بقلم :الدكتورة هبة المالكي ا
تدور حياة الإنسان بين إخفاقات ونجاحات فالحياة لاهي نجاح دائم ولاهي فشل دائم فهي كما لايدوم فيها فرح لايدوم فيها حزن وكل يبكي على ليلاه ولكن إلى متى البكاء هل من الممكن أن يظل الإنسان يبكي على مامضى ويقف عن المضي في الطريق الذي فتح الله له سبيلا إليه هل من المعقول أن لا يغتنم الفرصة للخروج من دائرة الفشل إلى دائرة النجاح
الحياة مراحل تختلف باختلاف المراحل العمرية التي يعيشها الإنسان واختلاف الظروف التي يمر بها فالحياة بالنسبة للإنسان دار ممر ودار عبور للآخرة وأنى له أن يعيش فيها شامخا دون أن يقف على أعتاب العبودية لله عز وجل
ويسعى في تحصيل الرزق بما أتاه الله من قوة والرزق ليس في المال فقط فالبركة في الأولاد وحسن تعهدهم بالتربية رزق والبركة في العمر رزق والبركة في الصحة بتعهدها بالرعاية رزق إلى غير ذلك من النعم التي امتن الله بها على عبادة
فينبغي على الإنسان بما أوتي من قوة وطاقات متعددة إمتن الله تعالى بها عليه أن لايكون ضيق الأفق سهل المنال فينظر للحياة بمنظار أسود لالون فيه بسبب بعض الإحباطات التي تواجهه في حياته من فقدان ترقية أووظيفة أو فرصة عمل أوضياع مال ونحوه فكل هذا نوع من أنواع البلاء التي يجب مواجهتها بالصبر والاحتساب والجد والسعي
قال تعالى ” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ” (سورة محمد31)
وعلى الإنسان أن يعلم أن كل صعوبة يمر بها ماهي إلا منحة من الله عز وجل يتقوى بها على نفسه
وتتسع بها مدارك أفقه وقوة بصيرته فإذا استشعر الإنسان هذا من نفسه زاده هذا إصرارا على النجاح وتغلبا على نفسه الأمارة بالسوء محاولة منه لتحصيل النجاح
حتى يرقى بنفسه ويصل بها إلى طريق النجاح وربما يصل بها إلى مصاف العلماء الصالحين الذين ينفعون أنفسهم وأوطانهم
فيجب على الآباء غرس قيمة التحدي وتنمية الذات في أولادهم مع بث روح التفاؤل والاستعانة بالله عز وجل في مواجهة الصعاب حتى لا يستسلم الأولاد ويشعرون بالإخفاق في حياتهم فيما إذا تعرضوا لموقف ما قد يحبط من عزيمتهم
وتعويدهم على كيفية اللجوء إلى الله عزوجل والتمسك بالمنهج المستقيم الذي لااعوجاج فيه حتى نخرج للمجتمع ثمرة تكون عونا له على السعي والإنتاج مما يرقى بمجتمعاتنا الإسلامية إلى مصاف الدول الكبرى
فالنجاح كلمة مرادفها الإصرار ومضادها اليأس فحدد أنت طريقك الذي تحب أن تسير فيه واستعن بالله