اليوم الدولي للسلام… فرصة إنسانية تتجدد كل عام

بقلم: أيمن بحر
في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام، تتجه أنظار العالم نحو يوم مختلف؛ يوم يحمل في طياته ما يحتاجه البشر أكثر من أي وقت مضى: السلام.
إنه اليوم الدولي للسلام، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة كي يكون مناسبة سنوية لتجديد الالتزام العالمي بالسلام، وتأكيد أن الأمل لا يزال ممكنًا، مهما بلغت الأزمات من عمق، والخلافات من اتساع.
لا يُعد هذا اليوم مجرد شعار أو مناسبة بروتوكولية، بل هو دعوة حقيقية لتجاوز الصراعات والنزاعات، سواء كانت سياسية أو دينية أو ثقافية أو اجتماعية. إنه نداء موجه إلى كل فرد، وكل أمة، وكل حكومة: “دعونا نمنح السلام فرصة.”
بناء ثقافة السلام
إن ثقافة السلام لا تُبنى بالخطب فقط، بل بالفعل. تبدأ من التعليم الذي يزرع في الأطفال قيم التسامح وقبول الآخر، وتمتد إلى السياسات التي ترفض لغة العنف وتؤمن بالحوار. فالعالم لا يحتاج مزيدًا من الجدران، بل المزيد من الجسور.
وفي ظل ما نشهده اليوم من توترات دولية، وحروب أهلية، وانتشار لخطابات الكراهية، يصبح اليوم الدولي للسلام ليس مجرد تذكرة، بل إنذارًا. فإما أن نُعيد النظر في طرقنا، أو ندفع الثمن جميعًا.
مسؤولية مشتركة
السلام ليس مسؤولية الحكومات فقط، بل هو مسؤولية كل إنسان. كل كلمة نكتبها، كل منشور نشاركه، كل حوار نخوضه… يمكن أن يكون لبنة في بناء السلام أو معولًا لهدمه.
إن الإعلام – وهو المجال الذي أنتمي إليه – يحمل عبئًا مضاعفًا، فهو صوت الناس ومرآة الواقع، ويملك القدرة على التهدئة أو التصعيد. ومن هنا، فإن واجبنا كصحفيين أن ننحاز للسلام، لا للطرف الأقوى.
في الختام…
قد لا ننجح في إنهاء كل الحروب، ولا في إسكات كل البنادق، لكننا بالتأكيد قادرون على زرع بذور السلام في عقول الأجيال القادمة. فلنُحسن الزرع، عسى أن يحصد أبناؤنا عالمًا أقل عنفًا، وأكثر عدلًا وإنسانية.
ولنتذكر دائمًا أن السلام لا يعني غياب الحرب فقط، بل حضور العدالة، والمساواة، والكرامة الإنسانية.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 