أخبار عاجلة
     انتهاء عصر الدولار
     انتهاء عصر الدولار

             انتهاء عصر الدولار

     

    بقلم:       محمد نصار

     

سنة1944  واثناء الحرب #العالمية #الثانية لاح انتصار الحلفاء في الحرب و في منطقة نيوهامبشير بواشنطون الولايات المتحدة الامريكية عقد مؤتمر #بريتون #وودز والذي يضم 44 دولة وقد حضر 730 فردا هذا المؤتمر وكان الهدف المعلن لهذه الاتفاقيةهو استقرار الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية من خلال تثبيت اسعار صرف العملات امام #الدولار مقابل ربط الدولار بالذهب ليتحول الدولار من عملة مستخدمة بالولايات المتحدة فقط الي عملة احتياطات دولية .

وقد ربطت قيمة عملات الدول بالدولار الامريكي المربوط اصلا بالذهب فيما عرف بقاعدة #الصرف #بالدولار #الذهبي وحددت سعر الدولار بمقدار 0.88671جرام من #الذهب الصافي واصبح السعر الثابت للاوقية ( الاونصة) من الذهب 35 دولار ووعدت الولايات المتحدة بموجب هذه الاتفاقية بتحويل اي دولار تحصل عليه البنوك المركزية في البلدان الاخري الي ذهب .واستمر هذا النظام النقدي العالمي من منتصف الاربعينيات  من القرن العشرين حتي عام 1971 .

ورغم مشاركة الاتحاد السوفياتي في أعمال المؤتمر ومناقشاته فإنه لم ينضم إلى عضوية #صندوق #النقد #الدولي لأنه رأى فيه هيمنة واضحة للاقتصاد الأميركي على النظام المقترح

ويعود الفضل في اتفاقية برايتون وودز الي شخصين مؤثرين هما :-

  • الاقتصادي الانجليزي الشهير جون ماينارد كينز(keynes ) الذي دعا الي انشاء #بنك #مركزي عالمي واقترح اسم اتحاد المقاصة ( clearing union) كما نادي لاصدار عملة احتياطية دولية باسم البانكور( Banco )
  • والشخص الاخر هو كبير الاقتصاديين في وزارة #الخزانة #الامريكية هاري ديكستر وايت ( Harry dexter ) والذي طالب بتاسيس صندوق اقراض لمساعدة الدول يكون للولايات المتحدة دور بارز به بدلا من اصدار عملة احتياطية عالمية جديدة

 وكان من اهم نتائج هذه الاتفاقية :

  • تاسيس صندوق النقد الدولي ( IMF) والذي بدا عمله عام 1945ويضم 190 دولة والاهدف مراقبة اسعار صرف العملات ومنح القروض
  • تاسيس البنك الدولي(ًWB) وبدانشاطة في اعمار اوروبا بعدالحرب العالمية الثانية
  • توقيع الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة والشهيرة باسم جات ( Gatt) عام 1947
  • لعب صندوق النقد والبنك الدولي دورا هاما في اعادة اعمار اوروبا بعدالحرب العالمية الثانية .

وقد ساهمت خطة #مارشال #الشهيرة عام 1948 لاعادة اعمار اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لاعتماد الدولار كعملة دولية حيث قدمت الولايات المتحدة بموجب هذه الخطة مساعدات مالية لاوروبا المتضررة من الحرب مساعدات وصلت الي 17 مليار دولار علي مدار 4 سنوات 

ولكن في عام 1971 اعلن الرئيس الامريكي #ريتشارد #نيكسون تعليقا مؤقتا لقابلية تحويل الدولار الي ذهب وفك الارتباط بينهما وترك العملة الامريكية للسعر الذي تستحقة بالفعل في السوق وجاء ذلك نتيجة لتراجع المعروض من الذهب في الولايات المتحدة وقد عرف هذا الحدث بصدمة نيكسون

وفي عام 1973 انهار نظام بريتون وودز تماما واصبح للدول مطلق الحرية بتعويم عملاتها وتحديد قيمتها من خلال حجمها في السوق العالمية والمقارنة بعملة بلد اخري او بسلة عملات

وفي الاونة الاخيرة وبالتحديد بعد قيام الولايات المتحدة باستخدام الدولار كسلاح سياسي لمعاقبة روسيا ابان غزوها لاوكرانيا ومصادرة الارصدة الروسية التي تصل الي 600 مليار دولار و وكذلك بعد ان ارتفعت قيمة الدولار امام العملات الاخري بقوة خلال عام 2023 ظهرت دعوات لانهاء هيمنة الدولار علي الاقتصاد العالمي ومن ضمن هذه المحاولات : –

تكتل دول بريكس :

  • والذي يضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا يتحرك بقوة للتخلص من الدولار في تعاملاته التجارية وبالفعل بدات الصين والهند وروسيا لتسوية معاملاتها التجارية بعملاتها الخاصة
  • كما تدرس السعودية بيع النفط للصين باليوان ودعت البرازيل صراحة لانهاء التداول بالدولار بين اعضاء بريكس
  • وتسعي الصين لبناء اليوان كعملة دولية عالمية
  • واطلقت روسيا نظام للدفع الدولي يسمي ( مير ) لحظر تعاملاتها علي نظام سويفت ويستخدم نظام مير 10 دول من بينها مصر .

ونتيجة لهذه المحاولات يتوقع بعض الاقتصاديين والخبراء الماليين بداية انتهاء هيمنة الدولار كعملة دولية في السنوات القادمة

ولكن حدوث هذه النتيجة امر سابق لاوانه في الوقت الراهن  وذلك لان :

  • 85% من جميع معاملات الصرف الاجنبي تتم بعملة الدولار
  • 60% من جميع احتياطيات العملات الاجنبية بالبنوك المركزية في العالم بالدولار
  • 100% تقريبا من عمليات تجارة النفط في العالم تتم بالدولار

هل يرث اليوان الصيني الدولار كعملة دولية؟

يعتقد بعض الناس ان #اليوان #الصيني سوف يرث الدولار الامريكي قريبا في المعاملات الدولية ولكن يري خبراء الاقتصاد ان اليوان الصيني يحتاج الي سنوات طويلة حتي يستطيع منافسة الدولار الامريكي واعتمادة كعملة دولة وذلك لان الدول التي تحتفظ باليوان الصيني كعملة احتياط قليلة جدا لا تمثل سوي 5% فقط من الاحتياطات الاجنبية في البنوك المركزية العالمية وتم هذا فقط بداية من عام 2022 بالاضافة ان اليوان لا يتمتع بالمرونة او الحرية في التحويل كما ان سوق ديونه ليست عميقة ولا يتمتع بالسيولة الكافية لتحدي عملات دولية اخري مثل الين الياباني مثلا او اليورو فما بالك بالدولار وللعلم ان اكبر احتياطي دولاري في العالم تمتلكه دولة الصين والذي يقدر بما يزيد عن 3 تريليون دولار امريكي بل انه يفوق الاحتياطي الدولاري للولايات المتحدة نفسها .

وبحسب بيانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي : فأن اكبر حاملي الديون هم المستثمرين الامريكيون وخاصة المستثمرين والبنوك وصناديق التقاعد وليس كما يعتقد البعض ان الديون الامريكية مملوكة للاجانب وخاصة الصينين فيمتلك الاجانب ثلث الديون الامريكية فقط والمتمثلة في سندات الخزانة الامريكية والصين هي ثاني اكبر مالك اجنبي لسندات الخزانة الامريكية حيث تمتلك 3% من اجمالي سندات الخزانة الامريكية وتعتبر ثاني اكبر مالك اجنبي لسندات الخزانةالامريكية

وبحسب دراسة لشركة ابحاث السوق بزنس ريسيرش انسايتس بلغ حجم سوق النفط الخام العالمي ما يزيد عن 2 تريليون دولار عام 2022 وبلغ حجم التجارة العالمية في نفس العام 25 تريليون دولار طبقا لتقديرات منظمة التجارة العالمية مما يعني ان سوق النفط الخام يمثل 11 % من اجمالي حجم التجارة العالمية حيث من المعلوم ان ما يزيد عن 80% من المعاملات النفطية تتم بالدولار فيما عرف بالبترودولار

ولكن ليس النفط فقط ما يعطي للدولار القوة والدعم والثقة ولكن اكبر مساهم في دعم الدولار اليوم هو الدين وليس النفط فعلي سبيل المثال اذا ارادت دولة ما ان تعطي قروضا لدولة اخري فغالبا ستكون هذه القروض بالدولار لان هذا يسمح بالوصول الي قاعدة اوسع من المستثمرين وسوق اكثر سيولة بعكس اعطاء قروض باليوان الصيني الذي سيقلل من حجم قاعدة المستثمرين المستهدفين بشكل كبير بناء عليه عملة الدولار هي العملة الاكثر قبولا في العالم في الوقت الحالي اذ يتم قبولها في التجارة والاستثمار والديون الخارجية بالاضافة الي تراكم الدولار كأحتياطي في البنوك المركزية حول العالم

واخيرا …………………..

نحن نتفق مع الراي القائل ان هناك تحرك عالمي للابتعاد عن الدولاركعملة دولية ولكن هذا الامر يحتاج الي سنوات وسنوات

 لذا ننصح المستثمرين في العملات بالتأني والحذر من الاستثمار في عملات اخري

                                                                                

شاهد أيضاً

زيارة السيد جمال جابون لمصر رئيس اتحاد رجال الأعمال الصناعيين والمستثمرين باسطنبول

  كتب:عمرو مصباح السيد جمال جابون رئيس اتحاد رجال الأعمال الصناعيين والمستثمرين باسطنبول يقوم بزيارة …