المصالحة التركية المصرية
بقلم : أشرف عمر
تركيا بلد كبير واقتصادها يعتمد بشكل كبير علي التصدير للدول العربية الا ان القيادة السياسية فيها قد اتخذت موقفا غريبا وغير مدروس ادي الي تهميشها وذلك عن طريق التدخل في شؤون الدول العربية والاصطفاف مع فريق ضد فريق بشان زعزعة الانظمة والاستقرار فيهما وتنفيذا لمخططها الاحتلالي للدول العربية الذي تطمح اليه تركيا منذ فترة طويلة .
وذلك بدون دراسة حقيقة لمفاتيح اللعبه السياسية في داخل البلاد العربية والإرث التاريخي العثماني المحتل لها والذي لم يكن في يوم من الأيام يمثل اضافة للشعوب العربية وإنما تم نهب ثروات الدول كباقي دول الاحتلال الاخري ونقلها الي الاستانة وتمكين الاوربيين والاسرائيلين من احتلال الدول العربية .
ولذلك فان المشروع التركي الحديث بزعامة الرئيس اوردغان قد قوبل بالرفض والمقاطعة من قبل مصر والسعودية والإمارات وغيرهم.
مما شكل ذلك خطرا علي تركيا وانعزال لها عن العرب وألحق بسياستها الخارجية واقتصادها خسارة جسيمة ، و هي في ذات الوقت تعاني من تضييق في علاقتها مع الأوربيين والامريكان وانعزالا لها .
ومازاد حدة التوتر أيضا بين تركيا والعرب الملف الليبي و الذي كانت تركيا تسعي فيه للاستيلاء علي القرار السياسي والاقتصادي وقد تم إفشاله من قبل المصريين
ولذلك فان تركيا حتي الآن تكاد تكون منعزلة عن المحيط العربي الذي تطمح بأن يكون لها فيه دورا وموقعا قياديا بعد فشلها في الانضمام للاتحاد الاوربي ولذلك فان الأطماع التركية ستظل موجودة وعلي العرب ان يتخذوا حذرهم من تركيا وغيرها .
ولذلك في الاجتماعات الاستكشافية التي تتم بين المصريين والاتراك بعد سعي تركيا الدؤوب الي التقرب للقيادة السياسية المصرية هي لمعرفة مالدى الاتراك من تقدم علي صعيد اعادة العلاقات بين البلدين وما ستقدمه تركيا لمصر من قربان يؤكد حسن نيتها في تطوير هذه العلاقات وخاصة في ملف الهاربين إليها وملف الغاز والملف الليبي وغيرة من الملفات الاخري التي تهم العرب لتأكيد حسن النوايا الاتراك تجاه العرب .
تركيا الآن لديها تضخم اقتصادي بسبب جائحة كورونا واقتصادها يعاني من الكساد الاقتصادي وتريد ان يكون لها نصيبا في اعادة البناء في الداخل الليبي ونصيب في غاز البحر المتوسط،وموطيء قدم في العلاقات مع الدول العربية التي تغيرت قواعد اللعبة فيه كثير وفات تركيا الكثير بسبب مقاطعة السعودية ومصر لها
بعد ان فقدت الكثير من رصيدها في علاقتها الخارجية بسبب سياستها تجاه الدول العربية.
لذلك فان المصريين والعرب الآن لديهم الكثير من الأوراق لتحجيم الاتراك ووضع قواعد للتفاهات معهم بعدم التدخل في الشان العربي مرة اخرى ،وعلي العرب ان يدركوا جيدا ان انسحاب امريكا من الخليج وافغانستان ماهو الا بداية فوضي جديدة تسعي امريكا لتصديرها مرة اخرى.
ولذلك ينبغي عليهم ان ينتبهوا جيدا وان يسعوا الى تنظيم أنفسهم جيدا وان يكون هناك تكامل في كثير من الملفات التي تهم الشعوب،لان العالم الآن يتغير والكل يحارب من أجل مصلحته.