المقاومة الفلسطينية تفتح أبواب الجحيم شرق رفح
بلال سمير
تأتي هذه العملية ضمن سلسلة عمليات “أبواب الجحيم” لتظهر لنا مجددًا قدرة المقاومة الفلسطينية على تنفيذ عمليات معقدة ودقيقة في عمق المناطق التي يسيطر
عليها الاحتلال.
العملية التي نفذها مجاهدو كتائب القسام في رفح تؤكد على عدة نقاط استراتيجية مهمة:
إعادة استخدام التكتيك الاستدراجي:
هذه العملية تكشف عن إتقان المقاومة لأسلوب الكمائن الميدانية،
استدراج القوة “الإسرائيلية” إلى مكان مُعد مسبقًا بزراعة العبوات الناسفة
يعد نموذجًا على تكتيك المقاومة الذي يعتمد على استخدام المفاجأة في المواجهة مع العدو،
وتحويل موازين القوى لصالحها بشكل مؤقت، مما يؤدي إلى إيقاع خسائر جسيمة.
العدد المحدود لقوة العدو في العملية، مع محاصرتها بين العبوات الناسفة،
يُظهر توافر معلومات استخباراتية دقيقة لدى المقاومة حول تحركات العدو.
الاستهداف المزدوج والمباغت:
بعد تفجير العبوات الناسفة، تم استهداف القوة “الإسرائيلية”
المتحصنة داخل أحد المنازل بواسطة قذائف “TBG”،
وهو نوع من قذائف الأربيجي ذات التفجير الفراغي المدمر،
هذا الاستهداف يظهر استخدام الأسلحة النوعية بكفاءة في تصفية الجنود المتبقين،
كما يدل على احترافية عالية في القتال من مسافات قصيرة،
حيث يتم التعامل مع القوّة في الميدان المباشر.
التنسيق الجيد بين الوحدات المختلفة للمقاومة،
بدءًا من زرع العبوات وصولًا إلى الإغارة السريعة على القوة المتحصنة،
يبرز الانضباط العسكري والقدرة على العمل المنسق ضمن فريق واحد.
الضغط النفسي على العدو:
التقدم الميداني تجاه المنازل التي تحصّن فيها الجنود
يعكس قدرة المقاومة على التحكم بالمجريات العسكرية على الأرض،
والجرأة والتخطيط المسبق،
هذه العمليات لا تؤثر فقط على القوة القتالية للعدو،
بل تزرع الرعب والإرباك داخل صفوفه،
مما يعرقل قدرة الاحتلال على تنفيذ خطط هجومية أو حتى تنظيم دفاعات فعالة.
العملية الأخيرة تبرز الاستهداف النوعي للجنود المتبقين
من خلال الأسلحة الخفيفة بعد التدمير المدفعي،
مما يعكس تخطيطًا استراتيجيًا يستفيد من الطبيعة الجغرافية للمنطقة.
الرد السريع على إصابات العدو:
الهبوط المروحي للإخلاء الطبي يُظهر أن العدو
لم يكن جاهزًا للسيطرة على الوضع بشكل فوري،
ما يعكس عدم استقرار الجبهة “الإسرائيلية”
وتعرضهم المستمر للتهديدات من المقاومة،
ما يزيد من صعوبة العمليات البرية داخل القطاع.
الخلاصة:
العملية الميدانية اليوم في رفح تعتبر نموذجًا مثاليًا
على قدرة المقاومة الفلسطينية على فرض نفسها على العدو في ميدان المعركة،
من خلال التكتيك الميداني المدروس،
استخدمت المقاومة أسلوب الكمائن بفعالية،
كما أبرزت القدرة على استهداف أهداف دقيقة باستخدام أسلحة نوعية،
عمليات كهذه تُجسد القدرة على الإرباك الشامل،
وتُظهر للعالم تماسك المقاومة رغم التحديات.
إن استمرار هذه العمليات النوعية في شتى جبهات غزة،
وبدعم متواصل من الحاضنة الشعبية،
يشكل ركيزة أساسية في إرباك العدو
وتحقيق مزيد من الخسائر الميدانية والنفسية
التي تدفعه إلى التراجع المستمر.