بريق الروح
الشاعرة و الروائية الأردنية د٠ سكينة مطارنه – ١٩٨١ م
السعيد عبد العاطى مبارك
٠
” جلست اسأل الذاتَ عن ذاتي
وطال حوار الروح
واستعذب اللحن أنّاتي ….
وايقاع البوح أرقني …
والعزف يعشق في عزفه
رُكن آلآتي …
في هدوئي اعتزل الحرف
قائله …
والحبر خاصم صمتِيَ الآتي …
وسكونٌ يسكنُ باستعذابٍ
أوردتي ……
وتسارع لا يُذكر في
عدد نبضاتي …
يسأل فكري خيالي اسئلةً
وخيالي يستنكر أن يدلي
بشيء من اجاباتي …
الوعي يعاتب اللاوعي
في تمرده …..
واللاوعي يرفع النصر راياتِ
يقاطع الحبر السطر
في توحده …..
السطر يغادر ضجيج الفكر
في ركنه الهادي .
” إيقاع اللاوعي “
٠٠٠٠٠٠٠
في هذه التغريدة الشعرية نتوقف من المملكة الأردنية الهاشمية لنتعرف على شاعرة لها خبرة باللغة العربية و الانجليزية و قد مارست الجانب العملي في خبرة واسعة المجال و من ثم عبرت الحدود وطافت الآفاق بفكرها المتنوع حيث تحمل مشاعر صادقة تنقش على دفاترها حكمة الكلمات شعرا و قصص يعكس عمق نظرتها تجاه الحياة في نزعة فلسفية جمالية توظفها في إيقاع اجتماعي هكذا ٠٠
نعم إنها د٠ سكينة مطارنة التي تعالج برسالة الكلمة فضاءات مجهولة عند الإنسان الذي تداهمه الصراعات في تلك المنطقة المشحونة بالتقلبات و من ثم تحشد العناصر الفنية لتترجم لنا صفحاتها في بيئة تنم عن التراث و الأصالة و تتزاوج فيها الرؤى و الأحلام معا ٠
أليست هى القائلة في قصيدتها ” عنفوان فارسة ” تعكس مدى حالة التمرد التي تنم عن روح ثائرة تنقي شوائب سلبية في المجتمع المتلون بنزعات القلق حيث توظف فيها اللغة التاريخ و تتمسك بالهوية و التوشح بالجمال كفارسة في جموع الكبرياء برغم صراعات الحياة :
ودُستُ عَلى شَريط
الكَدرِ بِكَعبِ ذَاكرتي ….
والقيتُ بِما تَبقّى
مَن زُجاج نَافذتِي ….
وَمضيتُ بِعنفوانِ فارسةٍ
اختالُ في تَقدّمي
بِكلِ اسلحَتي ….
واشهَرتُ السَيفَ
فِي وَجه الكآبة
وَقطعتُ رأسَ اليأس
حَتى صَاحَ اليأس
ويحَ قاتلِتي ….
وَسيفي فِي غِمده
يَحتلُ خَاصِرتي
والخَصرُ مُزدانٌ
بسيفٍ يَأبى إلاّ أن يُرافقني
وَخَيلي أبَهر المَيدان
بجموحِ خُطوته …
وَجُموحِي تَجاوزَ علوّه
بل تَجاوزَ حَتى مُخيلَتي …
وِعِنادي صِفةٌ لا مَجالَ
انكِرها ….
هي لاصِقة بي تَسري
بأوِردَتي ….
انا ابنة الرّيح والعَواصف
والشّدائد اعرِفُها وَتَعرِفُني …
أنا اختُ الوَقتَ والتَاريخ
واسمي في سِجل العزّ
مَحفورٌ بِذاكِرتي …
* نشأتها :
======
ولدت الشاعرة و الروائية الأردنية د ٠ سكينة يوسف مطارنة في عام ١٩٨١ م بالكرك
درست في جامعة مؤتة عام ١٩٩٩ م و تخرجت عام ٢٠٠٣ م ٠
عملت محاضرة لغة انجليزيه تخصص لغويات تطبيقيه ورئيسه قسم الجودة جامعة القصيم ٠
* صدر لها ديوان بعنوان :
= بريق الروح ٠
و لها ديوان و رواية قيد الطبع قريبا ٠
بجانب الدراسات و البحوث الأخرى العديدة ٠
و مقالات ثابتة في الصحف و المجلات الكبرى ٠
الأبحاث :
————
١- ( التحويل بين اللغة العربية والإنجليزية في حديثي موظفي حقل الطيران في مطار عمان المدني ) ٠
أول بحث في المملكة الأردنية الهاشمية يتم في حقل الطيران بمطار عمان الدولي بشهادة أستاذة كبار .
= ( الرورات والورش التدريبية )
30 دورة تدريبية من ضمننم E_ learning
ورش كثيرة ومعها ٠
* شهادات تقدير و تكريمات و جوائز :
—————————
حصلت على أوسمة داخلية و خارجية عديدة و متنوعة كثيرة و منها :
وسام التميز الوطني و سفراء الإنسانية ٠
و سام التميز الصحفي ٠
و سام المرأة الريفية ٠
درع إتحاد الأدباء الدولي ٠
مؤتمر الافرواسيوي للمرأة الدبلوماسية ٠
———————–
* مختارات من شعرها :
——————————–
و تمضي بنا نحو الأفق الرحب تمسك بمسافات التحولات السريعة في دفقة شاعرية تبث خيال الروح مع حركة الحياة من خلال نصها المكثف بعنوان ( على حافة النص ) في استدعاء الزوايا و الفواصل كمحطات فارقة في منعطف مسيرتها في إطار صور فنية تنطق بعظمة اللغة و سلامة التعبيرات بألوان تنساب كغدير النهر تصبغ الحدث في صمود تجتاز حواجز نهرها المتدفق و المضطرب لتصل إلى مرافيء الأحلام تعانق سلامة السطور في نبوءة الصوفي المعذب :
وسرتُ على حافة النص
بتأنٍ مطلقٍ ……
مِلتُ بزاوية سيري
عن بعض الفواصل
كي لا اعرقل ………….سيرها
خشيت ارتطامي بالنقطة
فيختل دورها !!!!!
احببتُ طريقتي في
التفادي …..
احبتْ خُطاي طريقتي
في سيرهاااااااااا……
السطور تلو السطور
تعلن حضورها الوقتي
والحبر يحضر حفلة
السطور وهي تختال
بسحرهاااااا
يداهم الحرف في دخوله
منصة البوح ليعتلي
سقفها …
يؤدي النص دوره
ببراعة ….
الحروف تمكنت جدااااا
من دورها ….
***
مع قصيدة ( دفتر التسجيل ) تقول فيها شاعرتنا د٠ سكينة مطارنة تستشرف فيها المستقبل بصدق مشاعرها داخل دلالات و مكاشفة تنطق بخصائص الحدث بمقاييس الفضيلة في تضادية الخير و الشر في متتاليات تفوح منها مقدمات الحكمة :
الغيب يحمل
دفاترهُ لمنصة
التسجيل ….
تنتظر منا الدفاتر
أن نُوقّعَها ….
كل بمقياس
لا يقبل التبديل ..
أقدارٌ مقدرةٌ
بترتيب خالقها …
كل في ثبوته
يرفض التأويل …
حكمة الدهر
في سر صانعها ….
الشر في الخير
في باطنه المستنير
الخير في الشر
تصريف بالغُها….
الساعة بانتظامٍ
لااااااااااا تقبل
التأجيل ….
الثواني بغاية
الترتيب ….
لا تتعدى دقائقها
الشمس تشرق
لا تقبل التأخير …
الصبح يعلن حضوره
من حقيقتها ..
***
و نختم لها بهذا النص تحت عنوان ( اعتناق هدوء ) تهدأ ثورتها و تستعيد نتاج الصمت و الفكر في خط بياني ينظم المعادلة للعملية الإبداعية الفنية من تجاهل البوح و تتخذ الهدوء رمزا لحالة الاستقرار و الرضا فتقول فيها :
اجيدُ الصَمتَ
فِي زَمنِ البَوحِ ….
اعتَنقُ الهُدوءَ دِيَانةً
ارَتّل آياتِ التّجَلي
باعتِزالِ الذّاااااااتْ
اتلُو مِنهَا لِمَا هُوَ آآآآت
اهتَدي بِقنديِلِ الرّوحِ
فِي ظُلماتِ الفِكرِ
اشْعُلُ مِن نُبوءَةِ
الحَرفِ مَا يُضِئ سَمَاوَاتْ
يَقتَربُ مِني البَوح
انأى أنَا عَنه …..
اجْعلُ بَيني وبَينَه
مِلئ مَسافَات
اترُكُ المَسافَة بَيننَا
لا يَتخّطى البَوحُ
حُدودَه ….
ولا يَجرؤ الحَرفُ
أن يَتمادَى في انفِلاتْ
لكُلِ شَئ ظَوابِطٌ
عَقاربُ السّاعةِ تَسيرُ
وفقَ نِظَامِها ….
لا تَتّعَدى الثّوانِي
دَقائقُها ….
ولا الدّقائقُ تَسبقُ
خُطوَة السّاعات .
هذه كانت قراءة سريعة لعالم شاعرتنا والروائية و الاكاديمية الأردنية د٠ سكينة يوسف مطارنة التي ترسم بالكلمات لوحاتها من وحي ثقافة عربية و غربية تجمع شتات الرؤى بين الأصالة و الحداثة تختصر متاهات الزمن من انطلاقة استثنائية تنبع من بريق الروح في نزعة استشراقية تعكس ملامحها السابحة تجاه الفلسفة التأملية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠