الميوعة_الوظيفية 

الميوعة_الوظيفية 
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__ تدرُّج البيوت في تأنيث المذكر، وتذكير المؤنث…
أو الميوعة الوظيفية..
كلاهما مصطلحان يحدثان بالتدريج في عالم العلاقة بين الأزواج والزوجات… بدءا من مرحلة الخطبة، وانتهاء بالحياة الزوجية..
بدءا من جثوّ الشاب على ركبتيه أمام مخطوبته مقدما لها باقة الورد أمام الأهل في البيت أو الأصدقاء في الجامعة أو الزملاء في العمل… ومرورا باقتياده بحبل من رقبته أو من رابطة العنق يوم الزفاف وهو يحبو على أربع كالكلب أو يتبعها كالعبد، وانتهاء بتكرار مشهد الأزواج (المبالغ فيه)وهم يرضعون الصغار، أو وهم يغسلون الصحون، أو يطهون الطعام، أو…أو… وتقديم هذا على أنه أصبح من لوازم الحياة الزوجية…
(مع تقديرنا لمبدأ المساعدة الطبيعية بين الأزواج وقت الحاجة)
يقابلها في عالم النساء مشاهد متكررة تدعو إليها الدراما لزوجات يتأخرن في العمل إلى أوقات متأخرة من الليل، ولأخريات وهن يقمن علاقات صداقة مع الرجال، أو لغيرهن وهن يتأففن من طاعة الزوج، وربما يسخرن منها، وأخريات يمنعن أزواجهن الحقوق الشرعية تحت زعم عدم الجاهزية النفسية، أو تأثير ذلك على العمل الصباحي، حتى صار بعض الرجال يتوسل الحق كما يتوسل الأطفال!!
ميوعة وظيفية مرعبة…
أدت لاختلال الأدوار، وضياع القوامة، واهتزاز مقود القيادة… وظهر على أثرها جيل جديد لا أبالغ إن قلت إنه في بعض الأحيان لم يعد يملأ عين زوجته!!
فكلما فرط المرء في رجولته شبرا… قل قدره في عين زوجته ذراعا!!
حتى انني بدأت أسمع اليوم مصطلح التجاوز في أمر الخيانة وعدم إعطاء الأمر أكبر من حجمه!!
الأمر جد خطير… لأنه يؤسس لبيوت لا قائد لها…
والسفينة التي لا قائد لها غارقة لا محالة!!
وقناعة المرأة بزوجها الرجل من أكبر أسباب حصانتها، ومناعتها كأنثى!!
نحن نساق سوقا إلى تغريب مجتمع الأسرة حتى لا يصبح لها ضابط ولا رابط… ومن أين يأتيها الضابط والحد الفاصل بين الزوجين لم يعد كبيرا… لا سيما بعدما أصبح أمر الاستغناء المادي موجودا بل مفروضا!!
وكلامي هذا ليس تجريئا ولا تحريشا لطرف على طرف… فشهادات آلاف النسوة تؤكد ذلك:
المرأة إن لم تجد الرجولة…بحثت عنها!!
والرجولة التي أعنيها ليست رجولة العضلات ولا اللكمات ولا قاسي العبارات..
الرجولة هي الفطرة… هي الغَيرة في غير ما تخوين، والحزم في غير عنف، واللين في غير ضعف، والقيام على أمر البيت قياما لا يضيع حقا، ولا يذهب بواجب… وما عدا ذلك فليس بشيء..
والأنوثة كذلك هي الفطرة..
أنثى تقدر الزوج ولا تخافه…
وتحتمي به لا تحتمي منه،
وتؤمن بولايته لأنها ولاية تشريع لا تقريع وتفزيع…
وتعامل الله في أمر تقديره لا الناس.
وتقوم على أمر بيتها دينا وحبا لا ضيقا وكربا..
أعلم أن بعض الرجل بسوء فعالهم يجعلون النساء ينفرن من ثوابت الدين ومظلات القوامة، وبعض النساء كذلك..
لكن الأصل أن الرجولة والأنوثة فطرة ومصدر إسعاد لأصحابهما… وأسألوا الغرب الذي نفر منها زمنا، وسيخبركم بلساني الحال والمقال ولن يخجل… أنه منذ انسلخ كل جنس من تبعات بني جنسه أصبح كالغراب الذي راح يقلد الطاووس زمنا… فلا هو أصبح طاووسا، ولا هو تذكر مشية الغراب!!
فالنخوة مُغرِية، والرجولة مُعدِية…
لا سيما إذا كان منبعهما الإسلام!!
فأمة الإسلام بينها رحم واحد…وإن تباعدت المسافات.
عودوا إلى الفطرة يرحمكم الله.

شاهد أيضاً

️عشت مع آية :

️عشت مع آية : كتب سمير ألحيان إبن الحسين _ قرأت قول الله عز وجل: …