ببوح صامت

ببوح صامت
الشاعر نورالدين بنعيش 21/12/2022

******
سأطرح قصيدتي
وكل ما جاء فيها
هناك جانبا
لا أضمنها مني شيئا
ولا من خيالي…
للمصادفة أتركها
تنكتب وحدها
أسلمها كلوحة للزمان
لينقش كينونته عليها
فأقفل ذاهبا
إلى حيث مهجتي!
من أهل المكان
أتقرب…
أجاورهم…
أتبرك بهم
وببخورهم أتطهر
فأنزِع عنِّي جسدي
المصنوع من ندى الضباب
وأُلبِسني ثوب الرهبان
فأغدو راهبا
لا أطيق البقاء في
فراغي الروحي
ولا فراغي العاطفي
أفضل ديْري أقضي
كل وقتي فيه
زاهدا
متصوفا…
و الطواف حول الديار
أتطلع إلى نجمة
أخفاها عني جند السحاب
أبحث في كل خيمة
عمن نالت مني
بعد أن وهبتني في لحظة
زمنا أزليا
وكسرتْ في لحظة
وببضع كلمات
كل ماكنتُ أعتقده
حبا أبديا!
رحلتْ تاركة
مقلتيّ بغير سبات
فزادني رحيلها سقما…
لعلها تعلِّلنا بطيب ريقها
الممزوج بجنى النحل
فيهجع القلب الذي
صار بها ملهوجا
صبا
بصوت عال أصرخ
أصيح مخاطبا
صدى صوتها الباقي
في غلاف أثيري
أحادثه بكلام يأتي إليَّ
هي أعرف الناس به
أعتصر منه دمعا
منسكبا
أفاضه شلال الأحزان
المنهمر بداخلي
ساعة زحف مد
الذكريات…
فتذكرتُ كم مجلسا
ومجلسا كان مشحونا
بالاشتياق….
وشبق الحياة…؟
وكم كنتُ فيه وحدي
لاعبا ..؟
تمرست كثيرا في
ملاعب المتيمين
أعبث تارة فيها بالروح
وتارة بالراح
ثملا بالهوى
عن عالم وجودي
غائبا…
دون أن أدري
أن قدري كان يُكتب
بين قدح أفرغه
وقدح نفسه أملأه
وأن عشقي صار
وحشا مرعبا
يفترسني
كأنه يفترس نفسه
فتهت في كسوف أحلامي
أتأمل حالي نادبا…
حظي…
وحبي…
راكبا
أعناق الرياح
غاضبا
أفتش عن الغيب
ليغزل لي خيوطا
تربط قلبي بقلبي!
فأعود إلى معقل
هواي تائبا
لا معاتبا…!
أتبادل معه الابتسامات
كما لو كانت كل
بسمة مني
وكل همسة
اعتذارا في اعتذار…!
واعترافا صريحا
بأني كنت وقتها
مذنبا!
وأن الفؤاد كان
باذخا…
شامخا…
أخطأت وإياه في الحسابات
حتى وجدتني فجأة
عائدا بخفي حنين
خائبا.. !
قريبا من روحي
منها طالبا
أن تملأ كفيها برحيق
الزهور
وتغمض عينيها لتسمع
سكينتي متكلمة
ببوح صامت
عبره تبوح بنثر
يعشق الحب
ويظل بقوة الاستمرار
متعلقا بأجنحته
فيه راغبا…
الشاعر نورالدين بنعيش 21/12/2022