مقالي / محمد الليثى
( القبيلة هي جماعة اجتماعية ، تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى أو اسم حلف قبلي يعدّ بمثابة جد، وتتكون من عدة بطون وعشائر. غالبًا ما يسكن أفراد القبيلة إقليما مشتركًا يعدونه وطنًا لهم، ويتحدثون لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك ضد العناصر الخارجية على الأقل )
فالقبيلة هي محور تفكير الفتى .. يتمسك بما تطرحه من أفكار ، يعيش بها بعيدا عن متغيرات الواقع .. ثم يبدأ بعد فترة في أعادة أنتاج نفس الأفكار ، التي عاش عليها .. فهو متمسك بها لا يريد أن يتنازل عنها أو يحاول التفكير في أخرى .. لذلك هو يدور في دائرة لا تنتهي من الأفكار التي ثبت نجاحها في عصر ما ، ولكنها لا يمكن أن تنجح في كل العصور .. لذلك يبدو بعيدا عن تطورات الواقع .. ما الواقع الذي نتحدث عنه ، انه واقع الأفكار المعاشة والتي يحيي بها الناس .. أن هذا العالم يتغير بشكل سريع حيث تتشكل مجموعة من الأفكار المتغيرة .. والتي تعيش في المجتمعات حتى يحدث التغير .. فان كان مقدر للمجتمع فهم هذا التغير نجح في التطور وان أصابه الجمود تحجر وتوقف عن التفكير التقدمي في التغير.
هل هناك تغير في العالم العربي من مجموعة أفكار نعرفها عن ظهر قلب إلى أفكار متغيرة .. من حالة السلام النفسي إلى حالة التوتر النفسي .. من مشاهد الراحة والسلام إلى مشاهد العنف والقتل ، وسلب الحياة .. مما اوجد تغير في السلوك الانسانى فاخذ من الحياة جماليات التفاصيل إلى قلق اللحظة .. فاختفت التفاصيل إلى ثقافة المنافي .. هل تحول ذلك إلى منتج ثقافي يتمرد على أفكار القبيلة .
هذا ما لم يحدث حيث أصبح المنتج الثقافي بعيد عن القارئ .. فتحول إلى ما يطرحه الأعلام وكذلك منصات التوصل الاجتماعي مما أدى إلى تراجع دور الكتاب والمثقف والذي طرح نوع من الكتاب لا يعيدون أنتاج الماضي فقط أنما يؤكدون عليه .. هو لا ينتج أطروحات للتعامل مع الحاضر ، أنما توقف المثقف حين أصيب بالصدمة ، صدمة التغير كأنه انتهى به الطريق إلى مفترق طرق .. توقف نعم ..وأصبح القارئ بعيدا عنه لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية .. وتغير في محيط الرؤى المجتمعية ، لتك المجتمعات التي أصبحت تعانى من تغير أفكار المجتمع .. لذلك تقوقع صانع المنتج الثقافي على نفسه.. وعلى قبيلته وأصبح ينتج للقبيلة المثقفة فأعاد أنتاج الأفكار .. وفى تلك المرحلة لم يجد له جمهور .. فمستحيل أن يتحول الكاتب إلى قارئ ، فالقارئ هو مستقبل سلبي أم الكاتب فهو منتج أجابي .. فغاص الكاتب في بحر من الضبابية في الرؤى ، التي أدت إلى تحوله إلى البين بين .. هي منطقة وسط رمادية تطلب السلامة .. والسلامة في أعادة أنتاج أفكار القبيلة .. التي ثبت نجاحها في الفكر العام المجتمعي .. لذلك خلت الندوات الثقافية من الجمهور وجلس الكاتب في مقعد القارئ فأصبح غير مستريح لذلك المكان .. فعاد للبحث عن القارئ فألم يجده .
فتحولت صناعة الثقافة إلى الاهتمام بالقشور الثقافية دون أنتاج ثقافة قادرة على التلاحم مع المجتمعات الفكرية المتغيرة .. فهرب القارئ إلى اختراع
لغة فكرية بعيدة عن منتج المجتمع والى البحث عن البطولة الافتراضية
وعن الظهور أمام المجتمع بشكل مختلف .. مع ظهور ظاهرة الإعادة
حيث يعمل الولد في نفس مهنة والده حتى لو كان متخرج من أفضل الكليات وحصل على قدر من التعليم المتميز .. وأصبح متروك وارتمى إلى فكرة الإعادة وتحولت قدراته إلى أعادة أنتاج أفكار قديمة في التعامل مع مشكلات مجتمعية حديثة .. هذا الفرضية تتبع المنحنى الاقتصادي والذي يتغير طبقا للشروط الاقتصادية في المجتمعات . أذا هل نجح أعداء الأمة
في فرض سلوك الهروب .. فهربت عناصر المجتمع المطلوب أن تتفاعل مع متغيرات اللحظة
إلى الموت في أعادة أفكار القبيلة .
أذا تحول المثقف أو منتج الثقافة إلى الخوف .. الخوف من سلطة القبيلة في التحول إلى الواقع .. الخوف من الواقع .. والخوف أيضا من الواقع الافتراضي والخوف يؤدى إلى الهرب إلى أفكار القبيلة المثقفة في المجتمعات التي تبحث عن الخلاص .. والخلاص في أنتاج ومناقشة أفكار المجتمعات ومصادر الخوف والحيلولة دون أعادة أفكار القبيلة التي تؤدى إلى عزوف القارئ عن الاهتمام بالثقافة .. وأحياء دور الكاتب في التعامل مع الأفكار الجديدة .. التي تناقش مشكلات المجتمع وليس مشكلات القبيلة المعادة .