الصراع بين الصحافة الورقية والرقمية
قلم الشريف_ أحمد عبدالدايم
في خطورة تأثير الصحافة الرقمية مع الذكاء الأصطناعي على الصحافة الورقية نتحدث اليوم عن مدى تأثر الصحافة الورقية بعد ظهور الصحف الألكترونية؛ وهل هذا الجيل يشهد نهاية الصحافة الورقية مما جعل نسبة مبيعات الصحف الورقية تتراجع بشكل ملحوظ؛ هذا ما قالته التقارير الدولية وهو تراجع الصحافة الورقية بعد ظهور الصحافة الرقمية؛ وما مدى صحة تلك التقارير هذا هو المحور الأساسي ضمن المحاور العديدة في هذا الموضوع.
على الرغم السادة القائمين على الصحافة الورقية يقولون بأن الصحافة الورقية ستبقى مثال الأذاعة مازالت قائمة برغم وجود التلفاز وغيره .
ولاشك بأن الصحافة الرقمية أصبحت لها دور رئيسي في المجتمعات الدولية والمحلية مما لها من تأثير سريع على القاريء من قفزات فى الأخبار العاجلة مثلاً والامثلة كثيرة نذكرها لاحقا .
لكن الصحافة الكلاسيكية (الورقية) مازالت لها متابعين تتراوح نسبة 7 الى 10% ممن يحرصون على الصحافة القديمة الكلاسيكية.
الصحافة الورقية:
كانت للصحافة الورقية بريق مع أنتشار الطباعة والصحف خصوصا مع ظهور الأذاعة والتلفزيون مما أكتسبها مزيد من الزخم الترويجي .
ومع التطوير التقني أعطى للصحافة الرقمية بريق مما ألقى بظلال قاتم على الصحف الورقية، ودخلت العديد من الصحف الرقمية التي أقنتصت العديد والعديد من القراء شبه ثابته وآلاف المواقع الأخبارية الرقمية أقتطعت ملايين من القراء، والنتيجة أزمة حقيقية للصحافة الورقية لا تنجو منها مثل تكلفة الطباعة بعد غلاء سعر الورق عالمياً وجودة الأحبار ونوع الورق المستخدم ودقة الألوان.
الصحافة الرقمية (الالكترونية):
على النقيض بأن الصحف الرقمية لا تعبأ بكل هذا بل وأيضا تتمتع بالصوت والصورة، بخلاف التحديث الحظي لمادتها وتكتسب الصحافة الالكترونية كل يوم مكان جديد ، ولا يتبقى للصحافة الورقية سوى مريدها من الاجيال القديمة والذين لا يهتمون بالصحف العنكبوتية بل ويفضلون الصحافة الورقية.
لكن هؤلاء تلقوا قرار حكومي صادم لهم بعدم طباعة صحف مسائية وتحويلها إلى منصات الكترونية لتكون هذه أولى خطوات الاوراق التي تسقط من شجرة الصحافة المصرية الورقية.
يقول الدكتور/عبدالمنعم سعيد المفكر وعضو مجلس الشيوخ:
بأن الصحافة صناعة ورسالة معاً وهي الحديث مع الناس على الشأن العام بأشكال مختلفة ( رسالة سياسية واقتصادية وثقافية وأمور كثيرة) لكنها صناعة أيضاً، لكن كل ما هو ورقي يتراجع لأن الصحافة أصبحت لها أدوات كثيرة مختلفة ومتنافسة لكي تتحدث عن الشأن العام، لذا نجد منحى الرسم البياني للصحف الورقية يتراجع منذ 2010 ميلادي من عدد النسخ وفقا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء على العكس على الصحف الرقمية بالنسبة لمستخدمي الانترنيت يتزايد.
يقول الاستاذ/عماد الدين حسين كاتب صحفي ورئيس تحرير الشروق :
الصحافة الرقمية كل يوم في اذدهار على المستوى العالمي لذا عندما نجد صحف عالمية كبرى تقفل وتعود لكي تواجه الازمة حيث أن عدد كثير انصرف عنها وذهب الي الصحف الرقمية، حتى أن الصحافة التلفزيونية العالمية تعاني من انخفاض نسبة المشاهدة ايضاً نظراً لانصراف الجمهور عنه وذهب الى الصحف الالكترونية.
وأعطى مثالا في عام 1974 م عندما خرج الاستاذ.عبدالمنعم هيكل من جريدة الأهرام، كانت نسبة المبيعات ما يقرب من اربعة ونصف مليون نسخة لكن اليوم اصبح أقل من 350 الف نسخة وهذا لكل الجرائد الورقية في مصر بمعنى أعلى مبيعات للصحيفة الورقية الواحدة لا تزيد عن 50 الف نسخة، لأن غالبية الشباب لايعرف الصحيفة الورقية ولا الاخبار التلفزيونية وإنما هو يقرأ من الموبايل.
لذا الصحافة مستمرة لكن الوسيلة متغيرة، بمعني المقال الذي يكتبه أحد الصحافيين في الاهرام او الاخبار ممكن قرائته على الموقع الالكتروني .
يقول الدكتور. ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامي:
تختلف الوسائط طبقاً لمتغيرات الزمن الذي نعيش فيه تأتي وتذهب ومنها بعضها اندثر ولم يبقى فمثلا كان في الماضى نستمع إلى اسطوانات مرنة ثم حدث التطوير أصبح شرائط الكاسيت بعدها تطور إلى شرائط فيديو لايخلو بيت منه وسرعان ما أختفىت أجهزة الفيديو معها وحل البديل وهو الفلاشة، بمعنى كان الفنان يفخر بأن له ألبوم غناء من شرائط كاسيت أو أسطوانات الآن أصبحت عبارة عن فلاشة بها كل أغانيه الحديثة، القصد أن اختلاف الوسائط لا يعني أختفاء الجوهر وهو مصدر المعلومة بأن لك أن تتابع كل هذا من خلال اليوتيوب وما شابه ذلك
وعندما نرجع إلى المنحيات البياني لنسبة التوزيع من الصحف الورقية من قبل ومقارنتها باليوم بالتأكد سوف نقف على أن الصحف الالكترونية اصبح لها دور فعال في هذا الانخفاض، لأن الجمهور لا يذهب إلى الورق إلا في بعض الأحيان، غير أن الورق المطبوع مخالف للصحة والبيئة نظراً للكيماويات التي يحتويه تلك الورق من أحبار كيمائية.
يقول الاستاذ. عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس ادارة الاهرام:
اليوم نعمل موائمة بين الرقمية والسوشيال ميديا والورقية في جريدة الاهرام، ولدينا نقلة كبيرة في بوابة الأهرام، أما بالنسبة إلى الارقام نجد عدد المتابعين للبوابة، عدد المتابعين لموقع الأهرام، عدد المتابعين الى صفحات السوشيال ميديا في الأهرام أضعاف الأرقام التى كانت توزعها الصحيفة الورقية، والاهم أن المحتوى يصل إلى أضعاف عندما كان لنا وسيلة واحدة وهي الصحيفة الورقية.
لكن تبقى الصحيفة الورقية لها مكانتها وخاصةً خارج البلاد للجالية المصرية، لذا اصبحنا نطبع صحفية الاهرام الورقية في دبي بعد الاتفاق معهم هناك ونظرا لتكلفة اسعار الورق .
يقول الاستاذ.علاء الغطريفي الكاتب الصحفي:
تقرير رويترعن عام 2020و2021 فيما يخص الصحافة انهيار واضح في العالم ويؤثر في 46 سوق وفي ستة قارات، وإن تحدثنا عن المحتوى من الصعب الصحيفة الورقية المنافسة لذا أصبحت الصحيفة الرقيمة خارج المنافسة مع الصحيفة الورقية، لذا الصحفية الورقية تعجز بأن تناهض الاخبار العاجلة أو أخبار الحوادث تجدها أستباقية على الصحيفة الالكترونية وغيرها من أخبار متنوعة على سبيل المثال بعد انتهاء ماتش كرة تجد المواقع الاخبارية تتناوله بسرعة مما يحد من منافسة الصحف الورقية فى المنافسة .
وكما قال الاستاذ. محمود المملوك رئيس تحرير القاهرة 24:
التنافس اليوم ليس مع الصحيفة الورقية والألكتروني بل التنافس مع والسوشيال ميديا، بمعنى كيف أنافس مثلاً الخارجية المصرية التي لم تكتفي بأصدار بياناتها على الصحفيين وتقوم نشرها على تويتر وعلى الفيسبوك، إلى أن توصلنا إلى ذكاء اصطناعي وهو بمجرد النشر على تويتر أو الفيسبوك بعد دقيقة واحدة نجدها على موقعنا.
وأخيرا قال دكتور.خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتجية:
لابدوأن تعترف بأن الديجتال فرض نفسه على العالم كله وليس في مصر فقط بل هو الذي يستطيع تلبية أحتياجاتنا في المركز وكل من يعمل في مجال الدراسة والتحليل الاستراتجيي والمتابعة، وجميع الاوساط والدوائر التي نرتبط بها يهمها في المقام الأول الإيقاع وهنا ينتصر الديجيتال، بمعنى أنا لا أقف عند الوسيط ورقي أو على الموبايل وخلافه وإنما أبحث عن السلعة التي تهمني وتوفر لي الوقت .
الختام:
الصراع ليس صحيفة في ورقية أو رقمية على الرغم أن الصحافة الالكترونية فرضت نفسها على أرض الواقع، وإنما السؤال هو كيفية الحفاظ على الصحافة المصرية بكل أنواعها ، وهذه المهنة التي لابد وأن نضعها في مكانها اللائق سواء كانت ورقية أو تلفزيونية أو أذاعة من حيث الخبر والتحقيق والتحليل والضيف والحوار، كلها في النهاية وسائط لابد أن نعمل على تطويرها ونضعها في المكان اللائق بها.
شاهد أيضاً
دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين
دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …