الوطن الأكبر في رمضان بالمنصورية بأسوان

قلم الشريف_ أحمدعبدالدايم
شهر رمضان المبارك له فرحة خاصة عند الاطفال والشباب كما له نفحات روحانية جميلة فى شتى بقاع المعمورة مصر ليس فى المدن فحسب بل فى كل قرى مصر تجد كل بلدة لها طقوس خاصة بها تحتفل بهذا الشهر الكريم على طريقتها واليوم نأخذ إحدى قرى مصر المحروسة (المنصورية) التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان وقد رصدت الجريدة الوطن الأكبر مع أحد المقمين بالقرية محمد محمود صالح الشهير بـ(المعلم حمادة) بعد دعوته لنا والاستقبال الحار فى منزله الكائن بنجع أم حامض بقرية المنصورية ، وهو أحد شباب قرية المنصورية حيث يعمل فى تجارة المواشي و الموالح (المانجو وايضاً فى بيع ثمار النخيل) ، حيث وصف لنا العادات في هذا الشهر الكريم -:
لنا هنا عادات وتقاليد خاصة مختلفة عن باقى مدن مصر في شهر رمضان، قبل الافطار نأخذ التمور والعصائر ونقف فى طريق المارة لتوزيع النفحات عليهم للافطار لنبتغي إفطار صائم، ثم الدخول إلى مسجد القرية لصلاة المغرب والعودة مُسرعاً لتناول الافطار مع العائلة، وبعد أداء صلاة التراويح نجتمع مع الأهل والأقارب للتسامر وتناول بعض العصائر والمشروبات الساخنة.
و سؤالنا : هل شهر رمضان له من الاطعمة المميزة الخاصة في قريتكم؟: أجاب المعلم حمادة.
نعم لنا فى شهر رمضان العديد من المشروبات مثل الأباريِقْ وهو المشروب المتميز الذى يمنع العطش أثناء نهار رمضان، وهناك أيضاً نوع من الخبز تصنعه النساء فى نهار رمضان يختلف إسمه من قرية لأخرى منهم من يُطلق عليه (سناسنْ – ومنهم من يطلق عليه اسم كِسرةْ “بكسر حرف الكاف” – ومنهم من يُعرف لديهم باسم خمَّريد) .
ولكن بعد الإفطار تتجمع النساء أيضاً للتسامر، وكذا يقوم الأطفال بحمل الفوانيس والاحتفال خلال ليالى رمضان فى الشوارع الداخلية للمناطق والأحياء السكنية.
وعن بعض تفاصيل عادات فى الشهر الكريم، هو تبدأ النساء التجهيزات للأسرة بأيام طويلة، وكعادتنا تقوم المرأة بإعداد ” خبز الأباريِقْ ” وهو يُضاف على عصير الليمون ليكون المشروب الأساسى والرسمى لكل أهل المنصورية فى مختلف بقاع مصر.
وكيف يتم صناعة خبز الأباريِقْ:
قال المعلم محمد محمود: يُصنع الأبريِقْ أو (الأباريق) من خبز رقيق جداً يُخبز على “دوكة من الحديد” وبعد ذلك يتم تكسيره ثم يوضع فى كراتين حتى يتم استخدامه يومياً مع الليمون وتقديمه مشروب على الافطار، وكما أشار إلى أن يوجد مشروب آخر مُفضل لدىنا هو عصير الدوم وعصير الكركديه، فلا يتخيل رمضان لدينا بدونهما ذلك المشروب الطبيعى الذى ارتبطنا به منذ القدم، ونفضل الكركديه الأسواني عن غيره، لأنه هو أجود الأنواع، حيث تقوم سيدة المنزل بغلى أوراق الكركديه ثم تصفيتها ووضعها فى المبرد حتى يُقدم مع وجبة الإفطارأيضاً ، وفى كثير من الأحيان تقوم بخلط مشروب التمر بالكركديه ليعطي مذاقاً أفضل.
وفى نفس السياق ذهبنا بدعوة خاصة إلينا من المعلم أحمد حامد نور الشهير بـ (الفشني) وهو يُعدْ من أحد كبار تُجّار المواشي والموالح في قنا وأسوان (المانجو والموالح وايضاً تجارة كافة ثمار النخيل).
حيث تم الاستفسار منه عن ما هي عاداتكم في قريتكم المنصورية أخي الكريم:
أجاب إن عادات قرية المنصورية وتقاليدها واحدة لدى كل أبناء المنصورية سواءاً كان يسكن في أسوان أو خارجها كالقاهرة أو الاسكندرية أو أي مدينة أخرى، لكن من الممكن تجد إضافات بسيطة، فالإفطار هنا في قريتنا الأكثر ما يكون جماعياً وأيضاً هناك الكثير الذين يقيمون موائد للرحمن فى الشوارع وعلى الطرق لإستقبال لكل من يأتى متأخراً من عمله أثناء الإفطار، وهناك مشروبات مشهورة يتم تقديمها فى الإفطار والسحور.
وفي نهاية جولتنا تقابلنا مع أحد المقيمين الحاج/محمد سيد عبدالكريم المُلقب بـ سيد كُريّم أو بـ أبو ياسر من سُكان بلدة المنصورية (بنجع الدوداب)
قال أكثر ما يشتغل أهل القرية بالزراعة والتجارة، ومنهم من يعمل في بعض الوظائف الحكومية، وكما اورد لنا بأن قرية المنصورية تقع غرب كوم أمبو وشرق بنبان وشمال أسوان وجنوب منيحة وهي تتبع لمركز دراو ، مساحتها 800 فدان يعيش على أرضها أكثر من 18 ألف مواطن يعتمدون على محصول البلح والمانجو وهى محاصيل موسمية، والصيد أيضاً كونها جزيرة وسط النيل، وهى قرية تحتفظ بكثير من العادات والتقاليد القديمة ولكونها جزيرة تمتاز بالحفاظ على عاداتها والتقاليد لديها، ويخرج سكانها احتفالاً بهذا الشهر الكريم كل ليلة من ليالى رمضان للتزاور وخاصةً بعد صلاة التراويح.
وماهي بعض عادات الافطار في شهر رمضان بالقرية:
قال أنه مع حلول أذان المغرب يبدأ الرجال والصبية فى التدافع إلى المساجد، حاملين المياه والبلح (التمر) والعصائر ليفطروا سوياً فى مسجد كل نجع على حدة، ثم يعودون مرة أخرى ليجدوا مائدة المأكولات جاهزة.
وما هي أشهر المأكولات لديكم ؟:
أحياناً يتم تقديم الويكة المفروكة وهى بامية خضراء يتم فركها بألة تُسمى بـ آلة تُسمى المُفراك وأيضأ الملوخية المفروكة.
ومكونات ” الأباريِقْ ” وهو مشروب قديم يُصنع من الذرة مع الخميرة ويترك لمدة يومين ويفرد على الساجة، والنساء تحرص على تجهيزه قبل حلول شهر رمضان بنحو شهر أو أكثر، ويصب مع الماء أو الليمون، وأيضاً تناول مشروب التمر المنقوع فى المياه أو “الخُشاف” وهو التمر المنقوع بالحليب.
وماذا عن فتّة السناسن لديكم ..؟.
أما فتة السناسن أو السِنسان”، وهى عبارة عن ملوخية أو ويكة مفروكة توضع على هذا الخُبز المصنوع على “الدوكة” وهى صاج حديدى يأخذ الشكل الدائرى، ويُقطع إلى قطع متوسطة وتوضع فى إناء كبير وعميق ثم يصب فوقه الملوخية أو الويكة الخضراء، لأن هذه الوجبه تكون خفيفة على المعدة وسهلة الهضم، وكما يُفضل أكلها الصغار وكبار السن.
وماذا عن بهجة شهر رمضان من زينة وخلافه..؟.
أما بهجة رمضان فلا تأتى من الزينة التى لا نراها فى شوارع قرية المنصورية ولا تعد من تقاليده فحسب ، لكن البهجة الحقيقية هنا هى ذهاب الأسرة إلى صلاة التراويح، وفى يد مجموعة من الصغار يحملون المياه المثلجة والأكواب لرىّ المصلين عند ظمأهم.
وفي ختام جولتنا أستوقفنا المعلم محمد علي حامد نور الشهير بـ (الغول): حيث إصرار منه دعوتنا على طريقة كرم ضيافة قرية المنصورية، وبالاستفسار عن أكلات رمضان قال: بخلاف الاكلات الشعبية المعروفة هنا، يوجد بعض المحاشي كورق العنب وخلافه وايضاً الحمام المحشي والخضار المطبوخ على الفخار، بخلاف الحلويات الشرقية مثل الكنافة والقطايف والبسبوسة والجُلاش وأيضاً لقمة القاضي بالسكر أو منقوع بالعسل.
ويختتم أبو ياسر الحاج سيد كُريّم ويتفق معه المعلم حمادة والمعلم أحمد حامد (الفشني) و محمد علي (الغول) بأنه كان قديماً، فى أول إفطار يوم رمضان تخرج كل قبيلة فى نجوع قرية المنصورية ليتناولوا إفطار جماعي، أما الأن قد لا تجد موائد الرحمن، حيث إن القرية مغلقة على أهلها، ولا تجد بها غريب أو عابرى سبيل، لكنك ربما تجد إفطاراً جماعياً فى البيوت أو على المصاطب فى الهواء الطلق .
الختام:
جريدة الوطن الأكبر تقدم بالشكر على الحفاوة وكرم الضيافة الأسواني التي لمسناها في قرية المنصورية بأسوان موصول بالشكر العميق إلى كل من تحاورنا معه، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول حقيقة كانت هي مظاهر رمضان في المنصورية بأسوان.
(ورمضانك فى منصورية أسوان مُختلف)