انفلات السيطرة على السد الإثيوبى… ومؤشرات طبيعية تفتح باب الأمل فى مشروع مائى مصرى جديد
كتب/ أيمن بحر
فى تطور يثير القلق ويستدعي التوقف تناقلت بعض الأخبار ومقاطع الفيديو غير المؤكدة بعد عن اندفاع كميات ضخمة من المياه بعد امتلاء منخفضات توشكى بالكامل ما أدى إلى فيضانها وتوجه المياه شمالًا لمسافة تُقدر بنحو 170 كيلومترًا فى اتجاه منطقة الواحات عبر مسار طبيعى خالٍ من التجمعات السكانية.
وبحسب ما تم تداوله فقد رسمت المياه بنفسها مسارًا جديدًا عبر الصحراء وهو ما يمكن اعتباره مؤشر خير ومصدرًا لإلهام فكرة مشروع مائى تنموى جديد، يستفيد من هذا الانحدار الطبيعى نحو الشمال بما يخدم رؤية مصر فى تعظيم الاستفادة من مواردها المائية وتوسيع الرقعة العمرانية فى الجنوب.
وفى ضوء هذا المشهد يرى خبراء أن هذه الظاهرة إن صحت يمكن أن تُشكل فرصة استراتيجية لإعادة التفكير فى توجيه الفائض المائى الناتج عن تلك الاندفاعات نحو منخفض القطارة وهو ما قد يفتح الباب أمام مشروع تنموي ضخم يحقق توازنًا بيئيًا وتنمية زراعية وصناعية جديدة فى مناطق لم تكن مأهولة من قبل.
لكن فى المقابل فإن الأنباء عن فقدان السيطرة على سد النهضة الإثيوبى تثير تساؤلات عميقة حول مدى الأمان المائى فى المنطقة وما إذا كانت هذه التطورات مقدمة لمخاطر غير مقدّرة بعد، خصوصًا فى ظل غياب الشفافية الإثيوبية بشأن كميات المياه المخزنة وإجراءات الأمان المتبعة.
إن السيطرة على السد الإثيوبى باتت وفق المؤشرات المتداولة منفلتة وهو ما يجعل العواقب المحتملة غير محسوبة بدقة. غير أن رحمة الله سبحانه وتعالى، كما يؤكد الواقع مرارًا تتجلى فى أصعب الأزمات فربما تكون هذه الظاهرة الطبيعية رسالة رحمة وفرصة استثنائية لمصر لبدء محور مائي للتنمية في الجنوب يربط بين منخفضات توشكى وامتدادها نحو الشمال ويُسهم فى مشروعات الاستصلاح والتعمير.
إن مصر، التي عرفت دائمًا كيف تواجه الأخطار قادرة على تحويل الأزمات إلى إنجازات. فشعبها لا يعرف الاستسلام ومؤسساتها تعمل بعزيمة لا تلين وثقة الجميع أن المولى عز وجل سينجى هذا الوطن كما أنجاه فى كل المحن السابقة.
تحليل: انعكاسات محتملة على الأمن المائى المصرى
يرى المراقبون أن ما يحدث — سواء كان نتيجة طبيعية أو بفعل فقدان السيطرة على السد الإثيوبى — يستدعى تحركا علميًا واستراتيجيًا عاجلًا من الجهات المختصة، لرصد تدفق المياه ودراسة المسارات الجديدة التي تشكلت طبيعيًا. فهذه الظواهر قد تعيد رسم خريطة المياه الجوفية والتصريف السطحي فى جنوب مصر.
كما أن إنشاء محور مائى جديد بالاعتماد على الانحدار الطبيعى للصحراء نحو الشمال يمكن أن يفتح الباب أمام مشروعات تنمية متكاملة فى مجالات الزراعة والطاقة والنقل تسهم فى تعويض أى نقص محتمل فى حصص مياه النيل مستقبلًا.
وفى الوقت نفسه، يجب التعامل مع الأنباء الواردة عن السد الإثيوبي بحذر علمي، ففقدان السيطرة الكاملة عليه — إن ثبت — قد يشكل تهديدًا وجوديًا لدول المصب، مما يتطلب تعزيز منظومات الإنذار المبكر والمراقبة المستمرة لتدفقات المياه على الحدود الجنوبية.
دعوة للتحقق والمتابعة الميدانية
ختامًا، فإن ما بين القلق المشروع والفرصة الواعدة يقف الوطن بحاجة إلى تحرك عاجل من الجهات المعنية سواء وزارة الموارد المائية والرى أو المراكز البحثية المختصة للتحقق من صحة ما يتم تداوله ميدانيًا ورصد الظواهر بدقة علمية.
فالتحقق من هذه التطورات لا يضمن فقط سلامة الأمن المائى المصرى بل قد يفتح الباب أمام مشروع قومى جديد يضيف إلى مسيرة التنمية والتعمير التى تشهدها الدولة المصرية فى عهدها الحديث