جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 
انسحاب إيراني مفاجئ من اتفاق القاهرة وتوتر متصاعد مع وكالة الطاقة الذرية
كتب/ أيمن بحر
فى خطوة قلبت موازين المشهد الإقليمى أعلنت إيران إلغاء اتفاق القاهرة الذى أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك بعد إخطار رسمي وجهته وزارة الخارجية الإيرانية لمدير عام الوكالة رافائيل غروسى حيث اعتبرت طهران أن قرار مجلس الحكام الأخير ضدها يمثل وصاية مباشرة على الدولة الإيرانية ويمس أمنها القومى
وأوضح المتحدث باسم لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيرانى إبراهيم رضائى أن بلاده ترى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة ألحقت ضررا بمصالحها وطالب بموقف قوى فى مواجهة ما وصفه بالتهديدات والابتزاز موجها الاتهام للغرب بمحاولة فرض ضغوط تتعلق بملفها النـ ووى
وكان اتفاق القاهرة الموقع فى التاسع من سبتمبر الماضي قد مثّل نقطة انفراج مؤقت بين طهران والوكالة بعد تفاهمات رعتها مصر وأقرت آليات للتعاون الفني وإعادة عمليات التفتيش داخل المنشآت النـووية الإيرانية غير أن التطورات الأخيرة نسفت هذا التفاهم تماما بعدما تبنى مجلس المحافظين قرارا يدعو إيران إلى تعاون كامل وفورى وتقديم بيانات دقيقة بشأن مخزون اليورانيوم عالى التخصيب إضافة إلى السماح بدخول المفتشين إلى مواقع حساسة وهو ما رفضته إيران جملة وتفصيلا
ورغم أن الأسباب المعلنة تركز على اعتراض طهران على قرار المجلس إلا أن تقارير إعلامية ألمحت إلى وجود عوامل أخرى دفعت إيران للانسحاب من بينها ملفات أمنية تتعلق بنشاطات إيرانية داخل دول غربية واتهامات لتحركات استخباراتية أشعلت خلافات مع أوروبا وأثرت أيضا على العلاقة مع القاهرة كما تحدثت تحليلات عن ضغوط مرتبطة بالدور الإيراني في الساحة السودانية وما يثار حول دعم تنظيمات جهادية عبر إمدادات سـلاحية مصدرها طهران
ويمتد تأثير القرار إلى الدور المصري الذي بذل جهدا كبيرا لصياغة اتفاق القاهرة حيث من المتوقع أن تعيد القاهرة تقييم المشهد قبل استئناف دورها كوسيط بين إيران والوكالة خاصة في ظل انتظار ردود الفعل الدولية على الخطوة الإيرانية المفاجئة ومع ذلك أكدت الخارجية المصرية استمرار العمل من أجل الحفاظ على منظومة عدم الانتشار وتعزيز الأمن الدولي مع التأكيد على أهمية الحوار متعدد الأطراف
ويرى محللون أن استعادة الوساطة المصرية مجددا سيكون مرهونا بوجود إرادة سياسية واضحة من الجانبين الإيرانى والغربى لإحياء مسار تفاوضى جديد ووضع أسس تضمن عدم تكرار التعثر وأن يشمل ذلك تفاهما صريحا مع إيران بشأن وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول عبر ملفات أمنية حساسة
ويعتبر مراقبون أن إلغاء اتفاق القاهرة يمثل خسارة جديدة لإيران التي تجد نفسها أمام تصاعد غير مسبوق فى التوتر الإقليمى خاصة بعد الضربات التى استهدفت حلفاءها في لبنان واليمن وغزة وتزايد التحريض الإسـرائيـلى ضدها ما يجعل المنطقة على حافة انفجار قد يتحول إلى مواجهة واسعة فى أى لحظة
