أخبار عاجلة

انواع النصوص

انواع النصوص

د.عبدالواحد الجاسم

( يمكن تقسيم النصوص الى ثلاثه اصناف)

1ــ نص جامد في ذاته، وهو الاساس الذي لا يقبل التحديد والتعريف ، اذ لا علاقة له بالادراك والذات العارفة، شبيه بما عليه الماهية من حيث هي هي، اذ لا علاقة لها بالوجود.

لذا فهو نص مجهول ثابت اذا حللته لاتخرج بنتيجه كما المثل القائل (فسر الماء بعد الجهد بالماء ).

2ــ نص يقوم على اعتبارات الادراك والذات العارفة، وهو المعبر عنه بالاشارة على اقسامها الثلاثة:

الاستظهار
التأويل
الاستبطان

الاشارة بهذا الاعتبار ينشأ عن امرين، هما:

النص المجهول

ذات القارئ

والاشارة بهذا الاعتبار هي نوع من القراءة والفهم، نطلق عليها القراءة الاولى او الاشاريةوفيه بعض الغموض رغم جهد القارئ.

3ـ نص يتحدد بقراءته لنص الإشارة، وهو ما نطلق عليه نص الايضاح باقسامه الثلاثة: الاستظهار
والتأويل
والاستبطان.
وهو بالتالي يعتمد على كل من ذات القارئ والنص المجهول. ومن حيث الدقة انه يعتمد على كل من ذات القارئ والاشارة، والاشارة بدورها تعتمد على النص المجهول وذات القارئ. فهنا في الايضاح تحديداً يصبح العنصر الاخير ذات القارئ هو الجهد المضاعف والمعول عليه في ايضاح النص .

* (((تصنيف النصوص في البحث بين التفسير والتأؤيل )))

تصنف العلوم الطبيعية ضمن مجال البحث الابستمولوجي لدقتها وانضباط مفاهيمها بأنها علوم يحكمها التطور والتجديد والاكتشافات الحديثه وغير قابله للتأويل .

في حين تصنف العلوم النصية، وأحياناً العلوم الإنسانية كالذي يراه (دلتاي)، ضمن مجال البحث الهرمنوطيقي لخلوها من الدقة والضبط المعرفي مقارنة بالعلوم الطبيعيه .

ويعبّر عن الأولى بالتفسير، وعن الثانية بالتأويل، ولكل منهما دلالته الخاصة بالإيحاء حول المنتج إن كان يتطلع إلى الانغلاق في الكشف الموضوعي كما في الأولى، أم الإنفتاح في الكشف الذاتي كما في الثانية.

لكن هذا التصنيف والمقارنة قد ينقلبان عندما نقوم بتطبيق البحث الهرمنوطيقي (البحث الديني ) على العلوم الدقيقة كما يشهد عليه بحث علم الفيزياء، وهو من أهم العلوم الطبيعية وأعظمها تطوراً وتكاملاً.
ومثل ذلك عند تطبيق البحث الابستمولوجي على العلوم المعتبرة ضمن نظام التصنيف الهرمنوطيقي كقراءة النصوص والفهم الدينيً.

*(((خلاف الفلاسفه حول النص )))

إن الخلاف الحاصل في نظريات التأويل والقراءة حول منح الدور الاعظم للموجهات الذاتية للقارئ مقابل الموجهات الموضوعية للنص، او العكس

مشابه تماما الخلاف المنهجي لدى العلم الحديث بين النظامين العلميين الافتراضي والاجرائي.

حيث الحوار الذي جرى بين (وليام هويويل وجون ستيوات مل) خلال القرن الثامن عشر، وذلك قبل ان تتكشف ثمار النظام الافتراضي ودواعيه ابان القرن العشرين.
فقد تعلق النزاع بينهما حول طبيعة المفاهيم والنتائج المستخلصة من المنهج العلمي.

وكان ستيوارت مل يعتقد ان النتائج العلمية إنما تعبّر عن مفاهيم مستنسخة من الواقع، أو أنها تمتاز بالمطابقة معه، وفاقاً مع رؤية بيكون وخالفه في ذلك وليام هويويل الذي رأى ان القوانين العلمية عبارة عن افرازات ذهنية بما يتسق مع الرؤية الديكارتية.
فهذا النزاع يشابه ما يجري من خلاف لدى التأويلات السيميائية بين اولئك الذين يراهنون على الموجهات الذاتية للقارئ مثلما هو الحال لدى الاتجاهين النقائضي (التفكيكي) والبراجماتي، وبين الذين يلتزمون بسلطة الموجهات الموضوعية للنص، كالذي يدعو اليه المفكر الايطالي إيكو.

*(((العجز في فهم النص )))

ان القراءة التي تلتزم بالحد الادنى الافقي دون التركيز بالمعنى يمكن ان تكون( ساذجة فعلاً فيما لو كانت تنطلق من منطلق غير واع او علمي).
اما لو كانت مبنية على الخزين المعرفي والوعي النقدي لنافست بذلك نهج القراءة التي تعول على الحد الاقصى العمودي.

فهي لا ينقصها الوعي والمعرفة، ولو شاءت ان تدلو بدلوها لسهل عليها ذلك مثلما تفعل القراءة الاخرى، لكن ايمانها بخطأ الاخيرة يمنعها من فعل ذلك.

ويشابه هذا النهج مذهب العلماء الذين توصلوا الى انسداد الباب العلمي او الطريق الى العلم ضمن ما يعرف باصحاب دليل الانسداد، فهم قد انتهوا الى هذه النتيجة من منطلق الوعي والاجتهاد وليس الغفلة والجهل.
فلديهم ملكة الاجتهاد ما لدى غيرهم، بمعنى انهم لا يختلفون عن سائر الفقهاء ممن عارضوهم حول انغلاق الباب والطريق الى الاحكام، لكنهم اعتبروا القول بانفتاح الطريق الى الاحكام هو من الاوهام.

وبلا شك ان هذا النهج يختلف جذراً عن الرؤية العامية الساذجة عندما تعترف بان الطريق الى ادلة الاحكام بالنسبة لها هو طريق مسدود، فالانسداد بالنسبة لها يأتي من الناحية الذاتية لا الموضوعية، باعتبارها ضيقة الافق معرفياً، خلافاً للاتجاه الاجتهادي الذي يتصف بسعة المعرفة والوعي النقدي، فمع انه يصل الى ذات المرمى من انسداد الطريق، لكن انسداده قائم على الجانب الموضوعي لا الذاتي، بمعنى ان هناك مبررات موضوعية تقتضي هذا الانسداد، ولا علاقة لذلك بالقصور المعرفي كما هو لدى عامة الناس.

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …