أخبار عاجلة

القدر ومسار الحياة: كيف يمنحنا الزمن ما كتب لنا؟

القدر ومسار الحياة: كيف يمنحنا الزمن ما كتب لنا؟

بقلم/ أيمن بحر

نحن نمشي على هذه الأرض ونظن أننا نختار مصائرنا، بينما الحقيقة أعمق وأكثر حكمة. فالحياة كثيرًا ما تسوقنا بخيوط خفية إلى ما كُتب لنا منذ الأزل، بعناية لا نعيها ولا نستطيع السيطرة عليها.

كل باب يُغلق في وجهك لم يكن قدرك، وكل غيابٍ آلمك لم يكن نصيبك، وكل أمر طال انتظاره سيأتيك حين يحن الزمن لإيصاله إليك. ما فاتك لم يُخلق لك أصلًا، وما خُلق لك لن يستطيع أحد أن يسلبه منك، مهما حاول الزمن أو الظروف أو البشر. فالقدر يعرف طريقه إلى أصحابه مهما طال الالتفاف.

ومن هنا، يكمن السر في الرضا والطمأنينة. حين ندرك أن ما هو لنا سيأتي في وقته، وأن كل لحظة صعبة تحمل درسًا أو إشارة نحو الأفضل، نصبح أحرارًا من القلق المفرط ومن الإصرار على ما لا نستطيع تغييره.

اطمئن، وامشِ في حياتك بقلب راضٍ، فكل خطوة تقوم بها محسوبة، وكل تجربة تمر بها هي جزء من خطة أكبر لا نرى تفاصيلها، لكنها دائمًا تسير نحو صالحنا. الحياة ليست مجرد محاولات واختيارات، بل هي رحلة في حضرة تدبير أعظم من تدبيرنا، تدبير يضمن لك أن تصل إلى ما كتب لك دون ضياع.

في النهاية، قبولنا للقدر لا يعني الركون أو الاستسلام، بل يعني الثقة بأن كل ما يحدث لنا له سبب، وأن كل تجربة – سعيدة كانت أم مؤلمة – تشكّل الطريق الذي يقودنا إلى نصيبنا الحقيقي. فامشِ بثقة، وامنح قلبك الطمأنينة، فالحياة أوسع من أن نحصرها في خيبة أو فقد، وأعمق من أن نفهمها بتعقلنا البشري وحده

شاهد أيضاً

لا شيء يحدث عبثاً.. فى كل قدر سر يمهّد الطريق لقدر آخر

لا شيء يحدث عبثاً.. فى كل قدر سر يمهّد الطريق لقدر آخر بقلم/أيمن بحر نحن …