المطر الخائن

بقلم رجب أبو الحسن

ابتداء بعتذر
عن رغبتي في احتوائي باحتوائك
أنا أصلي في فصل الجفاف
المد في وضع انصراف
و الغوث كفاف قبل ارتوائك
فصل الشتا في ذروة التعنيف
غمامه ليل حالك كفيف
اتنين في واحد الشتا
شتا و خريف
و رغم الغمامات الجمادات في السما
النور فطيس
لا سقت زروعي أندية
بل إنما
كل العروق النادية
صابها ارتخاء
ثم التواء
ثم انحناء
ثم النتيجة بعد إضراب السماء
بعد أمطار الجفاء
حتمية الموت لامتلاء
بامتناع الغيث
يا كوكب الغمامات
ما أشجع الموت النفيس
و آدي الحكاية الموجزة
عن رحلة الموت المؤجل
رغم احتضان الروح للثرى
العجيبة من عجايب هذا الزمن
الغمام
و بعد إحجام
فإحجام
و بعد تشييع جنازة الروح
نظرا لانتحار الغرام
رغم بقاء الرفات
على الطرقات تسير
نزل المطر
نزول مستثير
دلوقتي شعر الغمام
ان الأرض جوع
و الريق ظما
و كل الربوع النائمة
نوم انتظار النعش
في احتياج الغوث
ما أقذر الغمامات
في وقت النكوص
يا صديقي مش دموع
هذي السحب
مش ممكن تغيت
عباد اللهب
هذه الطواغيت
لا تتفق و المطر
عذرا صديقي
عذرا فؤادي المنفطر
الآن و حسب تقارير المراصد
سيبقى المطر في حالة هطول
طوفان نوح
يا للعبث
بعد امتزاج الروح و التراب؟
شعر المطر ؟
عذرا صديقي
انها سخرية السحاب