أخبار عاجلة

الشيخ حسام صبري جمال الأزهري.. نموذج يُحتذى به في العلم والدعوة

كتبت /د زينب الجندي

النشأة والتعليم البداية
وُلد الشيخ حسام صبري جمال الأزهري في 20 سبتمبر 2005 في قرية منشأة دهشور بمركز البدرشين في محافظة الجيزة. نشأ في بيئة دينية متجذرة في القيم الإسلامية العميقة، حيث كان تأثير والدته لا غنى عنه في تشكيل شخصيته. فقد زرعت فيه حب العلم منذ نعومة أظافره، ودائمًا كانت تُشجعه على طلب العلم والحرص على الأخلاق. أما والده، فقد كان السند والداعم القوي الذي يقف خلفه، يقدم له الدعم المعنوي والمادي لتحقيق طموحاته. هذا الدعم الأسري كان له أكبر الأثر في انطلاقته نحو عالم العلم والدعوة.

البداية في الأزهر الشريف
بدأ الشيخ حسام رحلته المباركة في الأزهر الشريف، حيث التحق بمعهد الإمام أبو العزائم في قريته، وكان لمشايخه في هذا المعهد دور كبير في تشكيل معالم مسيرته العلمية. في مرحلة مبكرة، وتحديدًا في الصف الثالث الابتدائي، بدأ حسام بالعمل في الدعوة إلى الله، متأثرًا بأساتذته الكرام وعلى رأسهم الشيخ محمود عبد الغني الجوهري، رحمه الله، والشيخ سمير جمال الديب، اللذان كان لهما الفضل الكبير في تحفيزه وتشجيعه على السير في طريق الدعوة والعلوم الشرعية. هؤلاء المشايخ لم يتوانوا في غرس حب العلم الشرعي في قلبه، وكانوا دوماً يحثونه على السعي الجاد نحو العلم ويقدمون له النصح والإرشاد.

دور الأسرة والتوجيه العلمي
أسرة الشيخ حسام كانت دائمًا عونًا له على درب العلم. والدة الشيخ كانت حريصة على متابعته وتشجيعه في مسيرته الدراسية، حيث كانت تحثه على حفظ القرآن الكريم وتعلم علوم الدين. كان لوالده أيضًا دور محوري في دعمه المعنوي، حيث كان يقدم له النصح والإرشاد في كل خطوة يخطوها. هذا الدعم الأسري المتكامل ساعد الشيخ حسام على تكوين شخصية علمية ودعوية متميزة، وقد زرع فيه حب العلم والدعوة إلى الله منذ صغره.

الدراسة في معهد الإمام أبو العزائم
في معهد الإمام أبو العزائم، مر الشيخ حسام بتجربة علمية غنية، حيث تعلم على يد أساتذة أفاضل. كان من أبرز هؤلاء الأساتذة الشيخ سامي سيد علي السقاري، مدير المعهد، الذي كان له دور كبير في توجيه الشيخ حسام وتنمية مهاراته العلمية. بالإضافة إلى ذلك، كان للشيخ عبد العزيز شهاب الدين، والشيخ سعد رشاد شهاب الدين، والأستاذ أيمن عبد العظيم الحصري دور بارز في إثراء معارفه، وتشجيعه على التفوق العلمي. كما كان للشيخ سيد حداد الجُعر، والشيخ محمود سلامه، والشيخ نادي شافعي الحصري دور كبير في تشجيعه وتوجيهه. هؤلاء الأساتذة كانوا بمثابة أعمدة بناء شخصية الشيخ حسام العلمية والدعوية، وقد قدموا له الدعم والمشورة في مراحل متقدمة من حياته العلمية.

الانتقال إلى جامعة الأزهر
بعد أن أتم الشيخ حسام دراسته في المعهد، انتقل إلى جامعة الأزهر حيث التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، وما زال يواصل دراسته هناك. في هذه المرحلة، بدأ الشيخ حسام في صقل مهاراته اللغوية والدعوية بشكل أكبر، حيث تميز بقدرته على التعبير بلغة عربية فصيحة، وإلقاء مؤثر، ومخارج حروف سليمة تعكس التدريب المتقن. لا يزال الشيخ حسام في مسيرته التعليمية في الجامعة، حيث يواصل تطوير مهاراته العلمية والشرعية، ويبحث عن المزيد من فرص التحصيل العلمي ليكون دائمًا في طليعة الدعاة.

الإجازات العلمية
تتوج مسيرة الشيخ حسام العلمية العديد من الإجازات العلمية الرفيعة، التي أبرزها حصوله على إجازة في كتاب “الورقات في ثوبها الجديد” لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. وهذه الإجازة تعد إضافة علمية هامة له في مجال الفقه وأصوله، مما يعكس سعيه الدائم لتحصيل المزيد من العلم الشرعي.

الخطابة والمسابقات
تميز الشيخ حسام بسرعة في مجال الخطابة، حيث أصبح من الخطباء البارعين في منطقة الجيزة الأزهرية. حقق العديد من الإنجازات الرائعة، حيث حصل على المركز الأول في مسابقة الخطابة لثلاث سنوات متتالية على مستوى جنوب الجيزة. كما فاز بالعديد من الجوائز في مسابقات القرآن الكريم. هذه الإنجازات تبرهن على تفوقه العلمي والبلاغي، وقدرته الفائقة في التأثير على مستمعيه وإيصال الرسالة الدعوية.

مشاركة في نشر العلم الشرعي
بعد أن اكتسب الشيخ حسام العديد من المهارات العلمية، بدأ في المشاركة في نشر العلم الشرعي من خلال شرح مناهج المواد الشرعية الأزهرية. كان يعمل مع أساتذته الكرام، وخاصة مع فضيلة الشيخ محمد كامل الشيمي، الذي كان له دور كبير في مساعدته على تبسيط العلوم الشرعية. أسلوبه المتميز في تبسيط المفاهيم وتوضيح المسائل كان له أثر بالغ في جذب الطلاب وإقبالهم على الدروس.

الرسالة الدينية والدعوية
يُعرف الشيخ حسام بتمسكه بالوسطية والاعتدال في نقل وتفسير علوم الدين. يسعى دائمًا إلى نشر الدعوة بأسلوب عصري سهل الفهم، يتسم بالوضوح والبساطة. في كل دعوة يقوم بها، يدمج بين العلم الشرعي وأدوات العصر الحديثة، مما يجعله قريبًا من قلوب الناس. كما يدعو الشيخ حسام دائمًا إلى تعزيز القيم الأخلاقية والإسلامية في المجتمع، ويؤمن بأن الدين ليس مجرد علم، بل هو رسالة حياة يجب أن يعيشها الناس في واقعهم.

دور الشيخ محمود الجوهري رحمه الله
من أبرز المشايخ الذين كان لهم الفضل في توجيه الشيخ حسام في بداياته هو فضيلة الشيخ محمود عبد الغني الجوهري، رحمه الله. فقد فتح أمامه أبواب العلم الشرعي، وكان له دور محوري في تأسيس قاعدة علمية ودعوية صلبة له. كان الشيخ محمود بمثابة الأب الروحي له، يقدم له النصح والإرشاد، ويوجهه بحكمة، مما ساعد الشيخ حسام على اكتساب الخبرات الدينية والشرعية التي شكلت شخصيته.

دور الشيخ سمير جمال الديب
أما فضيلة الشيخ سمير جمال الديب، فقد كان له دور بالغ في اكتشاف موهبة الشيخ حسام، خاصة في مجال الخطابة والدعوة. ساعده في تحسين مهاراته البلاغية وتشجيعه على المشاركة في المسابقات الدعوية والعلمية. كان له الفضل في صقل مهارات الشيخ حسام، وهو من العلماء الذين أثروا في تكوين شخصيته الدعوية والعلمية.

الشكر والتقدير
يتوجه الشيخ حسام بعميق الشكر والتقدير لكل من ساندوه في مسيرتهم العلمية والدعوية، من أساتذته ومعلميه الذين كانوا له العون في جميع مراحل حياته. يخص بالشكر والتقدير الشيخ محمود الجوهري، رحمه الله، والشيخ سمير جمال الديب، وكذلك جميع من وقف إلى جانبه من علماء ومشايخ أفاضل.

ختامًا
إن الشيخ حسام صبري جمال الأزهري ليس مجرد شاب أزهري واعد، بل هو منارة علمية ودعوية تضيء درب الأجيال المقبلة. بعزيمته القوية، وحرصه على نشر العلم والدعوة، أصبح قدوة يُحتذى بها في الساحة الأزهريّة. نسأل الله له دوام التوفيق والسداد في مسيرته العلمية والدعوية، وأن يجزيه خير الجزاء، وأن يجمعه مع أساتذته وكل من ساهم في دعمه في الفردوس الأعلى من الجنة.

شاهد أيضاً

عفوك عن أخيك يعلو درجاتك في الجنة

عفوك عن أخيك يعلو درجاتك في الجنة بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف ومن أعظم ما …