الهرمونات البنائية المصنعة ! الخطر الذي يهدد كمال الأجسام
دكتور / أحمد عاطف محمد قنديل
دكتوراه العلوم و استشاري تحاليل طبية
والمستشار العلمي ل الجريدة الوطن الأكبر
في حديث خاص لجريدة الوطن الأكبر:
يقول دكتور أحمد عاطف قنديل المتخصص في التحاليل الطبية : مما لا شك فيه ولا جدال أن كمال الاجسام أو ما ُأُسميه جمال الأجسام ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية للإنسان. فعند ممارسة الرياضة بأي شكل من أشكالها يؤدي إلى تخفيف الضغوط النفسية. حيث يعزز النشاط البدني إنتاج هرمون الإندروفين الذي يمنح الاحساس بالسعادة و يقلل دواعي القلق.لكن ما نجده اليوم في دنيا الناس و بخاصة الشباب من هوس الاهتمام بالجسم و المظهر في رياضة كمال الأجسام أمر مبالغ فيه و يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية و البدنية.
و أوضح دكتور قنديل قائلاً: يلجأ لاعبوا كمال الاجسام الى استخدام المكملات الغذائية و الهرمونات لزيادة تحمل التدريبات الرياضية و رفع مستويات الاداء لديهم. في البداية يجب معرفة ما هي الهرمونات ؟ الهرمونات هي مواد كيميائية تنتجها الغدد بصورة طبيعية في جسم الإنسان و تنتقل من خلال الدم إلى الاعضاء البعيدة و المستهدفة. يتم استخدام الهرمونات للتواصل بين الأعضاء و الانسجة للتنظيم الفسيولوجي و الانشطة السلوكية مثل الأيض و النمو و الحركة وبناء الأنسجة و العضلات.
و أشار دكتور قنديل : إن موضوع تناول الهرمونات سلاح ذو حدين على الرغم من أنه يزيد كتلة العضل في الجسم إلا أنه قد يعود على الجسم بأضرار أخرى، أهمها: تثبيط النمو خصوصاً في حال تناولها قبل سن البلوغ، زيادة الوزن، زيادة فرصة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، وأمراض الكبد، وإلحاق الضرر بالصحة الجنسية والإنجابية، ووحدوث تقلبات شديدة على المزاج والصحة النفسية. وفي النهاية تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو الوفاة أو الانتحار.
وعن هرمونات العضلات قال دكتور قنديل : كثيرون من الشباب والفتيات يمارسون رياضة كمال الأجسام، بهدف الحصول على القوة الخارقة والعضلات البارزة والمشدودة، وغالبًا ما يتبع هؤلاء، إلى جانب التمرين، أنظمة غذائية خاصة، ويتناولون المكملات الغذائية، إلا أن البعض يستعجل النتائج فيلجأ إلى استخدام الهرمونات البنائية المصنعة للحصول على عضلات بارزة وضخمة خلال وقت قصير، كما أن بعض الرياضيين قد يستخدمونها لتحسين أدائهم وزيادة طاقة أجسامهم في المباريات والألعاب الرياضية، وتحدث الهرمونات البناءة في الجسم نفس أثر هرمون التيستوستيرون الطبيعي الذي يفرزه الجسم، وتستخدم كأدوية لتعزيز الأداء ولزيادة نمو العضلات. كما يستخدم ممارسوا رياضة كمال الأجسام هذا النوع من الهرمونات بانتظام.
وواصل قنديل قائلا : يتناول العديد من الرياضيين الهرمونات البنائية (الستيرويدات البنائية بجرعات كبيرة للغاية ) حيث انها تقلل الضرر الذي يحدث للعضلات أثناء التمرين وتساعد الرياضيين على التعافي بشكل أسرع من التمرين وقد يكونون قادرين على ممارسة الرياضة بقوة اكبر و بوتيرة أكبر. و قد تلاحظ نتيجة الافراط في تعاطي الهرمونات المصنعة عند الرجال نمو الثديين, وانكماش الخصيتين و ضعف جنسي و عدم القدرة على الانجاب ( عقم ) و تضخم غدة البروستاتا عند الرجال.
و أختتم دكتور قنديل : أن مثل هذه الهرمونات البنائية المصنعة لها تأثيرعلى القلب يمكنها أن تكون سبب رئيسي ومباشر في حدوث الوفاة، حيث شاهدنا فى الآونة الأخيرة و فاة العديد من لاعبي كمال الاجسام المشاهير ، لأنها تحدث زيادة في معدل ضربات القلب، و تضخم في عضلة القلب وهذا بدوره يؤدي إلى فشل في عضلة القلب و تقلص الشرايين وتقلص الشريان التاجي، وهذه التأثيرات تزيد من احتمالية حدوث ذبحة صدرية أو أزمة قلبية، وأيضا حدوث جلطات في الدم وجلطات بالمخ وهذا الامر يفسر حدوث حالات الوفاة المفاجأة، فضلا عن احتباس السوائل في الجسم مما يؤدي إلى تخزينها تحت الجلد، مما يؤدي ذلك إلى ارتفاع في ضغط الدم والذي بدوره يحدث فشل في وظائف عضلة القلب، أيضا إلى زيادة نسبة الكولسترول في الدم والدهون بصفة عامة وهذا أيضا يكون سبب في حدوث الأزمات القلبية.و في النهاية جسمك يحبك فإذا كنت تحبه فحافظ عليه بعيداً عن الهرمونات البنائية المصنعة التى تضر أكثر ما تنفع.