الكتابة هى السلاح الوحيد الذى يحرر الشعوب دون نقطة دم واحدة
المسابقات الدولية تظلم الشعراء بشروطها القاسية وتسيسها ومزاجية الحكلم
لدينا نقاد رائعون واخرون يتخذونه سبوبة
حاورها / الشاعر رفعت سليمان
هى شاعرة مصرية القلب ، عربية الروح .. بماء النيل وعطر النّارنج تغمر حرفها قبل أن ترشه في قلب قارئها.. لكتابتها جرْس ملتهب يفشي سِرّ وعيٍ متّقد ، يغري بالمتابعة لكلّ ما يخطّه قلمها … انها الشاعرة رضا عبد الوهاب جوهرة الأدب والشعر في الوطن العربي التى التقيناها فى هذا الحوار ، كى نتعرف معها على كواليس عشقها لمحراب الأدب والثقافة ، ورأيها فى فضايا الادب العربى .. فالى التفاصيل .
♦ متى بدأتِ اناملك تكتب الشعر ؟ وهل ساعدكِ أحد فى ذلك ؟
بدأت الكتابة فى المرحلة الإعدادية ، و كانت عبارة عن خواطر بسيطة ، ثم ابيات شعرية ممزوجة بالموسيقى أحيانا ، و كنت أعرض بعضها على اساتذتى ليوجهونى .
♦ الشعر الحقيقي انعكاس لموهبة ،ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع، هل هذا صحيح؟
نعم الشعر الحقيقى انعكاس لموهبة ، ولكن الموهبة وحدها لاتكفى ، اذ لابد من ثقلها بالقراءة والتجربة أيضا .
♦ للأدب أثر عظيم في تربية الفرد والجماعة فما رأيك ؟
*للادب أثر عظيم فى تربية الفرد والمجتمع ورقيه وفرز جيل مثقف واعى لما يحدث حوله ومايدور فى العالم أجمع وتهذيب لغته ورقيها والتعامل مع الاخرين.
♦ كيف ترى الشاعرة (رضا عبدالوهاب) الحركة الثقافية في مصر والوطن العربي ؟
الحركة الثقافية في مصر والوطن العربى زاخرة وعامرة بالادباء والمبدعين كعادته دائما.
♦ كيف يمكن النهوض مرة أخرى باللغة العربية وآدابها في مجتمعنا؟
يمكن النهوض باللغة العربية حينما نهتم بالمعلم ونعيد اليه مكانته العلمية والاجتماعية المفقودة ، فالمعلم هو حجر الزاوية الذى تبنى عليه حضارة وتنمية الاوطان ، فاذا تحقق ذلك وقتها سننهض بالتعليم وتنهض بالحركة الأدبية، وبالتالى تعود اللغة العربية الى سابق مجدها .
♦ ما رأي الشاعرة بالمسابقات الشعرية الدولية والمحلية وما مدى نزاهة لجان التحكيم ؟
المسابقات الشعرية الدولية والمحلية أراها تظلم أدباء على الساحة فهى تضع شروطا قاسية ، مثل تحديد سن معين، فهل للابداع سن ، وأيضا ترتبط بمزاجية بعض الحكام أو تسييس لها عندما تكون دولية ، والأدب ليس له وطن معين ، ولا يجب تسييسه ،ويوجد على الساحة بعض النقاد الرائعون الدارسين ، وعلى النقيض هناك من يتاجر بها ويجعلها كسبوبة للرزق.
♦ ربما أضاف كاتب مغمور للأدب ما لم يستطع كاتب أو شاعر مشهور إضافته ما رأيكِ ؟
نعم احيانا كثيرة يفعل كاتب مغمور مالا يفعله اخر مشهور خاصة اذا كان معجونا بطين مجتمعه ، وقريبا من الاخرين متعايش مع مشاكلهم ، ولا يعيش في برج عاج وحده.
♦ في ظل كل هذا الخراب والحصار والدم والقتل ما فائدة الكتابة؟
الكتابة هى السلاح الذى يحرر الشعوب دون نقطة دم واحدة والحافز للتغيير والنهوض والتقدم والتعبير عن مطالب الامم.
♦ لمن تكتبي الشعر؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لكِ؟
الكاتب لا يضع نفسه تحت فئة واحدة فقط يكتب لها ، ويتحدث باسمها ، الكاتب مؤرخ لما يحدث حوله ، عندما يجد المجتمع يهمل حاجة شعبه ولا يقدرهم فيتحدث باسمهم ، يكون الفلاح والعامل والموظف ، وعندما يكون وطنه معرضا للخطر يكون جندى في ساحة القتال بسيفه وقلمه ، والرسالة التى اقدمها للقارئ القراءة ثم القراءة لانه بذلك يضع كل أديب فى مكانه الطبيعى عندما يختار كل ماهو ثمين ومفيد وممتع ويترك ماهو ردىء، والكتاب والأدباء القدوة لى هم كثيرون سواء القديم منهم والحديث، فانا أعشق المتنبى وعنترة وإيليا وقيس بن الملوح وابن زيدون والخنساء وشوقى وناجى ونزار وفاروق جويدة والعامية كثيرون مثل جاهين والابنودى وسيد حجاب وفؤاد حداد.
♦ ما رأيكِ بقصيدة النثر ؟ وهل أنتِ مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
لقد خلق الله امزجة البشر مختلفة ، فمن الطبيعى اختلاف امزجتهم فمنهم من يحب القصيدة العمودية الكلاسيكية ببحورها وموسيقاها وجمالها ورتابتها ، ومنهم من يحب النثر بصوره وأشكاله ، انا اكتب العمودية والتفعيلة والنثر والعامية لقد جدد إيليا ابو ماضى وبشارة الخورى ونزار فى القصيدة العمودية واعطوها حيويتها ، فالشعر رسالة وهو مرتبط بروح الانسان واحساسه وتجاربه وخياله لهذا أرى فى كل لون جماله.
♦هل أنتِ راضية عن الجسور الثقافية المقامة بين مصر والدول العربية ؟
الجسور الثقافية المقامة بين مصر والوطن العربى أراها روتينية ليست كافية لتتوغل داخل مجتمعاتنا ، وتعمل على توثيق الروابط وتبادل الثقافات والأدب المشترك بيننا والتعرف علي كتابات الأدباء من كافة أرجاء وطننا ، وعمل تبادل ادبى بيننا لامتزاج الفكر والتعرف على أدب المجتمع الآخر.
♦ ما رأيكِ بالحركة الأدبية حالياً خاصة بعد انتشار وسائل الاتصال الاجتماعي السريعة ؟
*الحركة الأدبية حاليا خاصة بعد وسائل التواصل الاجتماعي رائعة ، وتعمل على الانتشار ومعرفتنا بما تفرزه المجتمعات الأخرى عبر العالم أجمع.
♦ هل أنتِ مع القصيدة الشعرية الحديثة؟ أم مع القصيدة العمودية الكلاسيكية المعروفة ؟
انا مع القصيدة العمودية الكلاسيكية وجمالها ولكن الشعر روح واحساس فلا يجب أن نضع أنفسنا واحاسيسنا داخل بوتقة واحدة لاتتغير فاكتب ماشئت تحت مسمى الجمال الإنسانى محافظا على الإبداع ايا كانت صوره ومسمياته.
♦ فى النهاية أقول لكِ قبل الختام مع شعاع حروفكِ أتنفس رائحة التراب المخضب بماء السماء وعبق النيل الندي وترفل من حولي فراشات الحلم وعلى نافذتي تولد يمامة الأمل.