الطّلَاقُ النّاَجِحُ نِعّمَةٍ فِي الإسّلَامِ
قلم الشريف_ أحمد عبدالدايم
قَدْ يَقول الّبَعض بِأنَ الطَلاقِ مُصِيبةً ، الطّلَاقُ كارِثَةٌ، الطّلَاقُ جَرِيمَةً فِي حَقِ الأُسّرَةْ
يَكُونُ الطَّلَاقُ مِنْ أَكْبَرِ النِّعَمِ، فَلَيْسَ كُلُّ طَلَاقٍ نِقْمَةً، بَلْ مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللَّهِ على العِبادْ ، فَهو يَحّميِ المُجتَمعِ مِنْ الإنّحِلالِ والّرَزِيلَةِ
قَدّ لاَ تَرّتَاحْ الزَّوجَة في عِشّرَتِها، فَالإسلامُ أبَاحَ لَهاَ الخُلّعْ بِشروطْ رَدْ الهَدَاياَ وَالتنازُلْ عَنْ حِقُوقْ مُؤخَرْ الصَداقْ وُالمُتّعة والنَفَقة.
مِثّلَماَ أعطَىَ الرجُلْ حَق الطَّلَاقْ، وَهُنَا إلّزَامُه بِكُلْ مَا ورَدْ أنِفاً مِنْ حِقُوقِ مُطَلِقَتِه، والآياتْ الكَرِيمة تُبَيّنْ حِقوُقْ الرجُلْ وَحِقُوقْ المَرأةِ فِي الطَلاقِ.
قال تعالى: وَإِذَا طَلقْتُمُ النسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُن فَأَمْسِكُوهُن بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرحُوهُن بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُن ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتخِذُوا آيَاتِ اللهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَن اللهَ بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذَا طَلقْتُمُ النسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُن فَلا تَعْضُلُوهُن أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُن إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُن حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِم الرضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُن وَكِسْوَتُهُن بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لَا تُضَار وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَن اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة: 231 – 233).
ومَتَىَ يَكُونْ الطّلَاقُ نَاَجِحَاً:
سُئِلْ ذاتَ يومٍ رَجُلٍ طلّقَ زَوّجَتِهِ، وَأتَى إليَهِ أحَدُ المُقَربينَ مِنهُ ليعّرفْ السبَبْ أو الأسّبَابْ التَي أدّتْ للطَلاقْ، أجابهُ هَذا الرجُلْ، وَكَيّفْ أقُولَ عَنْ إمْرَأةٍ أصّبَحَتْ غَريِبَةٌ عَنّي، ورَفَضَ يَذّكُرْ الأسّبَابِ وَرَاء الطَلَاقْ، قال تعالى: (وَإِذَا طَلقْتُمُ النسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُن فَأَمْسِكُوهُن بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرحُوهُن بِمَعْرُوفٍ) الآية 232 سورة البقرة.
يَكُونْ الطّلَاقُ نَاَجِحَاً:
عِنّدمَاَ تُحَرّضْ الأُم الأوّلاَدْ زِيَارةْ وَالِدَهُمْ، وَعِنّدمَاَ يُحَرّضْ الأبْ أوّلاَدُهْ عَلَى زِيَارةْ الأُمْ.
يَكُونْ الطّلَاقُ نَاَجِحَاً:
عِنّدمَاَ يُفَكّرْ كُلِ مِنّهُمَاَ فِي مَصِيرْ وَمُسْتَقَبَلْ الأَولاَدْ بَعدْ مَرحَلِةْ الّطَلاَقْ.
كَيّفَ نَحْمِي أنّفُسِنَاَ مِنْ شَرْ الّطَلاَقْ:
يَحّضُرَنِي قِصّة أبو مَسّلِمْ الخُوّلاَنِي كَاَنَ إذا دخل مَنّزِلِهْ سَلّمْ، فَإذَا بَلَغَ وَسَطْ الدَّارْ كَبّرْ، وَكَبّرَتْ أمّرَأتِهِ، فَإذَا بَلَغَ البَيّتَ كَبّرْ، وكبرت وَكَبّرَتْ أمّرَأتِهِ ، فَيَدّخُلْ فَتَنّزَعْ رِدَاءِهِ، وَحِذَاءِهِ، وَتَأتِيِه بِطَعَاَمٍ فَيَأكُلْ،
فَجَاءَ ذَاتِ لَيّلَةٍ فَكَبّرْ، فَلَمْ تُجِبِهُ، ثُمَ أَتَىَ بَابْ البَيّتَ فَسَلّمْ وكَبّرْ ، فَلَمْ تُجِبِهُ ، وَإذَا بِالّبَيّتْ لَيّسَ فِيّهِ سِرَاَجٌ، وِإذَاَ هِيَ جَالِسَةٌ بِيَدِهَاَ عُوُدْ تَنّكُثْ بِهِ فِي الأرّضِ
فَقَالَ لَهَاَ: مَالُكْ؟ قَالَتْ: النّاسُ بِخَيرْ وَأنّتَ أبُو مُسّلِمْ، لاَ شَيءٌ لَكَ، لَوّ أَنَّكَ أتَيّتَ مُعَاوِيَة فَيَأمُرْ لَنَا بِخَادِمٍ وَيَعّطِيّكَ شَيّئَاً تَعِيِشْ بِهِ
فَقَالَ: اللّهُمَّ مَنْ أفّسَدَ عَلّيَ أهّلِي فَأعَمِ بَصَرِهِ، وَكَانَتْ أَتَتَّهَا اِمّرَأةْ وَقَالَتْ: أنّتِ اِمّرَأةْ أبُو مُسّلِمْ ، فَلَوّ كَاَنَ زَوُجُكْ كَلَّمْ مُعَاوِيَة لِيَخّدِمَكُمْ وَيَعْطِّيِكُمْ.
الخَاتِمَةْ :
لا تَتّرُكيّنَ نَفسِكْ عَزيزَتي المَرأةَ إلى مَنْ يَحولْ بَيّنكْ وَبَينْ زَوُجكْ، وإنْ كَانت عَلَىَ سَبيل النَصيّحةَ، لأن كثيرً مِنْ العَسَلْ يَنّدسُ بِهِ السُّمْ
وَعِنّدَمَاَ تَدّخُليّنَ عَلَىَ عَائِلةْ زَوُجكْ، أشعِريّهُمْ بِأنّكِ الإبنةَ البَارةْ الَجَدِيدة لَهُمْ وَلَسّتِ السَارِقةْ لِقَلبِ إبنَهُمْ وَجَيّبُه، وّهَذَاَ كَثيّراً مَاَ تُعاني مِنهُ الأُسَرْ المَصريّةْ الأُمّهاتْ مَعْ زَوجَاتْ ابنَائِهِمْ.. أو الزوّجاتْ مَعَ أُمّهَاتْ أزواجِهِنَّ.