بقلم الصحفي/بدوي خضر
قبل أن نخوض في هذا الملف فقد لا يعرف الكثيرون اسماء اولاد الراحل اللواء عمر سليمان، ولكنهم يعرفون اللواء حسين كمال ،ويجيد لغة رجل عمل بالمخابرات المصرية لمدة ٣٠ عام، يتحدث بما يريد أن يتحدث به فقط ،ولكن علينا أن نجتهد في تحليل ما بين السطور، ونفتح خزينه الاسرار.
الرجل الدبلوماسي يتحدث كثيرا دون أن يقول شيئا، والرجل السياسي صوته عالي، ويتحدث كثيرا ،وقد ينجز أو لا ينجز، اما رجل المخابرات إنجازاته تبقى دفينة بين صدره.
يقوم اللواء حسين كمال مدير مكتب الراحل اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية بسرد موقفين لمعرفة شخصيته.
عمر سليمان…
كيف كان يحلل ،ويقرأ الأحداث ،والمشاهد ،ويحللها قبل أن تقع بفتره ،هذا لمن أراد معرفة الراحل اللواء عمر سليمان .
ونقول لمن أراد أن يشكك في قدرة عمر سليمان.
هو كان يحلل الأمور ،وقارئ جيد للمشهد السياسي، فكان يعلم كل كبيره وصغيرة ،ويعطي المعطيات بل البراهين، كان يعلم ما يدور في كواليس سد النهضة ،ولأن بصفته الشخصية، والمخابراتية كان مكروها من دولة إثيوبيا، وخاصه( آبي احمد) ،فكان محللا سياسيا جيدا.
فكان لابد من أن يكون هناك نبذه وجيزة عن (الراحل اللواء عمر سليمان).
كان مدير المخابرات المصرية ،وكان يعمل بالمخابرات الحربية في الفترة ما بين اغسطس٨٩ ،ثم تولي المخابرات العامة في آخر مارس٩١ ،وكان قارئ جيد للمشهد السياسي والمخابراتي، وهناك ادله قطعيه الثبوت والدلال.
المشهد الاول
سافر الراحل اللواء عمر سليمان، وكان برفقته اللواء حسين كمال إلي دولة الكويت ،وبعد وصوله طلب من مساعد رئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات الحربية الكويتية زيارة جزيرة (موبين) ،وهي تقع على الحدود الإيرانية الكويتية العراقية، فاستغرب مساعد رئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات الكويتية من طلب اللواء عمر سليمان من زيارة هذه الجزيرة بالذات، فقام بتجهيز السيارة، وركب اللواء عمر ،ومدير مكتبه ،ورئيس الاستخبارات الكويتي، وعندما وصلوا فقال “وصلنا إلى الجزيرة التي طلبتها “فرد عمر سليمان عليه ،وقال “لماذا لم تسألني عن زيارة هذه الجزيرة بالذات ” فقال له هذا كان سؤالي.
سأل عمر سليمان مدير الاستخبارات الكويتي من أين يأتي الخطر على الكويت؟
فنظر مدير الاستخبارات الكويتي نظره عميقه متعجبا الي اللواء عمر سليمان وقال له من ايران.
فكان الرد من عمر سليمان بكل وضوح بل من العراق ،ودارت الايام ،واحتلت العراق الكويت، وجاء رئيس المخابرات الكويتي إلي اللواء عمر سليمان في مكتبه ،وقال له بالحرف الواحد “الان فهمت لماذا احتلت العراق الكويت ، وليست إيران” وهذا مشهد واحد من بين مئات المشاهد.
فهل عمر سليمان كان يطعن في ثقة صدام حسين؟
بالطبع لا لأن عمر سليمان لديه من الشهامة ،والرجولة ،والمروءة ما يكفي أن لا يبيع أحد، ولكن هذا يعني مدى تحليله ،ورؤيته للأحداث التي كانت تحدث على الساحة العربية ،والأجنبية في تلك الفترة، وليست بالقليلة.
الموقف الثاني.
كيف كان الراحل اللواء عمر سليمان يحلل الأمور؟
سأل اللواء حسين كامل أثناء الثورة اللواء عمر سليمان “نفترض مثلا ان الاخوان (الجماعة المحظورة) وصلوا الي الحكم تعتقد هذه الجماعة كم تمكث في الحكم”؟
فكان الرد حتمي قاطع “هم لا يلبثوا الا سنه”.
فقال اللواء حسين كامل ،وكيف؟
فقال اللواء عمر سليمان” اللي جابوهم هم اللي ها يعزلوهم”، وهذا ليس تنبأ، ولكن كانت رؤيته للمشهد السياسي، والمخابراتي.
من خلال المشهدين يعطينا شخصية ( عمر سليمان مدير الَمخابرات المصرية).
وكما تقدم انني تحدثت ان اللواء عمر سليمان كان مكروها من إثيوبيا لأنه يعلم اللعبة.
وأن مصر كانت تمر ،وتعاني من أصعب فترات تاريخها الحاضر، والماضي عبر التاريخ فكان هناك تأمر سياسي، واقتصادي، واجتماعي، وأخلاقي .
فكل ما يتصوره الإنسان من مؤامرات بالداخل ،والخارج .
وهنا ظهرت مشكلة سد النهضة من أجل تركيع مصر،وازلالها، ولكن هيهات حينما اجتمع اردغان مع الرئيس الإيراني في إيران، وأرسلوا الي آبي احمد ليعطوه الضوء الأخضر لبناء سد النهضة ،هل فيه أكثر من ذلك مؤامرة؟
في ظل القيادة السياسية الحكيمة، والتي لا تخاف من اي تأثير أجنبي،ضرب الرئيس السيسي أروع ،واشجع المواقف حينما أرادت أمريكا ان لا تعطينا الطيران فعمل جاهدا على تعدد مصادر السلاح.
فإن كان ما يحكي بمصر لن ،ولم تشهده من تاريخ ٦٧ وحتى أزمه ٥٢ لن ولم تركع ،وذلك بسبب قيادتها الحكيمة.
السبب في دعم الصين ،وروسيا لسد النهضة ودول أخرى؟
هي زيادة الضغط على مصر ،ونقول أن مصر ستعيش أبيه مرفوعة الرأس ، وستعود أقوى َمن ما كانت عليه بمليون مره، رغم أنف الحاقدين.
عاشت مصر أبيه عزيزه بقيادتها، وشعبها.
رحم الله اللواء عمر سليمان ،وللحديث بقيه .