف أن عقارب المنطقة لا تتحرك وفق أهواء القوة وحدها بل وفق حقائق التاريخ والجغرافيا وإرادة الشعوب التي لم تسقط يوما من حسابها أن فلسطين باقية وأن محاولات التهجير ستظل السطر الذي يبدأ عنده الرفض ولا ينتهي

شاهد أيضاً

تعليم البحر الأحمر تحتفي بإيقاد شعلة منافسات المحافظات الحدودية بمشاركة واسعة ورعاية كاملة من قيادات التعليم

تعليم البحر الأحمر تحتفي بإيقاد شعلة منافسات المحافظات الحدودية بمشاركة واسعة ورعاية كاملة من قيادات …

مواقف عربية وإسلامية حاسمة ترفض توجهات تل أبيب بشأن معبر رفح

مواقف عربية وإسلامية حاسمة ترفض توجهات تل أبيب بشأن معبر رفح   كتب/ أيمن بحر …