أخبار عاجلة

الفريضة الغائبة … جهاد النفس ( المقال 2 )

الفريضة الغائبة … جهاد النفس ( المقال 2 )
خلع الحجاب في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الفريضة الغائبة … جهاد النفس
خلع الحجاب في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية … تحقيق و دراسة مقارنة نقدية
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 2 )

العَالمُ المسلمُ السُنـِّي ينتظر المهدي محمد بن عبد الله عليه السلام , حفيد النبي محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ , و يترقب وصوله و ظهوره
[ عن أُمِّ سَلَمةَ قالت : سَمِعْتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقولُ : المَهْدِيُّ منْ عِتْرَتي مِنْ وَلَدِ فاطِمَةَ ] ( حديث صحيح رواه أبو داود ) و صحيح في مشكاة المصابيح بلفظ [ من أولاد فاطمة ] [ عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : المهدي من عترتي من أولاد فاطمة ] و الشاهد هنا
[ المهدي من عترتي ] و العترة ـــ أي : الأقربون من النسل بصفة عامَّة , و لكن المقصود من الحديث الشريف نسله الشريف صلى الله عليه و سلم
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
و لا أعلم خلافاً علىَ صحة هذا الحديث بين جماهير العلماء و الفقهاء و أهل العلم المُعْتَبَرين , و ذلك من مجموع طُرقه و شواهده العديدة , و لو وُجِدَ اختلافاً فليس في الحديث لأنه ربما يُنكر البعض من أهل العلم حكاية المهدي و هذا ربما يكون وارداً , و لكننا فندناه بالأدلة من الكتاب و السُـنــَّـة و الواقع و من الشرائع المختلفة كما سيأتي لاحقاً بإذن الله تعالىَ في ثنايا البحث , كما أثبتنا وجوده أو ظهوره ذات يوم بإذن الله تعالىَ , شاء مَن شاء و أبَىَ مَن أبىَ , فهذا ما أدَّىَ إليه اجتهادُنا بفضل الله تعالىَ
و الله تبارك و تعالىَ أعلى و أعلم
, و العَالَمُ اليهوديُ ينتظر المسيح الدَجَّال و يُمهد له بإسم أو لقب ( مَلِكْ السلام ) ـــ أي : السلام علىَ طريقتهم أن يحكموا العالم و يستعبدونه بإسم ( الحكومة العالمية ) أو ( المجتمع الدولي ) و ( الأمن الدولي ) و طبعاً خدعة ( تقارب الأديان ) حلقة من حلقات الوصل في سلسلة ( حكم العالم ) و كذلك ( العولمة ) هىَ سُلـَّــمَــة في يدِ ( حكومة العالم الخفية ) !!!
[ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – : يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا , عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير , و صحيح في السلسلة الصحيحة )
و الشاهد هنا
[ يَهُودِ أَصْبَهَانَ ] , و الشيعة الإثنا عشرية المارقة ينتظرون المهدي الخاص بهم الذي أطلقوا عليه بعد أن طالت غيبته ( المهدي المُنْتَظَرْ ) , و هو في نظرهم محمد بن الحسن العسكري الذي وُلِدَ في سَامِرَّاء عام 255 هجرية منذ ما يقرُب ـــ من 800 سنة ـــ ثماني مائة عام و لم يظهر حتىَ الأن و لن يظهر , إليكم ما تقوله كتبهم
( تحليل دم منكر المهدي )
( [ وأما استحلال الدم فتفيض به المصادر المعتمدة . يقول الشيخ يوسف البحراني تحت عنوان : حل دم الناصب وماله :
إعلم أنه قد استفاضت الأخبـار عنهـم – سلام الله عليهم – بحل دماء أولئك المخالفين وحل أموالهم .. فروى الشيخ ( أي الطوسي ) في الصحيح عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع ) قال : خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس/ تهذيب الأحكام 4 : 122.. وروى الصدوق في كتاب العلل الصحيح عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) ما تقول في قتل الناصب ؟ قال : حلال الدم ] ( المصدر : كتب في بيان عقائد الشيعة ـــ حسب المؤلف ـــ الدكتور طه الدليمي ـــ المهدي هذه الخرافة )

(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
و الشيخ الطوسي عند الشيعة مثل الإمام البخاري عند أهل السُـنـَّـة
و المقصود ـــ بالنواصب ـــ أو ـــ الناصبي ـــ أو ــ الناصب ـــ أي : أهل السُنــَّـة الذين ينكرون ( المهدي المنتظر ) مهدي الشيعة و أنه ليس المهدي الحقيقي الذي بشر به نبينا و سيدنا و مولانا الرسول محمد عليه أفضل الصلاة و أزكىَ السلام بلا مبتدأ و لا منتهىَ , فالشيعة يستحلُّون قتل أهل السُـنـَّــة الذين يُطلق عليهم الشيعة إسم أو لقب أو رمز ( النواصب ) لهذا السبب و هو إنكار المهدي أو كما يزعمون هم ( المهدي المنتظر ) الخاص بالشيعة !!!

مسألة : في حقيقة تقارب الأديان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يوجد أديان , و إنما الحقيقة هو دين واحد , و شرائع مختلفة , و تتوقف هذه الشريعة أو تلك علىَ حسب درجة عُمْرَان هذه الأمة أو تلك , أو مدىَ علمها أو مَدَىَ تقبـُّلِهَا للفكر الديني الذي جاء به الرسول أو النبي المُرْسَلُ إلى هذه الأمَّة أو تلك
[ إِنَّ ‌ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ١9 ] [ آل عمران \ 19 ] الشاهد الأول
{ إِنَّ ‌ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ }
و الدين واحد و ليس عدَّة أديان سواء كانت اليهودية أم النصرانية أم الإسلام .. هذا دين واحد إسمه ( الإسلام )
و الشرائع مختلفة و هذا ما سيظهر من
الشاهد الثاني
{ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ }
و نجد هنا { ٱلۡكِتَٰبَ } مُعَرَّفَة بحرفي الألف و اللام , و المقصود بها أهل الكتب كلها و لن يختلف المعنىَ في كلامي سواءً كان المقصود بها اليهود و النصارىَ فقط أم كان المقصود بها اليهود و النصارىَ و المسلمين , و المعنىَ المراد , أن أهل كل مِلَّة إختلفوا مع أهل المِلل و الشرائع الأخرىَ , و أهل كل مِلَّة زعموا أنهم على الحق المُبين و أن ما عداهم هو الباطل المُبين , { إِلَّا } و هذا حرف الإستثناء ـــ أي : أنهم اختلفوا في تفسير الشرائع ووقعوا في بعضهم البعض و كَفَّروا بعضهم البعض و تناحروا مع بعضهم البعض , فطغىَ بينهم الفساد و الكره , فقامت بينهم الحروب الطائفية التي أطلق بعضهم عليها ( الحروب المقدسة ) و هذا اللقب ( الحروب المقدسة ) أطلقه الصليبيون على حروبهم الباطلة في صراعهم مع المسلمين , ( و أقول ) لم يختلف أهل الدين أو أهل الكتاب سواء اليهود و النصارى و المسلمين { إِلَّا } { مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ } ـــ أي : من بعد ما جاءهم الرسول , أي رسول , سواء أدم أو إدريس أو نوح أو إبراهيم أو موسى أو عيسى أو محمد أو غيرهم من الأنبياء و الرُسُل , عليهم صلوات الله تعالى و سلامه جميعاً , بخبر السماء و الوحي إلىَ أهل الأرض , ( إذاً ) هم لم يختلفوا علىَ أصول الدين , فلم ينكر يهودي و لا نصراني و لا مسلم وجود ( ألله ) ….. لم يختلفو على وجود ( ألله ) و لم يختلفوا على وجود ( الملائكة ) و لم يختلفوا على وجود ( الكتب : التوراة و الإنجيل و القرآن ) و لم يختلفوا على وجود ( اليوم الآخر ) و لم يختلفوا على إرسال ( الرُسُل و الأنبياء ) و لم يختلفوا على وجود ( القدر ) فهذه المُسَمَّيَات التي ذكرتها هى ( أصول الدين ) … أصول أي دين ( اليهودي و النصراني و الإسلامي )

هنا يسألني ساءل , و أين اختلافهم طالما هم متفقين على الأصول ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الجواب

( أقولُ بإذن الله تعالىَ )

سنَحِلُ هذه الثنائية العجيبة التي لم ينتبه لها الكثير من الناس

الكل متفق في الأصول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكل متفق على أصول الدين التي ذكرتُهَا , و لكنهم اختلفوا في كيفيَّة وصفها , ووصف الله تعالى في الإسلام أخذه المسلمون من القرآن الكريم و السُـنــَّــة النبوية الشريفة الصحيحة , و شريعة الإسلام في نظري هىَ ( العُمْدَة ) و ( المَرْجِعْ ) و ( المَصْدَرْ ) و ( النبع الصافي ) لأصول الدين بَدْءً من الحديث عن ( ألله ) و وصفه و الملائكة و الكتب و الرُسُل و اليوم الأخر و القدر

الكل مختلف في الشريعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكل مختلف في الشريعة على وصف الله تعالى بداية من إسمه , ففي التوراة إسمه ( يهوه ) و في الإنجيل ( يسوع ) و في الإسلام ( ألله ) و كذلك اختلفوا على أشكال الملائكة و مهمتها ووظائفها , ففي التوراة ( الكتاب المقدس ) الذي بين أيدينا , الملائكة تظهر للناس في الشوارع و الطرقات و تكلمهم و الله يظهر لهم و يتصارع مع يعقوب , كما هو مذكور في سفر التكوين
[ فبقي يعقوب وحده ، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه ، فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه و قال : أطلقني لأنه قد طلع الفجر ، فقال : لا أطلقك إن لم تباركني . فقال له : ما اسمك ؟ فقال يعقوب : فقال : لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب ، بل إسرائيل ، لأنك جاهدت مع الله و الناس و قدرت . وسأل يعقوبُ وقال : أخبرني باسمك . فقال : لماذا تسأل عن اسمي ؟ وباركه هناك . فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل ، قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه ] ( المصدر : كتاب : الكتاب المقدس ــ العهد القديم \ التوراة \ سفر التكوين \ الإصحاح : 32 \ العدد : 24 \ 32 )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
لا تعليق على هذا النص التوراتي من الكتاب المقدس
و على الصعيد الأخر , ففي الإنجيل , وظيفة الملائكة هى خدمة يسوع
[ وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ . وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ . وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ ] ( المصدر : كتاب : الكتاب المقدس \ العهد الجديد : الإنجيل \ إنجيل مرقص \ الإصحاح : 1 \ العدد : 13 \ )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
نجد في النص الإنجيلي متناقضات عجيبة و هى , إجتماع الملائكة مع الشيطان ؟! و نجد أن الشيطان يجرِّب الرب ؟!
و هكذا تختلف كل شريعة عن الأخرى في كيفية , الإله و الملائكة و الرُسُل و الكتُب و اليوم الأخر و القدر , ( أقول ) اختلفوا في الشرائع ـــ أي : كيفيتهم و ماهيتهم و كيفية و جودهم و وظائفهم , و لكن لم يختلفوا في ( الأصول ) ـــ أي : لم يختلفوا على وجودهم
{ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ ‌شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ٤٨ }
[ المائدة \ 48 ] و الشاهد الأول
{ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ ‌شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗا }
الشاهد الثاني
{ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ }

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و من هنا نؤكد أن التقارب في الدين ممكناً و لكنه مشروطاً بالإنابة إلى الله تعالى و عدم الشرك به و عدم تفريق الأمة مذاهب و مناهج و طوائف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٣١ مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ ‌حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢ }
[ الروم \ 31 \ 32 ] الشاهد الأول
{ مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ }
الشاهد الثاني
{ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ }
الشاهد الثالث
{ مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا }
الشاهد الرابع
{ كُلُّ ‌حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ }

و انظروا للأية القرآنية كتبتها لكم بهذا الشكل لتزيدوا النظر فيها
{ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٣١ مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا }

و هنا نرىَ أن الله تعالىَ قَرَنَ الشرك بتفريق الأمة بخلق و زرع الألغام الفكرية عن طريق المناهج و المذاهب التي تعمل على تشتيت أي أمة على وجه الأرض , و ذلك بكثرة الأقوال و الشروح الفلسفية البعيدة كل البعد عن ديننا و حياتنا , و تحويل النصوص الإلهية إلى قطَع أدبية يقول كل جاهل و أُمِّيِّ و روبيضة فيها برأيه حتى تهلك الأمم , و تتوه الأمم في بحور المناهج و المذاهب و الأقوال و الأراء المتعددة , و من هنا تضعف الأمم و تخور قواها , و تتفكك , فيطمع فيها أعداءها , و مع ذلك نجد أن الذين يعملون على تشتيت الأمم و إضعافها للأسف الشديد
{ كُلُّ ‌حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ }
و لا يرون المصائب العظيمة و الفتن الكبيرة التي وضعوا فيها الأمم , ففي اليهودية و النصرانية تجد أمثال هؤلاء بَدْءً من الفَرِّيسِيِّين و الصَدُّوقييِّن , إنتهاءً بالكهنة و الحاخامات و المُبَشِّرين الذين بَرَّرُوا للغرب الأمريكي و الأوروبي إستعمار الأراضي العربية و هم فئة ( الكهنة و الحاخامات الصهاينة و الماسون ) من المستشرقين مثل صموئيل زويمر , كما نجد منهم عند المسلمين أمثال الوهابية و السلفية , و السلفية الجهادية و الجهاديين , و الإخوان اللامسلمين المجرمين بداية من محمد بن عبد الوهاب و سيد قطب و حسن البنا و زينب الغزالي و انتهاءً بــ وجدي غنيم و عاصم عبد الماجد و محمد عبد المقصود و يوسف القرضاوي و أسامة محمد عبد العظيم حمزة و خاله عبد الصبور شاهين و ياسر برهامي و حازم صلاح ابو اسماعيل و غيرهم ,
و الحل الوحيد بتوعية الأمم بفهم صحيح معاصر يستوعبونه , و عن طريق المستنيرين الأتقياء الأنقياء , و بإعادة الشروح للنصوص في الكتاب المقدس و عند اليهود و النصارى , و أمَّا عند المسلمين فبشرح السنن شرحاً حديثا معاصراً مناسباً
و ذلك بتنقية الشرائع مِمَّا عَلِقَ بها من تفاسير وهمية و تحريفات مُتَعَمَّدة , و أنا هنا أقصد نصوص الحديث النبوي الشريف , و أنا أعلم أن العلماء و الفقهاء المسلمين في كل العصور لهم اجتهادات في هذا الشأن و بيَّنوا و أظهروا بكل تواضع و بكل وضوح و صدق و بكل علم و ثقة ( أقول ) نَقَدُوا الصحيح من الضعيف من المُنكر من الباطل من الغريب أو المشهور أو الذي ليس له أصل في السُــنــَّـة , و أشهد لعلماء و فقهاء المسلمين أنهم أدُّوا و يؤدون الأمانة بجدارة , و إن كانوا يختلفون فهم إنما يختلفون من أجل الوصول للأفضل و الأكمل , كما أنني أقصد على وجه الخصوص بكل تأكيد ( الشريعة اليهودية ) و ( الشريعة المسيحية ) التي هى في الأصل مأخوذة من ( الشريعة اليهودية ) إذ النصارى ليست لهم شريعة خاصة بهم و إنما هم يستمدون شريعتهم من الشريعة اليهودية في الأصل لأنهم على شريعة سيدنا موسىَ عليه الصلاة و السلام , و للأسف كتاب اليهود و النصارى ( المقدس ) بعهديه القديم و الجديد , مُتْخَمُ بالتحريف و مع ذلك فهؤلاء القوم لا يعترفون بذلك , رغم اعتراف أباء الكنيسة الكبار على مستوىَ العالم بذلك التحريف قديماً و حديثاً و مُعَاصَرَاً , و هذه مشكلة اليهود و النصارىَ و ليست مشكلة المسلمين , إذ المسلمين لديهم القرآن الكريم فوق النقد و خالي من التصحيف و التحريف و قد حاول المغرضون من كل حَدَبٍ و صَوبٍ لإثبات أي تحريف في القرآن الكريم و لم يستطيعوا , و من العجيب في الأمر أنهم لم يحاولوا إثبات التحريف في كتابهم المقدس … للأسف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما نؤكد أن التقارب بين المذاهب و الطوائف مستحيل لأن كل فريق سعيداً بما يعمله و لو كان على حساب الأمم لإن هؤلاء لا يُرجىَ من ورائهم طائلاً و لا إصلاحاً أبداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ ‌حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ٥٣ فَذَرۡهُمۡ فِي غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِينٍ ٥٤ }
[ المؤمنون \ 53 ] الشاهد الأول
{ فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ ‌حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ }
الشاهد الثاني
{ فَذَرۡهُمۡ فِي غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِينٍ }

لا يوجد تقريب بين السُـنــَّـة و الشيعة و بين اللاهوتيين و بين المذاهب الأربعة في الإسلام , و لا يوجد تقريب بين المؤمنون بالتلمود و ما فيه و بين الطوائف و المذاهب النصرانية كالكاثوليكية و الإنجيلية و البروتستانتية , فهذه كلها طوائف و مناهج و مذاهب , من نتاج العقل البشري و الإختلاف فيها هو الذي دَمَّر كوكب الأرض و أنتج الفساد و أصبح المَرْعَىَ لخصيب للشيطان الرجيم و الأعور الدجال و شيوع أتباعهما في الأرض
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ ‌شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ١٥٩ }
[ الأنعام \ 159 ] الشاهد هنا
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ ‌شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍ }

القاهرة \ يناير \ الثلاثاء 14 \ 1 \ 2020 م \ الساعة 18 و 4 بعد العصر \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

شاهد أيضاً

الوعي مرض المثقفين 

الوعي مرض المثقفين  كتب سمير ألحيان إبن الحسين محنة العقل في ضل أزمة الوعي العربي …