Oplus_16908288

المأسورون عندهم والمأسورون عندنا

المأسورون عندهم والمأسورون عندنا

كتب سمير ألحيان إبن الحسين 

 

مشاهد التقاء الأسرى الفلسطينيين بأهلهم تمزق نياط القلب… فما أصعب اللقيا بعد فراق أصحابها وهم على قيد الحياة، وليس بينهما إلا جدار!!

وأن يمنع الص/هاينة التقاء الأحباب ببعضهم فهذا مما يقبله العقل… عدو محتل يُمعِن في إيذاء مقاوميه بالقتل والسجن والإبعاد..

لكن أن يفعلوا مثله -بل أقسى منه-في بلداننا المسلمة مع أهل البلاد طوال هاته الأعمار الطويلة فهذا ما ليس له تفسير عندي إلا أن هؤلاء الطغاة أشد وطأة على بني دينهم وجلدتهم من المحتل الغشوم الطاغي في نقمته…

وإلا فكيف تفسر أن يكون عدد الأسرى في سجون المحتلين لا يزيد عن اثني عشر ألف أسير… بينما يقترب عدد المأسورين ظلما في سجون بلداننا تقترب من المائة ألف؟!!

وكيف تفسر حرمان الكثيرين من المأسورين في أوطانهم من رؤية أولادهم وزوجاتهم طيلة عشرات السنين وأكثر؟!!

وكيف تفسر موت المئات منهم، وإصابة الآلاف جراء قسوة السجون وهوان الإنسان، وغياب الطب والدواء؟!!

والله إن صهاينة العجم لأرحم بأسراهم من صهاينة العرب!!

ووالله إن ما تعانيه بلداننا من فقر وغلاء واستحواذ غيرها على أنهارها وغازها ومقدراتها وتضاعف ديونها رغم فيض خيراتها لهو من عواقب ظلمهم، وما في غيب الله من انتقامه أكثر..

ووالله ليخرجن المأسورون من سجون المجرمين طوعا أو كرها، لأن دوام الحال من المحال، ولأن الله تعالى لا يبتلي فوق الطاقة… ولأن الطغيان يستجلب سخط الله..

“الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب”

ولأن غليان براكين الشعوب في ازدياد… وما لا يفعله الطغاة طوعا ستدفعهم إليه البراكين قسرا!!

ولأن دعوات المظلومين تتجمع عند أبواب السماء تنتظر وعد الله لها(لأنصرنّك).

ولأن الأيام دول…

ولأن الأجيال القادمة الجديدة أسرع وأقل صبرا من القديمة… بدليل ما يحدث في عديد البلدان من ثورات وهبّات…

ولأن لله جنود السماوات والأرض مما يحسب له الظالم ومما لا يحسب..

ولأن ولأن ولأن…

فأوصلوا للظالمين رسالة مفادها:

أن الأوطان الآن لا طاقة لها بغضب الشعوب… وأن نقمة الطغاة على مخالفيهم لا بد لها من موعد انطفاء، وإلا أطفأها الله على رغم أنوفهم، وأن من حق هؤلاء المظلومين أن يعودوا عاجلا إلى ديارهم، وأن، وأن، وأن…

فقضية المظلومين طال أمرها حتى ظن ظالمهم أنها نُسيت… لكنها عند الله لم تُنسَ، وعند ذويهم وأحبابهم لم تُنسَ، ولن تُنسى..

ليتهم يقرؤن الرسالة قبل أن يتجاوزهم زمان القراءة.

شاهد أيضاً

رساله الى حفيدتى 

رساله الى حفيدتى  بقلم / صالح منصور   اى بنيتى  لن استطيع نصحك  الا بعد …

عندما تزأر الأسود تفترس الكؤوس وتسود

عندما تزأر الأسود تفترس الكؤوس وتسود كتب سمير ألحيان إبن الحسين    عندما وضعتهم القرعة …