بقايا قلب محترق
بقلم: نجلاء محجوب
أنا لم أتوقع أنه سيمضي ثم يعود إنسان أخر لا أعرفه، أين بريق المحبة في عينيه وارتجاف صوته عندما يراني، لماذا تغير هكذا يا صوفي!! ماذا حدث هل شاركتني أخرى في قلبه ثم استأثرت به دوني؟ أنني حزينة تمطر عيناي دموع الشوق، أنني أحببته حبًا حقيقيًا بكل كياني، ووهبته قلبي وهو أغلى ما أملك، أعطيته أولوية عن أي شئ هام في حياتي، وسكبت محبتي إلي أعماق روحه المتعبة، أنني منحته أغلي شعور يحتاجه أي إنسان ليكون سعيد وهو الشعور بالأمان، فتعلق بي وصرت حبيبته التي لا يستطيع البعد عنها، أنه أخبرني أنني ملأ قلبه ولا يوجد مكان لسواي، كان يأوي إليّ وكأن روحه عالقة بروحي لا تفارقها، كنت الحياة بالنسبة له و كل شئ، قلبي كان وَطَنًا أمَنًا يأوي إليه ليطمأن، عندما أبتسم يشرق وجهه بالفرح، كان يقول إن لصوتي نسمات عذبة وأن طيفي لا يفارقه، يراني في وجوه كل النساء وكأنني خلقت من أجله، وأنه عرف الحب منذ عرفني، ثم تغير كل هذا التغير فجأة دون سابقة عتاب، وأصبحت فجأة إنسانة عادية مثل الآخرين، أنني أشعر وكأنني أقف في فراغ وحيدة لا أجيد التقدم خطوة بدونه، أحتاج إلي وقت طويل لأتعافى، لأتخلص من شعور التعود على حديثه وأهتمامه، لأنسى صوته الذي لا يفارق مسمعي، ولكنني كلما أوشكت على الانكسار تذكرت كلماته بأن أكون قوية ولا اُهْزِم أبدًا، أنني تجاوزت ووصلت لآخر النفق، لكنني وصلت وحيدة بدونه، ولم أجده على أول الطريق، إن الحزن لم يقتلني يا صوفي، ولكنه جعلني امرأة أخرى لا أعرفها، أعيش ببقايا قلب محترق لا يعرف الحب، ولا يؤمن بالمشاعر، وصارت ملامح وجهي جامدة تشبه وجه فارق الحياة، إن رأيته يومًا سليه لما طعنني بخنجر المشاعر ووجه المحب، وتركني احتضر منزوعة الروح وأنا على قيد الحياة، وأنا لم أؤذيه يومًا.