بكاء الحمامات

بكاء الحمامات

جاسم العبيدي

 

   (1)

وماذا سيحدث 

لو ان دمعك صار نزيفا

من الجرح / جرحك

تسقى به الأرض بعد الجفاف

ثم يجري كما النهر محتفيا بالتراب

يحمل الطين اوجاعه

ثم يأتي به غيمة / غير ذي مطر 

يفيض به النهر عند الخطر

• 

مطر …ثم تاتي به الريح

تسكبه في الوريد 

فيزهر ارضا يبابا وينمو الشجر 

تعلقه في الشفاه

فينبض حبا 

ويشرق ضوء القمر 

• 

أي جرح ستاتي به الريح عند الألم 

فقد صار ذاك البكاء دموعا 

تحجر في مقلتيك 

تحول بعد التحجر خوفا 

وصار صهيلا تترجمه الريح عند الهبوب

وعند الهروب اشتهيت التفرد 

فانزاح مثل اللهب

• 

بلا وجع او ندم 

ستفضي بوجهك للريح عند الغضب 

وعيناك تنبض عند التنهد 

عيناك ترسم شهدا وصورة نهد

تشوق شهوته في السرير وعند التعب

وتهدي يديك اليه اللهب

• 

وفي الشوق / قد لا أكون / سوى شفتين 

تعانق نهدا

تبرعم في صدر غانية واتقد

تمرد في الشفتين 

يتبع خطو تسمر ما بين عينيك

 سهما يغذيه قوس ويصحبه للابد

فيشهد بالموت قهرا بما قد اعد

• 

طريق الى شرفة القلب يمتد 

يرسم ارضا ونبعا من الزعفران 

تغطي براعمه حين يمتد

يعانق وجه المدينة 

يرفع عن كاهل الصدر هما 

فيرقى 

الى العمق تحت الفؤاد اتقد

ليرتد في القلب سد

• 

 

        (2)

الرياح التي قد اقلت جراحي غدا سوف تمضي

ستشعرك الريج

اني كتمت مرارة روحي واحزان قلبي

فهل تدركين باني غريب

وروحي معلقة بين صمتي وسهدي 

وانك

تبقين راحلتي بعد موتي 

• 

وحين تنادين تاتي الفواخت حاملة وجعي 

فتصرخ 

” كوكوتي …..يابتي ….لا تبجين …”

وتنزل تلك الفواخت باحثة بين سعف النخيل وبيني 

فتاخذها الريح حاملة كل اوجاعها 

وتاوي الى القلب

ياوطنيويامهجتي في الغياب الذي قد الم به وجعي 

الا تعلمين باني انتظرت 

وحين وجدتك قبلي 

تعدين تلك السويعات مثلي

غدا يارفيقة عمري 

ستاتين مثل الحمامات حين تزورين قبري

وتسمعك اللحن تلك الفواخت مثلي 

” كوكوتي …..يابتي ….لا تبجين …”

شاهد أيضاً

ارتفاع غير مسبوق في منسوب مياه نهر النيل

ارتفاع غير مسبوق في منسوب مياه نهر النيل  كتب: أحمد نجاح البعلي    شهد مركز …