الكارثة

على مائدةِ كامب ديفيد مياهٌ آسنة ،وطعامٌ زقّوم .

فتعالَوا نرافقْ الكاتبَ الصّحافيَّ المرموقَ الرّاحلَ “محمد حسنين هيكل” في كتابه ” كلامٌ في السّياسة. ص 83 وما يليها .

يعرضُ هيكل في ما كتبه عن الدكتور بطرس غالي جوانب من رأي غالي بما سمّي اتفاقيات كامب ديفيد التي وقّعها الرئيس أنور السّادات مع الجانب الصهيوني في العام 1979برعاية الولايات المتحدة الامريكية ، وكان يومها وزيرا لخارجية مصر، وهو الذي كان رافق السادات في رحلته المشؤومة إلى الكنيست الاسرائيلي عام 77.

وما قاله غالي منقول بالوثائق عن كتاب كان أصدره عن عمله في الوزارة ومنها رفقتُه رئيسَه إلى واشنطن ..

_ إنّ سياسة السادات أدّت إلى ” أن مصر التي قادت حركة توحيد العالم العربي تواجه العزلة الآن بين أشقّائها العرب . ص 47.

_ إنّ سياسة السادات أدّت إلى انتهاء قيادة مصر للعالم العربي .47.

_ إنّ مناحيم بيغن كان يمدح السادات إلى درجة جعلته يبدو كما لو أنّه يسخرُ منه أو يهزأ به . ص 51

_ إن السادات لا يقرأ ورقة ، ولا يبحث شيئا مع مساعديه ، وليس له صبر على التّخطيط أو على التفاصيل ، كما أنه يرفض أيّ مناقشة . ص 53.

_إنّ السادان مشى مع إسرائيل بصلحٍ منفردٍ ، وهو يعلمُ ذلك. ص 54.

_ إن السّادات قبِل أثناء مناقشات كامب ديفيد شروطًا ليست سيئة لمصر فقط ، ولكنها مهينة لكرامتها . ( الصفحات ما بين 137 إلى 157) .

_ إن السادات أعطى كلّ شيءِ للولايات المتحدة ولإسرائيل ، وعندما جاء ليأخذ منهم شيئًا مقابل ما أعطى اكتشف أنه لن يأخذ شيئًا . ثم حاول أن يغطي على انكشافه بتكثيف الدعاية لنفسه . ( 137_ 157) .

_ إنه حتى السفير الأمريكي في مصر وقتَها ” هيرمان آيلتيس” والذي كان ضيف الشّرف في حفلٍ أقيمَ بمناسبة مغادرته مصر في بيت الدكتور ” زهير فريد” ، قال لجميع الحاضرين على المائدة وبينهم الدكتور بطرس غالي ما نصُّه بالحرف : ” إنّ اتفاقيات كامب ديفيد كارثة ” . وسأله بطرس غالي : لمن ؟ ، فردَّ السفير بدبلوماسيّة قائلًا :” إنّ الرّدّ على سؤالك يحتاج إلى مناقشة أكاديمية طويلة . ( ص 223).

هي حقًّا كارثة ما زلنا على مائدتها اللعينة حتى اليوم . ولكم أعزائي أن تستعرضوا ما جرى ويجري في وطننا العربي لتغصّوا حتّى الاختناق . ويتبع .

عبد الله سكرية .