أخبار عاجلة

النظره الحقيقيه للمرأه (شقائق الرجال )

النظره الحقيقيه للمرأه
(شقائق الرجال )

د.عبدالواحد الجاسم

ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه في حديث له :
( إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ) ، أخرجه أحمد بن حنبل واخرين ..

*
اختلفت المذاهب والايدولوجيات الفكرية ( الغربية منها خاصة ) في تحديد شكل ونوع العلاقة بين الرجل والمرأة ، فبعضها اتخذ منحى المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء تقريباً وإنهاء التمييز الجنسي بينهما ،
( كالحركة النسوية الليبرالية) والتي تبنّت مبادئها بعض مفكرات الثورة الفرنسية ، أمثال( اولمب دي غوج) .
وبعضها رفع التمييز بين الرجل والمرأة ضمن نطاق العائلة فقط ، وهذا هو( الفكر الماركسي) الذي ركز على علاقة العائلة بالانتاج الرأسمالي وأهمل المسائل التي تتعلق بأوضاع النساء ..

أما الحركة النسوية الراديكالية التي ركزت على مسألة القمع والعنف الذي تتعرض له النساء ، فقد حاولت هذه الحركة تأسيس فكرة مفادها أن الذكوريه والأنوثة عبارة عن بناء اجتماعي ولا أساس له بالفروق الطبيعية بين الجنسين ..

وهناك محاولات في التفريق بين مفهوم الجنس ومفهوم الانتماء للجنس ، فتقول (سيمون دي بوفوار) في كتابها الجنس ( ان الواحدة من النساء لا تولد امرأة ، لكنها تصبح فيما بعد امرأة ) ، اي ان الأنوثة تتشكل اثناء مسيرة حياة المرأة في المجتمع ..

وغيرها من الحركات الفكرية التي حاولت تفسير طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة والخروج بنظرية مقبولة خاصة بذلك ..

*
وإذا أردنا أن نأخذ طبيعة وحدود هذه العلاقة من الإسلام ، فلا بد أخذها من مجموع نصوصه وتشريعاته ، لأن التجزئة لا تعبّر عن رأي الإسلام الحقيقي والصحيح ، فبعض النصوص قد نفهم منها ميلاً لصالح الرجال ، وأخرى بالعكس ..
في حين مجموع تلك النصوص تعطينا صورة واضحة ومتكاملة وجميلة بين الطرفين ، لذا اقتضى التنويه لذلك ..

ومما يمكن البت به هو ان الإسلام لم يفرّق بين إنسانية الرجل والمرأة .

قال تعالى:

( (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ‌ وَالْأُنثَىٰ) ، ولا يوجد تمايز في إيمان وثواب وعقاب بينهما ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرً‌ا ) .

وقال تعالى :

( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) ..

فخلقهما ومعادهما واحد ، وغيرها الكثير من نقاط الالتقاء المهمة بين الرجل والمرأة والتي تقرر المساواة بشكل متطابق لا مجال فيه للتفريق ..

*
المساواة في الأمور الجوهرية ثابتة .

أما المساواة المطلقة بين النساء والرجال وخاصة فيما يرتبط بالطبيعة البايلوجية والجسدية والغرائزية والوظيفية ..
هذا يخالف بديهيات الأشياء ..

فلا ينطلق الإسلام في مبادئه وتشريعاته من منطلق العقد النفسية ولا عن خلفية سياسية أو ردّات أفعال وقتية ، ولا يُجامل أو يحابي أحداً على حساب أحد ..
وانما يتعامل مع الواقع كما هو ويعطي الأمور نصابها الحقيقي ، والحق لا يصدر عنه إلا الحق

قال تعالى :

( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ) المؤمنون ٧١ .

فلقد أقرّ القرآن الكريم التمييز الذي قالت به أم مريم بنت عمران في جزئية خدمة المعبد .

قال تعالى :

( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ،فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
فليس الذكر كالأنثى في هذه الوظيفة التي تحتاج الى امكانيات الذكر ، في حين أن هنالك وظائف تحتاج بها الى امرأة دون الرجال .

قال تعالى :

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ ) وتكملة الآية هو الأجر الذي يدفعه الوالد للوالدة في قبال هذه الوظيفة العظيمة ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ ) .

هذه النصوص تعطي أساسا ثابتا لتلك الصورة التي تحدد طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة ..

للموضوع تكمله ان شاء الله

شاهد أيضاً

قصه سيدنا شعيب نقدمها لكم عبر جروبنا احباب رفيق يوسف

قصه سيدنا شعيب نقدمها لكم عبر جروبنا احباب رفيق يوسف قصه سيدنا شعيب [ قصة …