أخبار عاجلة

المجتمع بين ظاهر التواصل وباطن الانفصال

 

الكاتب صحفى/ محمد محسن عبيد السهيمى

 

نعيش اليوم فى زمنٍ ظاهره تواصل وباطنه اغتراب.

أجهزة فى الأيدى وشاشات مضيئة فى كل مكان لكن الأرواح أبعد ما تكون عن بعضها.

نكتب كثيرًا ولا نقول شيئًا، نضحك كثيرًا ولا نشعر بسعادة، نرى مئات “القصص” كل يوم ولا نعرف حتى ما يجري في بيوت جيراننا.

 

لقد انتقلنا من زمن اللقاء إلى زمن الاتصال، ومن الدفء الإنساني إلى برد العلاقات الرقمية.

فأصبح “الرد المتأخر” خصامًا، و”الإعجاب” رسالة، و”اللايك” مقياسًا للمحبة.

 

لكن، أين ذهب الحديث العميق؟ أين جلسات الأهل؟ أين تلك اللحظات التي كان الصمت فيها أصدق من ألف رسالة؟

لماذا أصبحنا نخاف من اللقاءات الحقيقية ونستأنس بالوجوه المصطنعة خلف الشاشات؟

 

الصداقات لم تعد تُبنى على الثقة، بل على “المصلحة المؤقتة”، والحب لم يعد يُقاس بالوفاء، بل بعدد التفاعلات.

فمن يُحسن الظهور، ينجو… حتى لو لم يحسن النية أو الفعل.

 

إن أخطر ما أصاب مجتمعاتنا اليوم ليس الجفاف العاطفي فحسب، بل الفراغ الوجداني الذي يُغلّف كل علاقة بطلاء إلكتروني هشّ، ما يلبث أن ينهار عند أول صدام.

 

فليتنا ندرك أن الإنسان لا يُختصر في صورة، ولا يُقاس بحساب، ولا يُعرّف من خلال حالة تظهر لـ 24 ساعة فقط.

 

فلنعد للأصل..

للمجالس التي لا تحتاج إلى فلتر، وللقلوب التي تعرف الوفاء لا النفاق، وللحديث الذي يُقال وجهًا لوجه لا خلف الشاشات.

فالحياة الحقيقية ما زالت هنا… لكنها تنتظر من يوقظها من سباتها الإلكتروني.

شاهد أيضاً

أوائل الشهادة الإبتدائية الأزهرية على مستوى منطقة الإسماعيلية الأزهرية

متابعة: أحمد نجاح البعلي  أعلن فضيلة الشيخ ممدوح عبد الجواد رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الإسماعيلية …