أخبار عاجلة

الفريضة الغائبة … جهاد النفس ( المقال 1 )

الفريضة الغائبة … جهاد النفس ( المقال 1 )
خلع الحجاب في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الفريضة الغائبة … جهاد النفس
خلع الحجاب في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية … تحقيق و دراسة مقارنة نقدية
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 1 )

أيها القاريء … ربما يكون هذا البحث من أخطر و أهم ما ستقرأ في حياتَك … و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم

تمهيد
ـــــــــــــــــــــــ

سبب ظهور هذا البحث للنور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو أن

الفنانة المصرية ( صابرين ) تخلع الحجاب و هجوم السوشيال ميديا عليها !!!

فليسامحني القاريء إذ كتبت بحثاً استقرائيَّاً طويلاً في هذا الأمر , و استقرائيَّاً بمعنىَ يتتبع كل جزئية و كل حرف و كل دليل و يأتي بأوله و أخره و يناقشة بحيادية و عمق , و عندما أكتب في جزئية معينة أحاول شرحها و تفصيلها للقاريء قدر الإمكان حتىَ لا تأخذه الحيرة ,فإذا كتبنا الحديث الشريف لابد لنا من إظهار درجة الحديث و صحته و محاولة تبسيطه للقاريء , و إذا استشهدنا بآيات من القرآن الكريم وضحنا للقاريء ما المراد من الأية الكريمة , و كذلك نفعل إذا تطرقنا للكتاب المقدس بعهديه القديم الذي يشتمل علىَ التوراة و الجديد الذي يشتمل علىَ الإنجيل , و كذلك إذا تطرقنا لدليل ناقشناه حتىَ تعم الفائدة و يفهم القاريء , فليس كل القرَّاء بدرجة واحدة من الثقافة أو بدرجة واحدة من خلفيات المعرفة لذلك أحاول جاهداً الشرح ببساطة و بتفصيل , فقد كان موضوع الفنانة المصرية المسلمة صابرين هو الشرارة التي انبعث منها هذا البحث الذي كنت أكتبه من يوم أن شاهدت الموضوع علىَ السوشيال ميديا , … لا يجب أن ننسىَ الأمور الكونية العظيمة و نجلد الفنانة صابرين !! لا يجب أن ننسىَ المؤامرات التي تُحَاكُ لنا و الفتن التي تجلبها علينا و علىَ مجتمعاتنا تلك المؤامرات و نغتال الفنانة صابرين اغتيالاً أدبياً و ماديَّاً و معنويَاً , لا يجب أن ننسىَ تكالب الأمم علينا كالذئاب و نحن نتسلـَّـىَ بأوجاع و دموع الفنانة صابرين , أرجوكم استفيقوا … سامحوني على الإطالة … فقد احترمتكم و احترمتُ عقولكم , لا تلوموا

قال الله تبارك و تعالىَ في القرآن الكريم
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }
[ آل عمران ـــ 128 ـــ ] و الشاهد هنا { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ }
مع ملاحظة أن الخطاب الإلهي في الآية القرآنية الكريمة كان مُوَجَّهَاً إلىَ الرسول صلىَ الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ
و قد وَرَدَ في السُـنـَّـة النبوية الشريفة
[ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ قَالَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى ذَلِكَ ] ( حديث صحيح في صحيح البخاري ……. باب : طوق النجاة )
و الشاهد هنا
[ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ ]

بين يدي البحث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلىَ كل مَن جعل نفسه وكيلاً ووصيَّاً علىَ الناس بغير وجه حق … فإذا كانت هذه أخلاقنا … فلا عجبَ أن يتسلَّطَ علينا عدونا
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }
[ آل عمران ـــ 7 ـــ ] و الشاهد هنا
{ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ }
فلا يتكلم أي إنسان من هواه بلا علم فيـَـضِلُ و يُضِل ,
نحنُ الشعوب العربية المريضة , نقيم لأنفسنا محاكم التفتيش بالباطل , و نعتقد أنه الحق , و نعتقد أننا مُتَدَيِّنين و أننا حُمَاة الدين و حُرَّاس العقيدة و هذا مطلوب و لكن بقدر ضئيل كالمِلح في الطعام , ( أقول هذا مطلوب ) و لكننا نعتقده خطأ و نمارسه بغباء و نعيش هذا الواقع الأليم الذي هو أننا نعتقد أننا على الحق ـــ أقول ـــ نعيش هذا الواقع علىَ جهل , نحن الذين نتدخل في شئون بعضنا البعض الخاصة و لا نرىَ في ذلك غضاضة , نحن العرب الذين نرىَ القذىَ في أعْيُن الناس و لا نرىَ الخشب في أعيننا , نحن نصَّبنا أنفسنا حكاماً علىَ الآخرين و أخذنا اختصاصات الإله سبحانه و تعالىَ و نازعناه في مُلكِه و أخذنا نتدخل بكل ( وقاحة ) في الصلة التي بين العبد و ربه عز و جل أيَّا كان هذا العبد فكل البشر عباداً لله سبحانه و تعالىَ ….. و هنا أحب أن أدخل في المناسبة التي من أجلها ظهر هذا البحث للوجود بإذن الله تعالىَ و هو أني قرأت علىَ السوشيال ميديا هجوماً جارحاً على الفنانة الجميلة ( صابرين ) الممثلة المصرية المسلمة … هجوماً من روَّاد مواقع التواصل الإجتماعي و الكل يُفتي و يتألَّىَ علىَ الله تعالىَ في أمر هذه المرأة المسلمة , و هم يزعمون ـــ حرام خلع الحجاب ـــ و قال قائلاً وقحاً جداً و جاهلاً جداً جداً ـــ و هىَ صغيَّرة ـــ على الفور فتحت اليوتيوب وسمعتها تكلِّم الإعلامي المصري عمرو أديب هاتفياً في برنامج ( الحكاية ) و هىَ تبكي من الألم و قالت جملة أرعبتني , و أسعدتني … قالت … ( لما انزل القبر ربنا هو اللي هيحاسبني ) و أسعدتني لأنها تفهم دينها جيداً , و الدين في أصله الحقيقي مبني على الغيب الذي هو الإيمان بالله عز و جل و الرُسُل و الكتب المُنَزَّلَة و الملائكة و اليةم الأخر و القدر , ( إذاً ) الدين غيبي و الغيب ( جَوهَر ) ـــ أي : مضمون و ليس شكل أو مَظْهَر , و هذا ما يفتقده كثيراً من المسلمين بل لا أخطِيء إذا قلتُ أكثَرَهُم , كما أرعبتني قولَتِهَا … لإن المخلوقات تريد أن تُحاسِب المخلوقات مثلها و هذا من اختصاص الله سبحانه و تعالىَ
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
[ البقرة ـــ 284 ـــ ] و الشاهد هنا
{ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ }
و أيضاً أسعدتني قولَتِهَا … لأنها دافعت عن نفسها بقوة و شجاعة و جدارة و باقتناع و دون خوف أو خجل من الجمهور ( جمهورها أو المعجبين ) , و كلامها صحيحاً وواقعياً , و لكن طبعاً روَّاد السوشيال ميديا ـــ المتخلفين ـــ عقلياً منهم لم يفهموا هذا الأمر جيداً , هم أرادوا أن يكونوا الجَلَّادين الذين سيقومون بتنفيذ الحد علىَ ( المجرمة ) التي خلعت الحجاب !!!! كيف هذا ؟! و هل هىَ أجْرَمَتْ ؟! و مَن الذي أعطاكم الحق في تنفيذ الحكم , فهل أنتم نوَّاب الله عز و جل علىَ الأرض ؟! هل جعلكم الله تعالىَ وكلائه و أوصيائه على الناس ؟!
{ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }
[ الأنعام ـــ 57 ـــ ] و الشاهد هنا
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ }
و { الْحُكْمُ } هنا بمعنىَ …. القضاء , و مَنْ يقرأ الأية القرآنية الشريفة جيداً فسيدرك أن المقصود بها الحكم و القضاء الذي لله تعالىَ في الأخرة , و ليس تصاريف القدر الإلهية التي تكون في الدنيا و الدليل { يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ } و الذي يوضح هذا الأمر هو فعل { يَقُصّ } و هو حساب الأخرة

و إليكم الأدلة
ــــــــــــــــــــــــــــ
الدليل الأول
ـــــــــــــــــــــــــــ

[ وَكَانَتْ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا بَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ – نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ . تَعَلَّمُنَّ وَاَللَّهِ لَيُصْعَقَنَّ أَحَدُكُمْ ، ثُمَّ لَيَدَعَنَّ غَنَمَهُ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ رَبُّهُ ، وَلَيْسَ لَهُ ‌تَرْجُمَانٌ وَلَا حَاجِبٌ يَحْجُبُهُ دُونَهُ : أَلَمْ يَأْتِكَ رَسُولِي فَبَلَّغَكَ ، وَآتَيْتُكَ مَالًا وَأَفْضَلْتُ عَلَيْكَ ؟ فَمَا قَدَّمْتَ ] ( المصدر : كتاب : سيرة بن هشام ـــ باب : أول خطبه عليه الصلاة و السلام ـــ الجزء : 1 ــ الصفحة : 500 )
الشاهد في الدليل الأول
[ ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ رَبُّهُ ، وَلَيْسَ لَهُ ‌تَرْجُمَانٌ وَلَا حَاجِبٌ يَحْجُبُهُ دُونَهُ : أَلَمْ يَأْتِكَ رَسُولِي فَبَلَّغَكَ ، وَآتَيْتُكَ مَالًا وَأَفْضَلْتُ عَلَيْكَ ؟ فَمَا قَدَّمْتَ ] و هذا هو معنىَ المُرَاد من مفهوم الآية القرآنية الكريمة
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }
[ الأنعام \ 57 ]

الدليل الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[ حَدَّثَنَا ‌أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ‌أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ ‌عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ ‌غَيْرِ وَاحِدٍ حَدَّثَهُ عَنْ ‌عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَذُكِرَ قَطْعُ السُّبُلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ إِلَّا يَسِيرٌ حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ بِخِطَامِهَا ، وَاللهِ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى يَأْخُذَ الرَّجُلُ مِلْءَ كَفِّهِ ذَهَبًا لَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْكُمْ ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ‌تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ ] ( المصدر : كتاب : مسند أبو داود الطيالسي ــ باب : أحاديث عدي بن حاتم ــ الجزء : 2 ــ الصفحة : 369 )
و الشاهد في الدليل الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ‌تَرْجُمَانٌ ] (( قلتُ : أنا الباحثُ ))
هذا حديث صحيح متواتر و مشهور , و متفق مع أيات القرآن الكريم في كيفية الحساب , و هو أن الله تعالى سيكلم العبد ليس بينه و بين العبد حجاب و يقرره بذنوبه و العبد يعترف و هذا هو المعنىَ المفهوم في الأية الشريفة التي ذكرنها و هىَ
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }
[ الأنعام \ 57 ]

الدليل الثالث
ـــــــــــــــــــــــــ
[ حَدَّثَنَا ‌مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا ‌يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا ‌سَعِيدٌ ‌وَهِشَامٌ قَالَا : حَدَّثَنَا ‌قَتَادَةُ ، عَنْ ‌صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ : بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَوْ قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ : سَمِعْتَ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي النَّجْوَى ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ : يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ . وَقَالَ هِشَامٌ : يَدْنُو الْمُؤْمِنُ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، ‌فَيُقَرِّرُهُ ‌بِذُنُوبِهِ ، تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ يَقُولُ : أَعْرِفُ ، يَقُولُ : رَبِّ أَعْرِفُ ، مَرَّتَيْنِ ، فَيَقُولُ : سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا ، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الْآخَرُونَ أَوِ الْكُفَّارُ ، فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ : { هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ } ] ( المصدر : كتاب : صحيح البخاري ــ باب : قوله و يقول الأشهاد ــ الجزء : 6 ـــ الصفحة : 74 )
الشاهد في الدليل الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ ‌فَيُقَرِّرُهُ ‌بِذُنُوبِهِ ، تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ يَقُولُ : أَعْرِفُ ، يَقُولُ : رَبِّ أَعْرِفُ ، مَرَّتَيْنِ ، فَيَقُولُ : سَتَرْتُهَا فِي الدُّنْيَا ، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ] و هذا هو المقصود من معنىَ ( القضاء ) و ( المُحَاسَبَة ) في
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }
[ الأنعام \ 57 ] (( قلتُ : أنا الباحثُ ))
هذا حديث صحيح مناسب لمقام الألوهية و السيطرة الكاملة لمقاليد الأمور في الدنيا و الأخرة , كما أنه موافق للعقل و النقل , و واقع الحياه التي تقرر و تؤكد كل يوم أنه ( لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله )

و من هنا نؤكد أن الحكم ليس للبشر في مثل هذه المسائل التي تختص بالضمير مثل خلع الحجاب و النقاب أو حلق اللحية أو حَرْق الجلباب و ارتداء البدلة و القميص ( مثلاً ) , و الحكم لله تعالى في هذه الأية الكريمة يوم القيامة و ليس في الدنيا , و هذا هو الدليل
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
[ البقرة ـــ 113 ـــ ] و الشاهد هنا
{ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
, فهالني الأمر و قررتُ في التو و اللحظة أن أكتب هذا البحث و
أسميته ( الفريضة الغائبة … جهاد النفس … خلع الحجاب في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ) و لا يهمني كثيراً أن أتطرَّق لمسألة الحجاب أو مسألة النقاب و لو اضطررتُ سأفعل في نهاية البحث , و لكن لهذا مقال خاص به ربما فيما بعد بتفصيل دقيق , و إنما كل ما يهمني الأن و أودُ قوله , هو أن الإنسان في هذه الفترة العصيبة من عمر الدنيا عليه بخاصة نفسه فقط فهذا زمان الفتن يا سادة , الأرض تتغير , المُناخ يتغير , الطقس يتغير

القاهرة \ يناير \ الثلاثاء 14 \ 1 \ 2020 م \ الساعة 18 و 4 بعد العصر \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

شاهد أيضاً

سلسله عن انبياء الله المرسلين للتذكرة والمعرفه.. [ قصة النبي موسى عليه السلام ]

احبابي الغاليين احباب رفيق يوسف… نقدم لكم سلسله عن انبياء الله المرسلين للتذكرة والمعرفه.. [ …