الغروب الحزين 

بقلم علاء مراد 

  غروب الشمس لحظة تنتهى فيه أنفاس يوم من العمر رحل ولن يعود وقتها

فقد رحل جزء من العمر يصعب استرجاعه فاتذكر نهايتنا فى هذه الحياه ويضيق صدرى حزنا على تلك النهايه حين تضيق بنا الدروب وتضيع منا الوجهات،

فنتساءل بصمت مرهق: إلى أين تمضي بنا الرحلة، وأي أرضٍ كُتب لها أن تكون لنا سكنًا وسلامًا؟

يخبرنا غروب الشمس أنه مهما مر بك من ظروف قاسية فأحياناً بعض النهايات مؤقتة مثل الشمس التي تُسدل ستائرها عند الغروب ثم تعود لنا في الصباح لتشرق من جديد بشكل أجمل و أقوى.

في زحمة الرحيل المستمر، لا نبحث عن وطن جغرافي بقدر ما نبحث عن سكون داخلي، عن لحظة نطمئن فيها أن التعب قد انتهى، وأن القلب وجد أخيرًا ما يليق به 

 انا لا أعرف أين أذهب في هذا العالم الواسع حين تحشرني الايام السوداء في زاوية لا تتعدى موضع قدمي المرتجفتين..

انا لا أعرف الى اين اتجه، فلا مخارج طوارئ للحرائق التي يفتعلها الأخرين فينا ولا لافتات في دروبنا تُشير إلى وجهة النجاة،

انا لا أرى النفق كله لأتمكن من رؤية الضوء الذي فيه.

 هذه الحياة نقطةٌ سوداء عملاقة، لا بياض فيها، وقلوب من نحبهم، ثقوبٌ سوداء تبتلع كل محاولاتنا للفرح. 

أنا ياصديقتي متعبٌ، بثقلِ أيامي، بخفتي، بالعابرين مني والعابر منهم، بلجوءى بالمدن التي احملها في حقيبة سفري. بحقيبة سفري. تلك التي افتحها في الفنادق والارصفة والمحطات، فتسيل منها الدموع والذكريات بدلاً من الثياب.

 بالاشخاص العالقة اسمائهم في حنجرتي. بالأيادي المعلقة في تلافيف ذاكرتي، ولا تكف عن التلويح. بجمجمتي الضيقة والمكتظة بطوابير الأصوات. بكلمة أستودعك الله، وكل ماتحمله في جوفها من تَبعات. 

متعبٌ من كوني انا.. من التفاصيل الصغيرة التي تتفرع منها ألاف التفاصيل، مُتعبٌ ومرهقٌ مثل سكة حديدٍ، مثل طريقٍ سريعٍ، مثل بلادٍ تكدست على صدرها الكوابيس. انا متعبٌ وأريد الوصول إلى تلك، النقطة التي تفصل بين عالمين، النقطة التي اا أشعرُ بعدها بألم. أريد الوصول للضفة الأُخرى. (للقوس الثاني الذي نغلقُ به عين الحياة ) وننام أمنين. أو كتفاً قوياً ياصديقي أرمي عليهِ ثقل رأسي. وأبكي.. أبكي، وكأني لم أذرف دمعاً مالحاً من قبل.

وفى النهايه رغم جمال غروب الشمس الا اننى اكره تلك اللحظات اكره النهايات وأحيانا كثيرة أمد يدى إلى الشمس وكاننى اترجاها لعلى أقنعها بأن تبقى إلى الأبد ولا تغيب …ولكنها للأسف لابد أن تغيب ….