• الفقراء وطن يبكي وانين جراح
( الى ارواح شهداء ساحة الطيران وساحة عدن الذين تفجرت بهم الارض في بغداد السلام )
جاسم العبيدي
(1) اشجان
ساحة الطيران
تحصي الارض ارواحا
وترتفع الاكف الى السماء مبعثرة
وتسير بسطات بلا ايد تعانق ارجلا متطايرة
لتنثر ماتجمع من انين مطارق العمال والبسطات
بالعربات تجمعهم
وفي الطرقات حيث تجمد الدم بالهواء
من بقايا الصابرين على البلاء
صباح ضاق بالاحزان
والتفت به ساق على ساق
وراحت صاعدة
لسمائها سوداء كل جباهها متوقدة
تبا لتلك المعضله
تبا لكل القابعين على الكراسي والوجوه القاحله
تبا لساسة عصرنا وذوي الجباه الموحلة
وذوي اللحى المسترسلة
تبا لهم حتى قيام الساعة الكبرى
الى يوم القيامة موغله
(2) اجساد
اجساد حمراء معلبة
تتصاعد نحو سماء الله
بيديها خبزالموت
ينسخ في الساحة افواها
لا تحمل أي اكف واصابع
موت جامع
من هذا القهر امتدت تقطر دمعا ودما
عين وفم ولسان ينطق باسم الجرحى وينازع
(3) انين
الفقراء
وطن يبكي وانين جراح
تجمعها الغربة في الساحة
ليس سوى الدم معجونا بوجوه اتعبها الطوفان
واشقاها صمت الاكفان
(4) انتظار
امي
تلك المفجوعة من رعب الموت
تتارجح مابين دمي ودماء الاموات
من حزن لا يعرف غير السير على الطعنات
تصرخ من وجع
واه محمود , احمد ,
بني أفيقا من موت اللحظة
من وجع الحاضر
عودا للبيت
العيش هنا ذل والاولاد جياع ينتظرون
يامحمود
الطلق يداهم امراتك
و تئن من الوحدة والوحشة
تدعو
ان يرزق رب العرش الاخوين
وانا لا اعرف كيف اعود اليها بلباس الحزن
اقول لها
لا جثة لهما
لا صوت لمحمود او احمد
لا صوت لكل رفاقهما في الساحة
العربات تسير بلا اقدام
على الاسفلت المهروس باجساد القتلى
لا صوت لهم في الساحة
والصرخة باتت
طرق تشكو الموت
حين الصرخة دوت في الصمت
حين تلقت صوت القنبله المفتعله
مما صنعته القتله
•
كل امط براسه
متنظرا بين القوافل
كي يحتسي شايا ودم
من بعد ما احصاه من موت مؤجل
ذاك صوت القنبله
صرخة تحبس في صيحتها كل حياءالجهلة
صرخة تحصد موتا في ديار الغفله
(5) اجساد
الناس حيرى يهرعون
يدعون ان يكون كل من بقى
ابناءهم من بينهم
فلا يرون طعم النار في اجسادهم مشتعله
حتى الصراخ لوعة
ولوعة مستعجلة
الجوع يحتسي امعاءهم
عري من الثياب
بسطاتهم مهلهلة
تجمع ما تشظى من شظى اجسادهم
حين تطير في السما ء
بين الجثث المجندلة
(6) نواح
في الساحة التمت
على اجوائها الطيور نائحة
كل صباح يكنس الحفاة بالاقدام ارضها الهواء منعشا
وفي انحائها يمازحون بعضهم
ويحتسون شاي الصبح بالحليب
وفجاة
تقطعت اجسادهم برحمها ولم تزل تعجنهم
بالدم لحما قانيا وبالدموع
وحينها يفجر القاتل بالموت طريقهم
ويستريح فى فراشه المصون
مستانسا بمنظر الأجساد في التلفاز
تجمعهم شواهد الخضراء حين يلتقون
صباحهم موت ودم
مساؤهم لعب ولهو وقمار وهوى نساء
جباههم لا تعرف الخجل
من أي جنس هؤلاء
يبداون يومهم بالقتل والدجل
بصرخة الارامل الثكالى
وصيحة الاطفال
بالموت الذي يخمر في الاعناق
الموت للسياسيين نازعي الاخلاق
القابعين في جحورهم
الموت خير جامع لهم
حين يحز الموت في الارزاق
فليخرجوا في البدء من وجودنا
وليسلم العراق
( 7 ) رفاة
في العربات
هاهنا مقبرة تجر من رفاتهم
نصف من القتلى
ونصف اخرون
جرحى يطوقون بعضهم ببعضهم
يجمعهم صدى صراخهم
وانت انت
ياوطن الملائكة
ياوطن الذين قد تجمهروا كي يجمعوا ارواحهم
ابناءهم ملائكة
فكيف ياوي الموت في الرؤوس الشائكة
وهاهنا نساءهم على رصيف الارغفة
أم تعانق بالعباءة طفلها
واب يعانق وجهه متهشما
قطعت يداه ومزقت احشاءه بالمقصله
طرق تصاهر ادمعا وانين جرحى قاتله
كي يجمع الاشلاء او يحصي الرفاة المسدله
الموت يحصي كل من مروا على الساحة
وحفيف ارواح تطير الى السماء مهلهلة
( 8 ) بلاء
ماذا تقول قنابل الجبناء
ممن يزرعون الموت في جنح المساء
هل يستمر
الموت للفقراء وحدهم اذا حل البلاء
هل يستريح الموت من كفن
عجنته الاف الدماء