مني مصطفي
(انت زعلانه ليه هو أنا حارمك من حاجة ، أنا عمري قصرت في أكل ولا شرب )هذه الجملة يرددها الكثير من الأزواج عندما تشتكى زوجانهم من سوء المعاملة اوالتجاهل , فيكون رده متعجبا
.
في ستينات القرن الماضي الدكتور “هاري هارلو” عمل تجربة نفسية بشعة جدا علشان يوصل لإجابة السؤال الأبدي هل الأكل والشرب يُغني عن الحاجة للعاطفة والرفق ولا لأ .
التجربة كانت إنه بياخد قرد حديث الولادة ويحطه في قفص فيه هيكلين لقردة ، الهيكل الأول في جزء شبيه بصدر الأم بس باقي الجسم معدن وجاف وقاسي جدا ، والهيكل الثاني كان لقردة ماعندهاش طعام للقرد المولود بس جسمها كان مريح ودافيء ، وساب القرد الصغير وبدأ يتابع النتيجة .
.
إللي حصل إنه لاحظ ان القرد الصغير, كان بيقرب بحذر جدا من الهيكل إللي فيه اللبن ويشرب لحد ما يرتوي , وبعدها يبعد عنه ويروح ينام في حضن الهيكل الدافيء المريح ,,, واستمر على كدة لفترات طويلة
.
الجزء التاني من الاختبار هو معرفة ” هل الكائن المُطعم هو ممثل الأمان والحماية للقرد الصغير ولا الكائن إللي بيمثل الدفيء والرفق”؟
.وعشان يتوصل الطبيب “هاري هارلو” الى اجابة هذا التساؤل ، دخل هيكل شكله مخيف جدا وبيتحرك للقفص وبدأ يراقب القرد هايتصرف ازاي.
المفاجأة إن القرد الصغير هرب بسرعة ناحية الهيكل إللي بيمثله الدفيء والراحة علشان يحتمي بيه ، ولم يهرب الى الهيكل إللي بيقدمله الطعام !
ومع تكرار التجربة كانت دايما بتظهر نفس النتيجة لحد ما تم وقف التجربة لوحشيتها .
وبعبدا عن تجربة الدكتور “هاري هارلو” نجد ان وصايا النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة ، كانت كلماتها بديعة وتحوى مضمانين نفسية ومعنوية كبيرة جدا منها :
” رفقا بالقوارير” ,,, ” اتقوا الله في النساء” ,,, “استوصوا بالنساء خيرًا”
“إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله”
“خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”
فلو دققت لوجدت أن معظم وصايا الرسول بالنساء تدور حول الاعتناء بالجانب النفسي قبل الجسدي
أما الإطعام نفسه فلا يحق لك المن به لأن من أساسيات واجبك والواجب لا يُتفضل به !
وإنفاقك على زوجتك حتى تستقر الحياة له عدة أوجه ، انفاق المال , انفاق الحنان , وانفاق الرعاية والاحتواء
فلو نقص جانب منهم حدث خلل في علاقتك بزوجتك ، قد يؤدى الى عوافب وخيمة