أخبار عاجلة

القفز بخطوات واسعة نحو الأفضل 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من ارسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ” رواه مسلم، وعن جابر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة رواه البخاري ومسلم، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها” رواه مسلم، وعن أبي موسى رضي الله عنه.

 

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على كل مسلم صدقة قال أرأيت إن لم يجد؟ قال يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال أرأيت إن لم يستطع؟ قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل؟ قال يمسك عن الشر فإنها صدقة متفق عليه، واعلموا يرحمكم الله أن الإدارة هي السبب ، فهذا سؤال موجه لكل مدير ومسؤول، هل تستطيع أن تخبرني ما هي آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني؟ فإذا كانت معرفتك ممتازة بهذين المجالين وتقوم بتطوير قسمك أو مؤسستك بتطور المجالان المذكوران فإني أتوقع مستويات خارقة من الأداء وسرعة في العمل، وإنتاجية تقفز قفزا بخطوات واسعة نحو الأفضل. 

 

وتعاون بين الجميع ممن يعملون معك، والإحترام متبادل والآراء مسموعة، والإبداع أساس من أسس التجديد والتطوير المستمر، موظفون يحضرون قبل ساعات الدوام ويخرجون بعده، والصلاحيات المالية والإدارية مكفولة للجميع، والثقة عالية، فينتج عن ذلك مكان العمل نظيف ومرتب ومريح للنظر، مراجعون أو عملاء راضون تماما عن الخدمات التي تقدمها، أرباح عالية وتكاليف منخفضة، وهل تبدوا هذه الصورة حالمة؟ لا، فهناك مؤسسات ناجحة تكون بيئة عملها بهذه الصورة، أما إذا كنت جاهلا بما سبق، فالعكس صحيح لكل ما ورد أعلاه، وقد يستغرب أحدكم ويتساءل، هل الإدارة هي السبب الوحيد لنجاح أو فشل أي مؤسسة سواء حكومية أو خاصة؟ فيقول أحد الخبراء في مجال الإدارة، دعوني أختصر عليكم الإجابة، فهي نعم وهي السبب.

 

لذلك يقول الخبير في علوم الإدارة، إبتكرت قانونا إداريا إقتبسته من أحد الكتب الإدارية وغيرت فيه، ويقول القانون رقم واحد إذا وجدت مؤسسة فاشلة فإنظر إلى الإدارة فهي السبب لهذا الفشل ويقول القانون الثاني إذا لم تجد الإدارة هي السبب فانظر إلى القانون رقم واحد، فالإدارة هي الأساس في كل مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة خبط عشواء، وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا إعوجت أعوج العمل معها وإن صلحت، صلحت المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان والعقل إذا لم يطور تجمد بل تحجر، والإدارة لا تقتصر على شخصا واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخصا واحد أو ما نسميه المدير العام، ولهذا المدير مسؤولون سواء للمالية والحسابات أو لإدارة المشتريات أو خدمة العملاء وهكذا، وكل هؤلاء يطلق عليهم لفظ الإدارة.

 

والإدارة تملك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية، والفقرة السابقة هي تعريف بسيط لشكل الإدارة، وذكرنا في هذا التعريف حق الإدارة في تصريف مواردها، لكن وسائل ترتيب الموارد البشرية كثيرة ومنوعة، فأي الطرق يستخدم مديرك؟ هل هي طريقة حديثة لا مركزية، أم أسلوب متسلط مركزي؟ فالأسلوب المتسلط يقوم على نظرية أن الموظفين كسالى، ويجب أن تفتش عملهم كل دقيقة، وكذلك هم عديمي الأمانة فيجب أن تحكم الرقابة عليهم وتبتكر القوانين الصارمة، وكما إنهم أقل ذكاء وفهما منك، فيجب أن تضع أهدافا للأداء لهم أو حتى لا تخبرهم بذلك بل يكفي أن تكلفهم بمهام وسينفذونها من دون تفكيرا كالآلات، وليس لهم الحق أن يسألوا لماذا؟ وإنهم فقط يؤدون ما عليهم من واجب. 

 

فلا يستحقون أي حوافز سواء مادية أو معنوية، لا رأي لهم أو إستمع لآرائهم ولا تلقي لها بالا لكي تخدعهم وتجعلهم يظنون أنك تستمع إليهم، وأما الأسلوب الحديث فيبنى على أسس متينة عماده الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحوا أهدافا إتفق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيات العامة حتى الأساليب التطبيقية، مرورا بالشؤون المالية والإدارية، فكل موظف له الحق في إبداء رأيه وله الحق في أن يسمع، كل شيء يناقش في جو من الإحترام المتبادل والكل يضع عصارة فكره وإبداعه، وتتطور المؤسسة فتلغي الإجراءات العقيمة لتحل محلها إجراءات أكثر بساطة وإنتاجية، وتلغى النظم المعقدة المركزية إلى نظم لا مركزية، يتحمل الموظفون المسؤولية كاملة ودور المدير هنا.

 

هو أن يكون موجها ودربا ومعلما وقدوة، فعله أكثر من كلامه، والمعلومات يتيحها للجميع إذ لا سرية كما في النظام المتسلط، سواء كان ذلك في المجال الإداري، أم المجال التقني فهو وسيلة قوية في يد الإدارة الحديثة ووسيلة تفاخر في يد الإدارة المتسلطة والمجال التقني يفتح آفاقا واسعة لتخفيض الكلفة والزمن لتحقيق المهام وتكون فعالة إذا ما إستخدمت بالطريقة الصحيحة.

شاهد أيضاً

هشام العيسوي: ثورة 30 يونيو أعادت للدولة هيبتها وأطلقت مسيرة دعم الصناعة الوطنية والتصدير

كتبت هدي العيسوي  تقدم الدكتور هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية، بخالص التهنئة إلى …