العقل
د.عبدالواحد الجاسم
إصلاح العقل ، هو كتاب للفيلسوف “سبينوزا”
علمتني التجربة أن كل شيء في الدنيا هو عبث وباطل لأنه زائل !!!
لا الشباب ولا الصحةولا الأموال ولا الشهرة ولا المجد …الخ أشياء باقية .
فلذلك قررت البحث عن شيء خالد وباقٍ ودائم لا يزول .وهو “معرفة الاتحاد بين العقل وسائر الطبيعة ” .
فكلما زاد علم العقل يزداد فهمه لقواه ولنظام الطبيعة ، وإذا فهم العقل قواه تكون عنده قدرة كبيرة على توجيه نفسه بالطريق الصحيح ، وإذا زاد فهمه لنظام الطبيعة يستطيع التخلص بسهولة من الأمور الزائلة ، ويفكر فقط بالأمور الحقيقية الدائمة ، وهو الطريق الوحيد للسعادة .
وإن السعادة الحقيقية الدائمة هي في تحصيل العلم وإمتاع العقل بالمعرفة .
أنواع المعرفة عند “سبينوزا” :
_النوع الاول
العلم بتاريخ معين عن طريق( الإشاعة ) فمثلا تاريخ عيد الميلاد أو موعد الصيام أو اسم الرئيس ..الخ وهذه المعرفه تسمى الإشاعة .
النوع الثاني
“التجربة الغامضة الناقصة” ، مثل معرفة الطبيب بعلاج معين لمرض من الأمراض ،لكن هذا العلاج لم يأتِ عن طريق تجارب دقيقة للطبيب وإنما جاء من خلال تجربة العلاج على عدد من المرضى ونجاحه .
النوع الثالث
من خلال “الاستدلال والاستنتاج” ، مثلا ، نستدل من خلال كلام شخص على منهجه.
ومثال أوضح إذا طرق شخص الباب نستدل أن هناك شخص خلف الباب يطلب غرض معين وهذا النوع من المعرفة أرقى وأفضل من النوعين الأول والثاني .
النوع الرابع
“ماندركه بالبداهة” ندرك بدون حاجة إلى استدلال ، مثل معرفة أن الكل أكبر من جزء وهذا افضل أنواع المعرفة التي على الإنسان تعلمها ومعرفةإذا كان يبحث عن السعادة .
من خلال العلم البديهي يعرف الإنسان جوهر الأشياء ويدرك الأسباب الكامنه والحقيقية وراء الأشياء المتغيرة والزائلة ، ويعرف القوانين المكونة لهذه الأشياء ، والتي تعتبر تجليات لهذه القوانين الخالدة والأبدية .