الليالي الباردة (شعر حر)
عيناك كانت قدري في ليلة باردة
تعرفنا تكلمنا. وانبهرنا بلقائنا
كل شيء تم في ساعة واحدة
بدأنا وعدنا ثم عدنا فعانقنا ليلنا
واتفقنا أن نلتقي غدا وبعد الغد
وفهمت وقتها أن أوقاتنا بدأت معا
وأنك تراني. من خلف الصور
وأن زهراتك. عشقت الصبح. والندى
وأننا سنظل عاشقين لآخر مدى
وبدا لي أن عمرا جميلا بدا
وأن المسافات. التي فرقتنا
أخيرا جمعتنا. في نقطة واحدة
وظننت. لوهلة بسيطة أني أفهمك
وأني أعلم عنك كل شاردة وواردة
ولكن ما كاد ينتهي الشتاء
حتى اتضح لي أني كنت حالما
ورأيتك وقد أمسيت في حبي زاهدا
وفي لحظة وجدتني عنك مبعدا
وجاهدت من أجل أن تبقى
ولكنك قلت أن الأمس كان لي
وانك أصبحت تنظر ما سيأتي غدا
وأني لست في غدك مهما حاولت جاهدا
لأنك يوم ان. عاهدتني لم تكن على هدى
وطلبت الرحيل وأطلقت ساقك للريح متعمدا
عجبا كيف أصبح القلب المحب متمردا
كيف كان ملاكا ثم تحول ماردا
ومضت أوقات عشت فيها معذبا ومسهدا
ثم عدت يوما . بحجج وأوهام
فظننت أنك جئت لتحيي حبنا
ولكني وجدتك عدت من الردي لتعود للردي
فلا فائدة من حب شخص يسعى بلا هدى
في ألوان رمادية وأوهام جامدة
فتواريت عنك. وتركت الزمان شاهدا
حفاظا على الذكريات الجميلة التي جمعت ذات يوم بيننا
لأن الذكريات الجميلة كانت كل ما بقى منا
وكل ما بقى لنا
وهي التي ما زالت تسافر بدمائي
ورغم كل ما بدر منك وما بدى
فأنا مازلت احتفظ بصورة لك عندي
صورة جميلة ليست مثل صورك الجاحدة
وليس فيها امرأة كاذبة أو معاندة
لأن تلك الصور كانت لياليها دافئة
أما الليالي. التي أمسيت انت فيها
فهي ليالي العناد الباردة
وقد تكون الليالي بدون عينيك شاردة
وقد تكون الليالي حيث ارتحلت مجهدة
ولكنك عشقت الزهو وجودته قصائدا
عشقت الزهو أكثر مني ومن حبنا
فمن كان يظن أن ليالينا الباردة
ستصبح طرق ممهدة
وأنك ستترك يدي لتمسك يدا
بقلم على الحسيني المصري