كثيراً منا يتردد في تقديم النصيحة أو قبولها،يوجد فرق كبير بين تقديم النصيحة او التكبر والتعالى على من حولنا والتدخل فى ما لايعنينا و هذا النوع لا يهمه اذا قبلت نصيحته ام لم تقبل لأنه في الأصل لا يريد النصح، وهذا النوع لا ينبغي حتى النظر اليه ولا الاهتمام بما يقوله.
وقد تستغرب من نصحه لك أمام الناس وكان باستطاعته النصح وأنتما على انفراد فهذا ليس همه مصلحتك بقدر ما يهمه ما سيقول الناس عنه، ان تقديم وتقبل النصح من الاشياء التي تصادفنا كثيراً في حياتنا و تتكرر عدة مرات، ولكن نقديم النصح إذا كان النصح لمن نهتم بأمرهم كأبنائنا واحبابنا واصدقاؤنا، ولا ننسا إن للنصيحة آدابا لو التزمنا بها لوجدت اذانا صاغية للاستماع وقبولاً للنصح واذا تركنا تلك الآداب لوجدنا بعدا وعدم التقبل للنصح.
مكانة النصيحة كبيره في الأديان وفي ثقافتنا العربية ففي القرآن الكريم ذكر الله سبحانه تعالى النصح في آيات عديدة منها آية (وأنا لكم ناصح أمين) وفي آية أخرى (يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) مما يبين ان جميع المجتمعات فالكبير ينصح الصغير والعالم ينصح الجاهل، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان خير الناصحين لأمته فهو الذي يقول (الدين النصيحة) ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي عرف قدر النصيحة واثرها في قيام الخلافة
هناك ثلاثة آداب مهمة ينبغي للناصح التحلي بها قبل ان يسدي النصيحة لغيره وياريت لو الناس تعرفها وتلتزم بها مثل «التحلي بالحكمة والموعظة الحسنة في النصح» قال تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )«والنصيحة في السر وليس امام الملأ» والثالثة « ان لا تكون على شاكلة ما تنكر وتحذر منه في نصحك وهذه نواجهها في مجالسنا» ونقول انظروا الى من يتحدث.
فى النصح يتحتم عليك ان تنظر إلى من سوف تسدي له النصح وابحث فيه عن ثلاث صفات : هل هو ممن يخاف الله ؟؟ وهل هو عاقل وليس بسفيه ؟؟ وهل هو بعالم وليس بجاهل ؟؟ فإذا وجدت تلك الثلاث فلا تردد في تقديم النصح له وإلا فابتعد وادعُ له بالهداية، مما يؤسف ان مجتمعاتنا بها من البشر من هم لايسمعون النصح لهم بخدمة المواطنين والسهر على قضاء مشاكلهم.