أخبار عاجلة

 المجاهد ابو بكر عمر .. نشر الاسلام فى 15 دولة افريقية 

 

بقلم/ سمير الحيان

اليوم نتحدث عن شخصية تاريخية ، تعد من طينة العلماء السلاطين الذين جمعوا بين أضلعهم  مجد السلطة والرياسة ومجد العلم والزهد والتقوى ، دخلت على يديه 15 دولة إفريقية الإسلام، كان زعيما سياسيا وعالما شرعيا، قضى معظم حياته مجاهدا في سبيل الله وداعية ينشر الإسلام في غرب افريقيا ، انه الشيخ المجاهد ابو بكر بن عمر ..

إ

 

‏الكثير منا يعرف البطل يوسف بن تاشفين أسد الجهاد والرباط فى افريقيا، لكن يجهل البعض بل الكثير منا اميره وقائده ، الذي فتح الله على يديه اكثر من 15دولة افريقية ، ونشر الإسلام بها ، وكانت له صولات وجولات عظيمة ،  ودخل الإسلام على يديه الملايين ، انه الشيخ المجاهد ابو بكر بن عمر اللمتوني شيخ قبيلة لمتونة صنهاجة البربرية ‏.

 

بعد استشهاد الشيخ عبد الله بن ياسين مؤسس دعوة المرابطين تولى الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني زعامة المرابطين في سنة (451هـ=1059م)، وخلال سنتين من قيادته لهذه الدعوة الناشئة سجل التاريخ في صفحاته نشوء ما يعرف بدولة المرابطين الصغرى والتي شملت مساحة صغيرة جدا في شمال السنغال وجنوب موريتانيا.

 

‏وبعد سنتين من تولّيه الزعامة وفي سنة (453هـ= 1061م) سمع بخلاف قد نشب بين المسلمين في جنوب السنغال خارج دولة المرابطين، ولعلمه أن الخلاف شر ، وأنه لو استشرى بين الناس فلن يكون هناك مجال للدعوة، نزل بعجالة ليحلّ هذا الخلاف رغم أن الناس ليسوا في جماعته وليسوا من قبيلته، ..‏لكنه وبحكمة شديدة يعلم أنه الحق ولا بد له من قوة تحميه.

 

وحينها كان قد وصل تعداد المرابطين قرابة الأربعة عشر ألفا، فأخذ نصفهم وجاب أعماق السنغال في جنوبها ليحل الخلاف بين المتصارعين هناك، تاركًا زعامة المرابطين لابن عمه يوسف بن تاشفين (410 – 500هـ= 1019 – 1106م).

 

‏استطاع أبو بكر بن عمر اللمتوني أن يحل الخلاف بين المسلمين في جنوب السنغال، لكنه تفاجأ بوجود قبائل وثنية لا تعبد الله ، ووجد قبائل تعبد الأشجار والأصنام وغير ذلك، لم يصل إليها الإسلام بالمرة.

 

‏حزّ ذلك في نفسه حيث كان قد تعلّم من الشيخ عبد الله بن ياسين أن يحمل همّ الدعوة إلى الله، فأقبل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني بالسبعة آلاف الذين معه يعلمونهم الإسلام ويعرفونهم دين الله. وبصبرٍ شديدٍ ظلّ أبو بكر بن عمر اللمتوني يدعوهم إلى الإسلام، فدخل منهم جمع كثير وقاومه جمع آخر.

 

‏ظل أبو بكر بن عمر يتوسع في دعوته وفي سنة (468هـ= 1076م) وبعد خمس عشرة سنة من تركه جنوب موريتانيا وهو زعيم على دويلة المرابطين، يعود ويرى ابن عمه الأمير يوسفَ بن تاشفين الذي كان قد تركه على شمال السنغال وجنوب موريتانيا فقط أميرًا على السنغال، وموريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، ‏وعلى جيش يصل إلى مائة ألف فارس يرفعون راية دولة اسمها دولة المرابطين الكبرى ثم يرى أبو بكر بن عمر ابن عمه الأمير يوسف ابن تاشفين زاهدًا تقيًّا، عالمًا بدينه.

 

‏قام الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني بعملٍ لا يحدث إلا في تاريخ المسلمين فقط؛ حيث قال ليوسف بن تاشفين: أنت أحقُّ بالحكم مني تستطيع أن تجمع الناس وتملك البلاد أمَّا أنا فقد ذقت حلاوة الدعوة وحلاوة دخول الناس في الإسلام، فسأعود مرَّة أخرى إلى أدغال إفريقيا أدعو إلى الله هناك.

 

‏وبالفعل نزل أبو بكر بن عمر مرة أخرى إلى أدغال إفريقيا يدعو من جديد فأدخل الإسلام إلي غينيا بيساو، وسيراليون، وساحل العاج، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وغانا، وبنين، وتوجو، ونيجيريا، والكاميرون، وإفريقيا الوسطى، والجابون وغيرها.

 

‏فكانت أكثر من خمس عشرة دولة إفريقية قد دخلها الإسلام على يدِ هذا المجاهد البطل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني، وبعد حياة طويلة متجرِّدة لله تعالى يستشهد في إحدى فتوحاته في سنة (480هـ=1087م) رحمه الله.

 

‏قال عنه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: (أبو بكر بن عمر أمير الملثمين كان في أرض فرغانة، اتفق له من الناموس ما لم يتفق لغيره من الملوك، كان يركب معه إذا سار لقتال عدو خمسمائة ألف مقاتل، كان يعتقد طاعته، وكان مع هذا يقيم الحدود ويحفظ محارم الاسلام، ويحوط الدين.

 

‏ويسير في الناس سيرة شرعية، مع صحة اعتقاده ودينه، وموالاة الدولة العباسية، أصابته نشابة في بعض غزواته في حلقه فقتلته).

 

‏وقال عنه الدكتور علي الصلابي في الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين:

(لقد كان أبو بكر بن عمر من أعظم قادة المرابطين، واتقاهم وأكثرهم ورعًا ودينًا وحبًا للشهادة في سبيل الله، وساهم في توحيد بلاد المغرب، ونشر الإسلام في الصحارى القاحلة وحدود السنغال والنيجر،.

‏وجاهد القبائل الوثنية حتى خضعت وانقادت للإسلام والمسلمين، ودخل من الزنوج أعداد كبيرة في الإسلام، وساهموا في بناء دولة المرابطين الفتيّة، وشاركوا في الجهاد في بلاد الأندلس وصنعوا مع إخوانهم المسلمين في دولة المرابطين حضارة متميّزة).

 

‏هذا الرجل الذي كان إذا دعا إلى الجهاد في سبيل الله -كما يذكر إبن كثير في البداية والنهاية- كان يقوم له خمسمائة ألف مقاتل، أي نصف مليون من المقاتلين الأشداء غير من لا يقومون من النساء والأطفال، وغيرها من بقية الشعوب في هذه البلاد من أعداد لا تحصى قد هداها الله على يديه.

 

‏وما من شك أنه كلما صلى رجل صلاة في النيجر أو مالي أو نيجيريا أو غانا، وكلما فعل أحد منهم من الخير شيئا، إلا وكان للشيخ المجاهد أبو بكر بن عمر اللمتوني مثل أجرهم ..لا ينقص من أجرهم شيئا.

☆ كانت من أهم أقواله الخالدة علي الإطلاق هي مقولته الشهيرة التي أعجز بها من جاء من بعده من السلاطين والملوك هي ( ليس من حكمة الفاتح والأمير أن يملك رقاب الناس وإنما الحكمة العضمي والفائدة الكبري والغنيمة الجليلة هي في أن يملك القلوب ويعبدها لحب الله والتعلق به فلا فائدة لرقاب دون قلوب تحبك وتحبها ولا خير في حاكم يحكم أناس وهم له كارهون)

 

شاهد أيضاً

الأستاذ أسامة سمير القلش..كبير معلمين الازهر الشريف … بمعهد الفتيات..وبمعهد أبو خشبه(في منطقه الشرقيه )(منيا القمح)

  كتب عمرو الجندي تم النشر بواسطة: عمرو مصباح منك تعلمنا أن للنجاح قيمه ومعنا …