بوتين والايرانى مسعود بيزشكيان ولقاء قريب بموسكو
كتب/أيمن بحر
من المقرر أن يلتقي الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى موسكو فى وقت لاحق من الجمعة للتوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين تمتد لمدة 20 عاما فى خطوة جديدة في التحالف المتنامي بين البلدين ويعتزم الرئيسان عقد مؤتمر صحفى عقب التوقيع على الاتفاقية وفقا للكرملين.
ولم يكشف عن العديد من التفاصيل حول الاتفاقية حتى الآن حيث أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأنها ستتضمن 47 مادة تغطى مجالات مثل الدفاع والسياسة والتجارة والبحث العلمى والتعليم والثقافة.في السنوات الأخيرة، توطّد التحالف القائم بين روسيا وإيران الخاضعتين لعقوبات دولية تقيّد مبادلاتهما فى ظلّ تنامى المواجهة مع الولايات المتحدة والأوروبيين وتسعى طهران وموسكو إلى جانب بكين إلى التصدّى للنفوذ الأميركى. وهي نسجت علاقات وطيدة فى عدّة مجالات وتتقارب مواقفها فى ملفّات دولية كثيرة من الشرق الأوسط إلى النزاع فى أوكرانيا.
وفى مطلع الأسبوع أكّد الكرملين أن البلدين سيوطّدان تحالفهما بتوقيع الرئيسين اتفاق شراكة استراتيجية شاملة خلال زيارة رسمية لبزشكيان إلى روسيا.ويعقد هذا اللقاء قبل أيّام من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هو الذى عرف بسياسة الضغوط القصوى إزاء إيران خلال ولايته الأولى (2017-2021).ويتمحور الاتفاق على التعاون الاقتصادى والتجارى فى مجالات الطاقة والبيئة والمسائل المرتبطة بالدفاع والأمن وفق ما كشفت السفارة الإيرانية فى موسكو الأسبوع الماضى.
وفى مقال نشرته وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستى كتب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى هى خطوة نحو عالم أكثر عدلا وتوازنا. فإيران وروسيا إدراكا منهما لمسؤوليتهما التاريخية، ترسيان أسس نظام جديد وكشف أن الفكرة تقضى بأن يحل التعاون محلّ الهيمنة فى تلميح إلى القوى الغربية وصرّح نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن الهدف من هذه المعاهدة يقوم على تطوير قدرات البلدين، لا سيّما من أجل ضمان قدرة دفاعية موثوقة.
وشدّد على أن الاتفاق ليس موجّها ضدّ أحد مشيرا إلى أن الغرب يسعى دوما إلى إظهار أن روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية تدبّر شيئا ما ضدّ جهة ما.وما زالت ملامح الاتفاق غير واضحة غير أن موسكو أبرمت اتفاقا يحمل الاسم عينه العام الماضى مع كوريا الشمالية ينصّ في أحد بنوده على مساعدة عسكرية فورية فى حال تعرّض أحد البلدين لاعتداء من طرف آخر.لكنّ وزير الخارجية الإيراني أكّد هذا الأسبوع بحسب وسائل إعلام روسية، أن المعاهدة مع طهران لا ترمى إلى إنشاء تحالف عسكرى شبيه بذاك المبرم بين موسكو وبيونغ يانغ.وتتّهم أوكرانيا ودول غربية كوريا الشمالية بإرسال جنود للقتال إلى جانب الجيش الروسي في الحرب على أوكرانيا. وتلزم موسكو وبيونغ يانغ الصمت إزاء المسألة من دون تأكيدها أو نفيها.
أما طهران فيتهمها الغرب بتزويد روسيا مسيّرات متفجّرة وصواريخ قصيرة المدى مساعدة بذلك الجيش الروسى فى أوكرانيا. وتنفى طهران من جهتها هذه الاتهامات.ويعود اللقاء الأخير بين بوتين وبزشكيان إلى قمّة مجموعة دول بريكس التى عقدت فى أكتوبر في مدينة كازان الروسية وقال خلالها الرئيس الروسى لنظيره الإيراني إنه يثمن غاليا الروابط الودية والبناءة حقّا” بين البلدين، داعيا إلى تعزيز الدينامية الإيجابية فى مجال التعاون الاقتصادى.وتطمح روسيا خصوصا إلى تطوير مشروع ممرّ لوجستى يشمل السكك الحديد والسفن بين موسكو وباكو وطهران على محور شمالي جنوبي.
كذلك، تأتى زيارة مسعود بزشكيان بعد حوالى شهر من إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد الذى كانت موسكو وطهران أكبر داعمين له